الأنبا مرقس في السعودية
جمال رشدى
السبت ١ ديسمبر ٢٠١٨
جمال رشدي
زيارة هامة يقوم بها الأنبا مرقس مطران ايباراشية شبرا الخيمة وتوابعها إلي المملكة العربية السعودية، يتفقد خلالها الجالية القبطية حيث سبق إنه زار السعودية من قبل مرتان كزيارة رعوية، وكما أعلن قداسة البابا تواضروس أمس في لقاء معه علي احد القنوات الفضائية، بأن الأنبا مرقس يزور السعودية للمرة الثالثة وجاءت الزيارة عقب زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان للمقر البابوي في مارس الماضي، وكان من ضمن المستقبلين لولي العهد الأنبا مرقس الذي طرح في الحديث انه زار المملكة من قبل مرتان، ويرغب في زيارة رعوية أخري لتفقد أبناء الجالية المصرية القبطية للعاملين هناك، وجاءت موعد الزيارة الاثنين الماضي وكان في استقباله بمطار الملك خالد بالرياض وفد رفيع المستوي من السفارة المصرية بقيادة القنصل العام السفير الدكتور إيهاب عبد الحميد وآخرون من رموز وأبناء الجالية المصرية، وفور وصوله توافد علي مقر وجوده أبناء الجالية المصرية، وكنت من ضمن الحضور ودار نقاش بينه وبين أبناء الجالية وطالب الأنبا مرقس من كل المصريين مساندة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حني يستكمل مسيرة التنمية من اجل الأجيال القادمة، وان السيد الرئيس لديه موروث من المشاكل الضخمة ويجب علي الجميع الوقوف خلفه، واستكمل حواره مع الحضور في الإجابة عن الأسئلة الروحية التي وجهت له وظهر خلالها انه قامة وقيمة ثقافية وروحية كبيرة، متحرر من موروث التقليد الاعمي يخاطب الروح وليس الحرف، بجانب ثقافته المتعمقة في كثيراً من المجالات، وفي الأيام التالية أقام الصلوات بحضور أعداد غفيرة من أبناء الجالية وفي حراسة الأمن السعودي.
وجدير بالذكر إن زيارته تواكبت مع زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان لوطنه الثاني مصر، عقب الهجمة الشرسة التي تعرضت لها المملكة، وشخص ولي العهد والمقصود منها عرقلة جهود الأمير عن مسيرة إلاصلاح التي تبناها، واخترق من خلالها موروثات ثقافية واجتماعية راسخة كانت سبب من أسباب التطرف في المنطقة، والذي يخدم مصالح الخارج في إضعاف المنطقة والسيطرة عليها، لكن ولي العهد ولما يمتلكه من شجاعة وقوة وجسارة وثقافة ورؤية متعمقة لاستقراء الدوافع والمسببات، استطاع إن يهدم ذلك الموروث دون مؤامات أو حسابات سياسية مع أي طرف، مما جعله محط هجوم من وسائل إعلام التنظيم الاخواني المتطرف والحركات الإرهابية التي يدعمها الغرب، لكن مساندة الدول العربية وعلي رأسها مصر والشقيقة الإمارات للمملكة في تلك الأزمة، وإعلان القيادة المصرية بوضوح بأن أمن الخليج والمملكة جزء لا يتجزأ من امن مصر، كل ذلك مع قوة وثبات النظام الحاكم في المملكة جعلت المؤامرة تفشل في تركيع المملكة.
وبما إنني متعايش منذ سنوات في الشقيقة المملكة العربية السعودية، استطيع القول إن ولي العهد هو الضوء القوي الذي ظهر في نهاية النفق المظلم، وما يفعله سيكون مردودة قوي وايجابي علي كل المنطقة من حركة تنوير وإصلاح .
وبما لولي العهد من صفات وسمات شخصية منفتحة علي جميع الثقافات، فجاءت زيارة الأنبا مرقس إلي السعودية كتجسيد حي علي المحبة والتسامح وكرم الضيافة الذي تتصف بهم المملكة الشقيقة حكومة وشعب، حيث قام فضيلة الشيخ الدكتور محمد ألعيسي أمين عام رابطة العالم الإسلامي باستقباله وقد تناول اللقاء عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وحضره وفد سفارة جمهورية مصر العربية بالمملكة العربية السعودية.
والجدير بالذكر إن الزيارة سوف تستمر إلي 6 ديسمبر، يستكمل فيها الأنبا مرقس زيارته الرعوية لأبناء الجالية المصرية ولابد إن نشيد بما قامت به السفارة المصرية بمجهود كبير لرعاية تلك الزيارة، حيث يستضيف السفير المصري ناصر حمدي الأنبا مرقس اليوم ومعه عدد من أبناء الجالية المصرية، وأيضا يوم الثلاثاء القادم يستضيفه القنصل العام الدكتور إيهاب عبد الحميد في منزله الخاص ومعه عدد من أبناء الجالية المصرية.
وأخير أقول إن مملكة الخير تتعانق مع مصر حضارة الإنسانية، ليكونوا حائط صد منيع ضد أي إطماع خارجية، تسعي للسيطرة علي المنطقة وثرواتها.