منْ لا يملك
بقلم: مينا ملاك عازر
في عام 1917 وعد وزير الخارجية الإنجليزي "بيلفور" وعده الشهير الذي أدخل المنطقة في سلسلة من الحروب لم تنته للآن، وأثر ذلك الوعد باقٍ لوقتنا هذا، ذلك الوعد الذي قُدِّم لجماعات اليهود في "إنجلترا" بأنهم سيقيمون دولة لهم. وبما أنهم شعب بلا أرض و"فلسطين" أرض بلا شعب، لذا رفضوا محاولات تسكينهم في "سيناء" و"أوغندا" و"البرازيل"، وسعوا سعيًا حسيسًا أن يسكنوا "فلسطين"، وكان لهم ما أرادوا، وأُطلِق على وعد "بيلفور" أنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق..
وفي 2011 تخلَّى الرئيس "مبارك" عن منصبه تحت وطأة الضغوط الثورية التي كانت في أوجها حينها، وعهد بإدارة البلاد للمجلس العسكري.. انتبه من فضلك، المسألة تقتصر على الإدارة فقط. ووافق الشعب معطيًا للمجلس العسكري بذلك شرعية وجوده على سدة الحكم، وموثقًا توكيلًا بالإدارة- انتبه بالإدارة- ما يعني أنه لا يحق للمجلس العسكري لا البيع ولا الشراء، ومن ثم المجلس العسكري فقط مدير للبلاد أي لا يملكها إلا بنصيب متساوي مع باقي أفراد الشعب، مثله مثلهم في كل شيء، ما لهم له، وما عليهم عليه، ويزيد قليلًا ما عليه أنه مدير والمدير يُحاسَب.
ومعنى أن المجلس العسكري لا يستطيع البيع ولا الشراء، إذن هو لا يملك من النصيب ما يتيح له ذلك، أما وإن باع البلد بشعبها للإخوان والسلفيين، فيكون بيع من لا يملك لمن لا يستحق.. حاتقول لي: طب ليه لمن لا يستحق؟ حاقول لك: لأن الإخوان لم يشاركوا فى الثورة إلا بعد أن تأكدوا بقرب نجاحها وقوتها، أما السلفيون كانوا مكفرين من بالثورة، وكانوا معترضين عليها، ولم ينزلونها مطلقًا، وكانوا بصف الحاكم، واعتبروا أن ما يحدث خروج عليه، لذا هم لا يستحقون، فكيف لمن لا يملك أن يبيع لمن لا يستحق؟ أو يعد من لا يستحق بالحكم؟!.
عزيزي القارئ، انتبه. أنا لم أقل شيئًا، فأنا لست أعرف أي بلد أقصدها بمقالي هذا، ليس شرطًا أن أكون أقصد "مصر"، فهناك بلاد كثيرة غيرنا، أوهم نفسك بهذا، رحمةً ورأفةً بي، فليس لدي الرغبة لأن أكون مسار لشتائم تلك القلة التي تحب أن تعيد "مصر" للوراء آلاف السنين، ومن ثم فلا تعتبرني مهاجمًا الإخوان ولا السلفيين ولا المجلس العسكري. فأنا أهاجم "بيلفور" الوحش إللي وعد بما لا يملك لمن لا يستحق.. أظن الفكرة واضحة، وحضرتك ما كنتِش محتاج لتوضيح، لكنني وضحت عشان أبرئ ذمتي، ماشي ألتقي بك يوم الخميس لو عشنا وكان لينا نشر.
المختصر المفيد، "مصر" يمتلكها شعب بأكمله، ويديره البعض، فلا يصح أن يبيع البعض البلد بالشعب للطامعين والمستغلين.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :