
ضحية «الكرتون».. محمد دفع حياته ثمنًا لمشاهدة أفلام الكرتون
حوادث | الوفد
٤٥:
٠٨
م +02:00 EET
الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٨
وجه الأب إلى محل عمله فى الصباح كالمعتاد ومن بعده الأم التى تذهب لتقضى حاجة السكان بحثاً عن المال لمساعدة زوجها على متاعب الحياة وتربية أبنائهما الأربعة.. ولكن فى هذا اليوم عادت الأم إلى المنزل بعدما ارتفع أذان العشاء فوجدت ابنتها الكبرى «شروق» وشقيقيها التوأمين الرضع ولم تجد نجلها «محمد»، وبحثت عنه فى الشارع مكانه المعتاد للعب مع زملائه ولكنها لم تجده.. قلقت الأم وسألت ابنتها الكبرى تلجلجت الفتاة وردت سريعاً: «نط من الشباك وخرج يلعب مع زمايله فى الشارع».. قلقت الأم وظلت تبحث عنه داخل الشقة الصغيرة حتى رأت المنظر الذى أخرجها عن شعورها وظلت تصرخ وتلطم خديها حتى تجمع حولها الجيران.
وجدت «عفاف» طفلها صاحب الـ10 سنوات جثة هامدة ملفوف بملاءة بيضاء ملطخة بالدماء وعندما فتحتها الأم لتشاهد نجلها وجدته مصاباً بجرح نافذ بالبطن أودى بحياته، تجمع الجيران وحاولوا تهدئتها ولكن الأم أمسكت بالطفل وضمته لصدرها على أمل أنه لا يزال حياً ولكن اتضح أنه قاطع للنفس.. مات.
وقعت الجريمة فى منطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر وسرعان ما أبلغ الأهالى القسم لكشف ملابسات الجريمة والقبض علی الجانى. حضرت قوة أمنية من قسم أول مدينة نصر إلى مسرح الجريمة وعاينت المكان وبدأ الجميع يتساءل عن تداعيات الموقف.. هل هو قتل بغرض السرقة أم
ماذا وذلك بغرض الوصول إلى طرف خيط فى الواقعة يساعد رجال المباحث فى تحديد القاتل وضبطه.. بعمل التحريات اتضح أن الأب يعمل بمحل دواجن والأم عفاف تعمل خادمة فى المنازل وتساعد السكان مقابل المال، وأنهم تركوا قريتهم المتواضعة بالشرقية وأتوا إلى القاهرة بحثاً عن الرزق الوفير بعد إنجاب 4 أطفال.. استبعد رجال المباحث فكرة القتل بغرض السرقة نظراً لأن الحالة المادية لأسرة الطفل متواضعة ويحتاجون المساعدة.
فحص رجال المباحث مسرح الجريمة وتأكدوا من سلامة النوافذ وباب الشقة واستبعدوا فكرة السرقة تم تضييق الخناق على المتواجدين بالمنزل واستمعوا إلى أقوال الأسرة الصغيرة والجيران ومالك المنزل.
قالت الأم إنها عادت قبل ميعادها لتصطحب نجلها القتيل وتشترى له ملابس جديدة وأدوات مدرسية وأنها لم تجده فى الشقة وسألت «شروق» وقالت لها إنه خرج من الشباك للعب مع أصحابه، وتابعت قائلة: قفلت الباب بالمفتاح علشان محدش يخرج، ولما رجعت أخته قالت لى إنه نط من شباك المطبخ عشان يلعب مع أصحابه، ولما اتأخر قلقت ودوّرت عليه لقيته ميت ومرمى تحت السرير.
عاد الأب من عمله ليتفاجأ بتجميع الجيران والشرطة حول المنزل وتواجدهم
بداخل الشقة دخل الخوف قلبه وعندما اقترب استمع من الجيران بمقتل طفله.. هرول الأب إلى الداخل ليجد زوجته منخرطة فى البكاء وآثار دماء الابن متواجدة على الملاءة وملابسها.
أصبحت «شروق» الشقيقة الكبرى هى مفتاح السر، خاصة أنها هى الوحيدة التى كانت متواجدة بالشقة وقت الجريمة.. بدأ رجال المباحث فى استجوابها.. ظلت الطفلة هادئة واستمرت على الرواية التى قالتها للأم بأن «محمد» نط من الشباك للعب مع زملائه، تمت ملاحقتها بالأسئلة وبدأت ملامح الخوف تترسم على وجهها حتى شك رجال المباحث فى سلوكها.
شعرت الطفلة بالخوف وقررت أن تروى تفاصيل الجريمة.. قالت إنها تشاجرت مع شقيقها «محمد» بعدما خطف ريموت التليفزيون من يدها فجأة وعندما طالبته رفض إعطاءها إياه فأمسكت بمفك كان متواجداً أمامها وهددته به من أجل أن يعيد لها الريموت ولكنه رفض وأصر على الإمساك به فسددت له طعنة قوية فى بطنه تسببت فى جرح عميق ونافذ.. خافت الفتاة ولم تدر ماذا تفعل وقامت بإحضار ملاءة بيضاء ووضعت شقيقها بداخلها وسحبته حتى وضعته أسفل السرير ومسحت آثار الدم.. وأخذت الريموت وأتت بالقناة التليفزيونية التى ترغب فى مشاهدتها وكأن شيئاً لم يكن.. مات «محمد» بدم بارد.. انسابت دموع «شروق» سامحينى يا ماما.. والله ما كنت عاوزة أموته.. كنت عاوزة أخوفه بس..
اقتادها رجال الشرطة إلى القسم ولم تدر ماذا يحدث.. وعيناها شاردتان وتبكى سامحنى يا «محمد».. أودعتها النيابة دور رعاية حتى يحين موعد محاكمتها، فقدت الأم طفليها فى يوم واحد.. لم تعد تتحدث مع أحد.. لم تعد تسعى إلى الرزق وتربية طلبات السكان.. ولم تعد ترغب حتى فى الحياة.. ربما أصابتها لوثة بسبب ما حدث.
الكلمات المتعلقة