الأقباط متحدون - زوج بلا نخوة.. الزوج أجبر زوجته علي التسول
  • ٠٩:٢٩
  • الخميس , ٢٩ نوفمبر ٢٠١٨
English version

زوج بلا نخوة.. الزوج أجبر زوجته علي التسول

حوادث | الوفد

٥٥: ٠٨ م +03:00 EEST

الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية

 دخلت الزوجة إلى غرفة نومها بخطوات بطيئة وفى يدها كوب ساخن من الشاى أعدته لزوجها.. طلب منها الجلوس إلى جواره للتحدث معها فى أمر مهم.. على كرسى صغير اتخذت مكانا لها ونظرت إليه بحب وعطف.. بدأ يتحدث معها عن قسوة الحياة ومروره بضائقة مالية شديدة، قاطعته أثناء حديثه أكدت له أنها معه وستصبر معه على تلك الأوضاع حتى تتبدل إلى الأحسن.

 
طلب منها السكوت وعدم مقاطعة كلامه نهائيا.. صمتت ونظرت إليه فى هدوء.. عاود التحدث معها وطالبها بالنزول إلى العمل لمساعدته، وافقت على الفور وأشار بيده حتى لا تقاطعه مستكملا كلامه قائلا: قررت أن تتسولى فى الشوارع، وأن إعاقتك ستكون مصدر رزق لنا وستفتح أبواب الخير أمامنا.
 
نزل كلام الزوج على رأس زوجته كالصاعقة، ملأت الدموع عيونها وبدأت فى الانسياب على وجنتيها كالجمر. لم تصدق نفسها وهو يتحدث معها، شعرت بأن الأرض تميد بها، كادت تفقد وعيها.. بهدوء وبصوت متحشرج طلبت منه إعادة الكلام عليها، تمنت من داخلها أن تكون فى كابوس أو أن زوجها قرر أن يمازحها بهزار من النوع الثقيل والقاتل.
 
لكنها فوجئت أنه أعاد نفس طلبه، ولكن تلك المرة بحدة وبعنف.. وقفت أمامه رافضة ما قاله، وأكدت له أنها لن تستغل إعاقتها مهما حدث فى التسول، وأنها على أتم الاستعداد أن تعمل ليل نهار بشرط أن يكون عملاً شريفاً حتى لو اتخذت الخدمة فى المنازل عملا لها.
 
بدون تردد انتفض الزوج من مقعده وانهال على زوجته ضربا وبسبب إعاقتها لم تتمكن من الإفلات من بين يديه، تحول إلى صائد تمكن من فريسته بالرغم من توسلاتها إليه أن يرحمها، إلا أنه رفض الاستماع إليها كأنه كان على دراية بأن زوجته سترفض وكان مستعدا لتلقينها علقة ساخنة.
 
فى اليوم التالى نشبت مشادة بين الزوجين حاول الزوج ضرب زوجته مرة ثانية لكنها توسلت إليه أن يتركها وطالبته بالعدول عن تلك الفكرة القاسية، وأخبرته بأنها لن تتمكن من التسول أو مد يدها للمارة، حاولت أن تذكره بوعوده قبل الزواج بعدم إهانتها أو معايرتها بسبب إعاقتها.
 
ألقت الزوجة بنفسها على قدم زوجها وقبلتها وطلبت منه مساعدتها فى الحصول على أى فرصة عمل غير التسول، لكنه رفض الاستماع إليها نهائيا، وأكد لها فى حالة إصرارها على الرفض سيصيب قدمها السليمة بعاهة حتى تفقد القدرة تماماً على السير.
 
باتت ليلتها خائفة من زوجها تشكو حظها للسماء، تتذكر كيف تعرفت عليه ووقعت فى حبه خاصة أنه لم ينظر إليها كمعاقة أو نقص بسبب إعاقتها، كان فى كل لقاء يؤكد احترامه لها، تذكرت تفاصيل كثيرة من حياتها، مر شريط ذكرياتها معه أمام أعينها والتى انتهت بمحاولته إجبارها على التسول وعندما رفضت لقنها علقة ساخنة وعايرها بإعاقتها
 
التى لازمتها منذ طفولتها.
لجأت إلى أسرتها ولكن فقرهم وضعفهم منعهم من الوقوف بجوارها وطالبوها بتحمل زوجها والصبر عليه، اكتشفت أن جميع طرق الإصلاح بينها وبين زوجها فشلت وأن الحب الذى حملته فى ضلوعها له شارف على الموت.
 
توجهت إلى محكمة الأسرة بزنانيرى وتقدمت بدعوى خلع.. وقفت أمام رئيس المحكمة لا تستطيع الحديث من دموعها، طالبها بالهدوء وطلب لها كوبا من الماء وطلب منها الحديث.. يريد منى أن أتسول فى إشارات المرور سيدى.. زوجى حاول استغلال إصابتى بشلل الأطفال وطلب منى هذا بكل جبروت ومُصرّ عليه. وعندما خيرته بينى وبين طلبه قالها بكل ثبات لازم أعمل فى التسول هذا هو الطريق الوحيد الذى سيدر علينا أموالاً.. عرضت عليه أن أعمل فى أى شىء.. بياعة، خادمة.. أى عمل شريف لا يعرضنى للإهانة ويشعرنى بأنه تزوجنى من أجل إعاقتى، حاولت مرارا وتكرارا ورجوته.. توسلت إليه أن يرحم ضعفى وقلة حيلتى، ولكن هيهات فقد سيطرت عليه أفكار شيطانية أن التسول هو مصدر الرزق الوحيد وأن إعاقتى هو سر قوتى.. وأنها بالنسبة له كنز سيدر عليه المال من كل حدب وصوب. من الذى يرى امرأة معاقة ويتأخر عن مساعدتها؟.. هذه حكايتى سيدى.. رفضت طلبه ورفضت الحياة معه وآثرت أن أنجو بنفسى وإعاقتى وحياتى وكرامتى من براثنه.. جئت إليكم أطلب العدل.. عدل السماء.. ربما أجوع ربما لا أجد علاجاً أو مصدر رزق ولكن أبدا لن أستغل إعاقتى فى التسول، فرغم إعاقتى فأنا قادرة على العمل.. سأبحث عن عمل ربما بائعة جرائد.. ربما خادمة فى المنازل.. ربما بائعة مناديل.. ربما.. ولكن لن أتسول قوت يومى.. أرجوك سيدى أطلب الخلاص من هذا الرجل الذى اكتشفت أنه أغوانى بالحب والغرام من أجل أن يستغل إعاقتى ويدفعنى إلى العمل بالتسول.. وهذا لن يكون.
الكلمات المتعلقة