الديمقراطيين والجمهوريين والاختيار بين ايران والسعودية

رغم كل ما يثار حول جريمة اغتيال جمال خاشوقجي ، الا ان موضوع التحرش الغربي الامريكي بروسيا أطل بوجهة من جديد ، حيث اصطدمت روسيا مع الدول الغربية إثر سعيها لمنع منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية من إدانة المسؤولين عن هجمات وقعت في سوريا وسالزبوري ببريطانيا، وتبادل الطرفان تهما بالنفاق والكذب عندما كانت المنظمة الدولية تناقش توسيع صلاحياتها وفق برنامج متفق عليه في يونيو الماضي، واتهمت الدول الغربية روسيا بالسعي لمنع منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية من التحقيق في هجمات سوريا من خلال إقناع بعض الأعضاء بعدم التصديق على ميزانية المنظمة، وتدعم روسيا كل من الصين وإيران، ووصف مبعوث روسيا، ألكسندر شولغين، مزاعم الدول الغربية باستعمال دمشق للأسلحة الكيمياوية بأنها "محض كذب"، وبأنها ذريعة "لصب صواريخها" على سوريا، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت،" واشنطن تريد فرض عقوبات أشد على روسيا " .

 

ثم حدثت الاحتكاكات بين السفن الاوكراينية والاسطول الروسي ،الامر الذي جعل دونالد ترامب يهدد بعدم مقابلة بوتين علي هامش مؤتمرقمة العشرين في بيونوس أيرس اول ديسمبر القادم ، واشار ترامب لواشنطن بوست "إن التقرير الذي تلقاه من فريق الأمن القومي ، فيما يخص احداث اوكراينا ، سيكون حاسما في هذا الصدد".

 

كما انطلقت انتفاضة اصحاب السترات الخضر في فرنسا ، وارتبطت بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي . 

كل ذلك يدور في وقت اشتداد الخلاف بين الديمقراطيين وترامب فيما يخص موقف ترامب من التحالف مع السعودية ، وقضية جريمة خاشوقجي ، خاصة بعد اختار الديمقراطيون فى مجلس النواب اليوم الأربعاء نانسى بيلوسى لتكون الرئيس القادم للمجلس، ومازالت بيلوسي (78 سنة) في حاجة لاعادة انتخابها من مجلس النواب بكامل اعضائة في اوائل يناير 2019 ، وكانت بيلوسي رئيسة لمجلس النواب من يناير 2007 وحتي يناير 2011.

 

واشتد النزاع الي حد ان  وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال للواشنطن بوست أمس الاول : " إن جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لإعادة بناء شراكة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية "ليست شائعة" في الأوساط السياسية بواشنطن، مضيفا في الوقت نفسه أن المملكة قوة الاستقرار في الشرق الأوسط"

 

ونشر ترامب عبر حسابه على "تويتر" ما كتبه في مقاله بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حيث اعتبر أن "تدهور العلاقات بيننا سيكون خطأ للأمن القومي الأمريكي"، في إشارة لعلاقات واشنطن والرياض.

 

واضاف ايضا ترامب في حوار مع واشنطن بوست "هناك سبب واحد بالنسبة الينا للبقاء في الشرق الأوسط ، الا وهو وجود إسرائيل، يمكن ان نبقى من اجله " واضاف  ،:" السعودية حليف مهم بالنسبة لنا وبدونهم ستواجه إسرائيل الكثير من المتاعب".

 

     واضافت  في ذلك السياق ،صحيفة "واشنطن بوست"، إن الرئيس دونالد ترامب كرر مجددا السبت الماضي ، موقفه بأن ما أعلنته السعودية بشأن وفاة الصحفى جمال خاشقجى داخل قنصليتها بمدينة اسطنبول التركية صادقا، وأعرب عن ثقة كبيرة بولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، مشيرا إلى أن علاقة الولايات المتحدة بالمملكة أساسية لتحقيق أهداف سياسة إدارته فى الشرق الأوسط . 

 

واكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إنه سيلتقى ولى العهد السعودى إذا حضر قمة مجموعة العشرين فى الأرجنتين، وأشار ترامب إلى أن السعودية ساعدت الولايات المتحدة في إبقاء أسعار النفط منخفضة، مؤكدا أنه لن يدمر الاقتصاد العالمى بالتشدد تجاه المملكةوقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اليوم ،إن الولايات المتحدة تعتزم أن تظل "شريكا راسخا" للسعودية، مؤكدا في فى بيان أصدره البيت الأبيض إلى أنه ليست لديه النية لإلغاء عقود عسكرية مع الرياض قائلا "إذا أقدمنا بحماقة على إلغاء هذه العقود، ستكون روسيا والصين أكبر المستفيدين". 

 

وحذّر الرئيس الأمريكي في مقابلة مع وكالة الأنباء الأمريكية "أسيوشيتد برس"، من الاندفاع إلى الحكم بإدانة المملكة السعودية، متبنياً موقف الرياض المطالب بضرورة الصبر حتى انتهاء التحقيقات الشفافة والعادلة التي ستكشف الحقائق

 

واعتبرت وكالة الأنباء الأمريكية أن حديث ترامب، يؤكد قوة الحلف السعودي-الأمريكي والعلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين.

كل ذلك جعل الكاتب كولبيرت كينغ يكتب في صحيفة "الواشنطن بوست"، معارضا وقائلا: "إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا يفعل أي شيء للرد على "الأكاذيب السعودية الفاحشة" في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي."

 

واتهم الكاتب، ترامب بأنه يُقدّم مصالح السعودية في تعاطيه مع هذه القضية؛ فالرياض تسعى لتقديم رواية للعالم تبعد الشبهة عن قادتها، وتُبقي أياديهم نظيفة من هذه القذارة التي خلّفتها، في حين يرغب ترامب في تركها تتهرب، وهذا يُهين الشعب الأمريكي".

 

كل ذلك جعل ترامب يتهم خصومة الديمقراطيين بالتحالف مع ايران ضد تحالفة مع السعودية، مشيرا الي ان الديمقراطيين هم من عقدوا معاهدة (5+2) مع ايران .

 

وهكذا فأن هناك محاولات من الديمقراطيين لاستخدام قضية خاشوقجي لمحاصرة ترامب ، في حين يبذل ترامب جهو كبيرة للخروج من المأزق فهل سيكون الخروج من المأزق بأشعال حرب في منطقة القرم بين روسيا واوكراينا ؟ ام بمحاولة دفع السعودية لايقاف الحرب في اليمن ؟ او ضربة امريكية لسوريا بحجة استخدام الاسلحة الكيمائية ؟

 

في هذا التوقيت قال مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى في واشنطن، الخميس الماضي ، إن أوروبا لا توافق على تغيير أو تطوير اتفاقية إضافية للصفقة النووية مع إيران؟. 

 

ولا ننسي قد أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي إيزينكوت الأسبوع الماضي في مقابلة مع صحيفة "إيلاف" السعودية ومقرها بريطانيا استعداد إسرائيل لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الجانب السعودي بهدف التصدي لنفوذ إيران

 

وقال: "هناك مصالح مشتركة (بين إسرائيل والسعودية) وفيما يتعلق بالمحور الإيراني فإننا في توافق تام مع السعوديين.