الأقباط متحدون - الأيقونة القبطية رسالة شموخ وتجديد وانطلاق
  • ٠٨:٢٣
  • الثلاثاء , ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨
English version

الأيقونة القبطية رسالة شموخ وتجديد وانطلاق

ماجدة سيدهم

مساحة رأي

٣٧: ٠١ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨

الأيقونة القبطية
الأيقونة القبطية

ماجدة سيدهم
ليس الفن فيما  نظنه جميلا فحسب  بل فيما يقدمه هذا الفن من  رسالة توعية وإدراك  وفيما يقوده من نهضة حضارية تدفع بالمجتمعات إلى أفاق من التحضر  والإنتماء من خلال التعبير عن الأحداث التاريخية والأفكار الإبداعية والفلسفية ..

ولما كان الفن القبطي من أعرق الفنون وأكثرها  اختلافا وتميزا  فقد حرص  فنانوه قديما على الإبقاء على تلك الخصوصية الإبداعية معمارا وفنا لتكون شاهدا أمينا على مسيرة الإيمان المسيحي مدونا على الجدران والأيقونات  بالكنيسة القبطية ..وهو مايمييز الفن القبطي بالهيبة والخشوع والجلال . بعكس مايحدث الان  من ثقافه التكرار الممل  ونسخ فنون الغير. الامر الذي دفع  الى قله الفنانين أصحاب الرساله والمبدعين  فى العمل لنشر قيم الفن القبطى الأصيل ..


عادل نصيف  سفير  الفن القبطي  وأحد رواده ورموزه  العالمية  في حركة التجديد  والخروج  بالفن القبطي من الإطار الديني المحدود والمتكرر  بلا إضافة او إبداع  إلى  الرؤية  المتطورة والفلسفية  الأعمق والأشمل وذات التأثير  الروحي والمتحرر من الرتابة والتكرار  ..فأصبحت الأيقونة(وهو مانلحظة بوضوح في أعمال نصيف ) سردا وحركة وصوتا   وتفاعلا وتواصلا قويا   مابين الحدث الكتابي  أو الشخصية الدينية  والمتلقي .. وهو الأمر الذي يمثل الهدف الحقيقي من رسالة الفن القبطي  المتطورة ..

" نصيف " ناسك الموزايك العبقري  أو مروض الحجر أوحكاء اللون  .. لاينكر أحد منا دوره البارز والمسؤول في نشر ثقافة الأيقونة بكل التفاني والأمانة والغيرة   والتعرف عليها  وفهمها  بل ونقدها  ..يعلم المتلقي كيف يدرك  أبعادها ومضمونها   وعما  تهدف إليه من تعاليم  كتابية  وقيم روحية  راسخة  لاتقبل الارتجال  أو السطحية ...

من تشرف مرورا بمحراب" نصيف" اللوني ..ورشته أو مرسمه يدرك جيدا  كيف تتسلل  روح  الحب  بين أصابعة  من قطعة تلو القطعة تلو  الأيقونة ف الجدارية   لينسج الفخامة والشموخ الصامت والحركة الحية  على مساحات من  الإنحناء لشهور طويلة في سلسلة ابداعية  لتحسيد  أحداث الكتاب المقدس .


من منا لم يتعلم  من "نصيف " كيف يميز بين الجمال والقبح بين الأصالة والهزل .. بين الإتقان والتشويه ..لحتى صار اغلبنا يدرك ماقد يتعرض له الفن القبطي من إهمال أو تقصير  أو تشويه لايليق ابدا بحضارة وتاريخ الكنيسة القبطية على الإطلاق ...

والسؤال ..أين النهضة الإبداعية الفارقة التى من ڜأنها  توكل كافة الأعمال الضخمة التى للكنيسة المصرية  إلى المبدعين المميزين عالميا لحتى يعود للأيقونة  القبطية مجدها  وهيبتها  ورسالتها في ترسيخ الانتماء  للحضارة القبطية وكذا  توثيق كافة أحداث الكتاب من بدءالتكوين وحتى الرؤيا المقدسة بجدية ورؤية ووعي وأمانة يشهد عليها التاريخ ....

الفن القبطي  رسالة  أمانة  وثروة  هائلة للوطن والكنيسة المصرية لاتقبل السطحية أو التخازل

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد