الأقباط متحدون - سبحوا الرب وباركوا اسمه
  • ١٨:٠٣
  • الثلاثاء , ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨
English version

سبحوا الرب وباركوا اسمه

سامية عياد

مع الكرازة

١٠: ٠١ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

27/11/2018
عرض/ سامية عياد

كثيرا ما نقتصر فى صلواتنا على الطلب وحده من الله ونظل نطلب ونطلب مع كل صلاة ، ليس فى هذا عيب لأن الرب نفسه قال "اطلبوا تجدوا" ولكن العيب هو أن تخلو صلواتنا من التسبيح وتمجيد الله على صفاته المحيية "سبحوا الرب تسبيحا جديدا" ، "سبحوا الرب يا جميع الأمم"..

المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "التسبيح والتمجيد" وضح لنا أن صلاة التسبيح والتمجيد فرصة للتأمل فى صفات الله الجميلة كلها من عظمة وتواضع ، ومحبة وقوة وقدرة ، ، فمن ناحية عظمة الله نقول له فى القداس الإلهى : "أنت الذى يقف أمامك الملائكة ورؤساء الملائكة والسلاطين والعروش والقوات" ، "أنت الذى يقف أمامك الشاروبيم والسارافيم ستة أجنحة للواحد ، وستة أجنحة للأخر" ، "ألوف ألوف وقوف قدامك ، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة" ، وغيرها من الصلوات التى تمجد عظمة الله وتعترف بها.

نتأمل فى تواضع الله الذى ظهر فى أشكال عديدة منها سمح للإنسان الذى من تراب أن يتحدث إليه ويعاتبه ، داود النبى قال للرب فى عتابه: "لماذا يا رب تقف بعيدا ؟ لماذا تختفى فى أزمنة الضيق ؟" ، تواضع الرب ظهر فى أنه خلق هذا الإنسان على شبهه كصورته ومثاله ، تواضعه فى أنه أخلى ذاته وتجسد وصار كإنسان مثلنا ثم تواضعه ظهر فى الصلب وعمل الفداء ، لولا تواضع الرب ما كنا نستطيع التحدث إليه بسهوله ، وعندما نتأمل فى محبة الله نجد أنه منحنا الحياة والرعاية والحفظ ، يبحث عن الخاطى ويفرح بعودته وتوبته أكثر من تسعة وتسعون بارا لا يحتاجون التوبة ، هو الإله الحنون العطوف المعتنى بالكل حتى البهائم يعطيها القوة ، الله غافر الخطايا ماحى الذنوب لا يعود يذكرها ، قال له دواد النبى "لم تصنع معنا حسب خطايانا ، ولم تجازنا حسب آثامنا" .

فى التسبيح أيضا نتأمل فى قوة الرب وقدرته نقول له فى المزمور : "باركى يا نفسى الرب ، وكل ما فى باطنى فليبارك اسمه القدوس ، باركى يا نفسى الرب ولا تنسى كل احساناته: الذى يغفر حميع ذنوبك الذى يشفى كل أمراضك ، ..." الله معطى المواهب لرسله وقديسيه وأعطى البشرية من فيض محبته وأعطانا الروح القدس ليسكن فينا ومنحنا مواهب الروح الله صانع العجائب أنزل من السماء المن والسلوى ، وفجر من الصخرة ماء ، خلص دانيال النبى من جب الأسود وكذلك الفتية الثلاثة من آتون النار وأخرج يونان من بطن الحوت ، إحسانات الرب عديدة لا تنسى بل تتجدد جيلا بعد جيل .

نسبحك يا ملك الملوك ورب الأرباب ، نسبحك يا من بيده الحياة والموت ، يا مصدر الحياة ومانحها ، يا مانح القيامة من بين الأموات ، يا مصدر كل بركة ، يا من لك الملك والقوة والمجد والبركة والعزة والسلطان ، من الآن والى الأبد ..