الأقباط متحدون - رئيس جمهورية في الميزان
  • ٠٠:٣٦
  • الأحد , ٢ ديسمبر ٢٠١٨
English version

رئيس جمهورية في الميزان

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٥: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ٢ ديسمبر ٢٠١٨

 الرئيس إيمانويل ماكرون في فرنسا
الرئيس إيمانويل ماكرون في فرنسا

د. مينا ملاك عازر
في الديمقراطيات عامة، والعريقة خاصةً، كل المناصب من رأس الدولة لقدمها يُضعون في الميزان، والشعب يحكم ويقدر ما فعلوه، إن كان صواباً أو خطأً. ولذا اسمح لي صديقي القارئ أن أضع رئيس الجمهورية  الفرنسي في الميزان.

هو رئيس الجمهورية الذي يهمش الأحزاب والنقابات ويضعفها ويلغي وجودها الشعبي، ودعني أكمل لك، وأريك كيف تنقلب أعماله السوداء عليه؟ هو رئيس الجمهورية اللي يعد الناس بوعود في برنامجه الانتخابي ويحنث بها، ويفعل عكسها وينساها ويتجاهل شعب، وهو غاضب، ويصبح منفصل عن العالم وعن واقع شعبه ويطالبهم أن يعملوا مع أنهم يعملون ويكدون وطالع عينيهم، وكل قضيتهم أن ما يتقاضونه من أجر لا يكفيهم ليعيشوا عيشة كريمة تليق بهم وببلادهم وبوعوده التي وعدها سيادته نفسه لهم، بل دعني أزيدك من الشعر بيتاً عن رئيس الجمهورية هذا الذي شعبه غاضب ومحتج على قراراته الاقتصادية المجحفة والقاسية والقاصية عن كل منطق وكل قلب رحيم، بل والقاصية عن مشاكل هذا الشعب والغير مدركة لمآسيه التي يعيشها، طب قل لي رئيس الجمهورية اللي يدعي أنه نصير الغلابة وشاعر بهم وحاسس بمشاكلهم وظروفهم، أنهم محتاجين لحنان وطبطبة وقرارات تنصفهم وتحسن من أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية حتى اعتقدوا أنه ذو ميول اشتراكية وصدقوه، ثم يكتشفوا أنه كاذب ويتخذ قرارات اقتصادية ضد الغلابة وتزيدهم سحقاً على سحقهم، وتشعل النار بهم، نار الأسعار وهو هادئ ويطالبهم بالمزيد من الكد، بينما هم يحترقون ليس فقط من لهيب الأسعار وإنما من لهيب ضرائبه التي يتفنن هو وحكومته في فرضها وإبداع ضرائب جديدة غير معتادة وغير منطقية وغير معقولة ليزيد بها أعباءهم أعباء، وأسهل ما لديه أن يتخذ قرارات رفع أسعار الوقود، ما يعني رفع أسعار كل السلع تبعية لهذا القرار دون النظر لاحتياجات الشعب وقدراتهم المالية. عزيزي القارئ، الرئيس الذي يتجاهل مطالب شعبه ويتغاضى عن احتجاجاتهم وأنينهم ويتمادى في فرض القرارات الاقتصادية التعجيزية دون النظر لحالتهم المعيشية بل يزيد الأمر سوءاً بخطابات بعيدة كل البعد عن الواقع ماذا يستحق بذمتك، طبعاً يستحق ثورة نعم ثورة وهذا بالضبط ما يفعله الرئيس إيمانويل ماكرون في فرنسا وما يفعله شعبه به الآن.

فقل لي، بماذا تحكم عزيزي القارئ على هذا الرئيس؟ الذي وعد الشعب الفرنسي قبل انتخابه خلاف ما يفعله الآن والذي همش أحزابه ونقابات بلاده ويتهم شعبه بأنهم لا يعملون مع أنهم يعملون ويتغاضى عن ضرائب مجحفة وزيادات غير مقبولة في الوقود وغيره ودون مبرر، ناهيك عن أنه أوهمهم بأنه ذو خلفية اشتراكية ولكنه عمل لمصالح طبقة رجال الأعمال، وكأنه أعتى عتاة الرأسمالية إذ يعمل بفكر ومنطق عمله السابق ببنوك روتشيلد.

 المختصر المفيد ربنا يكفينا شر الفاشلين والكاذبين، والله يكون في عون الشعب الفرنسي ومن شابههم من شعوب.