البابا: الله سيد التاريخ وهو ضابط كل الحياة ومن هنا تأتي الطمأنينة
محرر المتحدون ا.م
الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٨
كتب – محرر الأقباط متحدون أ. م
قال البابا في عظته أمس الأربعاء، نشكر الله في هذا الأسبوع أعطانا الله نعمة تدشين الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في عيدها الخمسين أو اليوبيل الذهبي بمشاركة معظم أعضاء المجمع المقدس في يوم بهيج ويوم مفرح لنا جميعا وبيكون صفحة من صفحات التاريخ. والنهارده نشكر الله أتممنا سيمنار المجمع المقدس شارك فيه عدد كبير من آباء المجمع المقدس من مصر وخارجها.
ولأن هذه صفحة من صفحات التاريخ أود أن اتكلم معكم اليوم عن حلقة من حلقات تناولتها من أكثر من شهر وحلقة اليوم " التاريخ فخر الكنيسة" تكلمت سابقا في حلقات منفصلة ( الرهبنة جوهرة الكنيسة – الكتاب المقدس فكر الكنيسة – القداس حيوية الكنيسة – الأسرة أيقونة الكنيسة ) واليوم أود ان أحدثكم عن التاريخ .. التاريخ فخر الكنيسة
عندما كنا نعد لاحتفالية قداس تدشين الكنيسة أراد الخدام أن يضعوا شعارا وكان "كنيسة مصر .... تاريخ وفخر" وربما البعض الآن يتسأل ما علاقة الجزء الذي تم قراءته بموضوع اليوم. هذا الجزء يمثل مشاهد من التاريخ الإنساني.
كلمة التاريخ "History" معناها his story .
أول حاجة نضعها أمامنا أن الله صاحب التاريخ
وكل ما نراه علي الأرض صاحبه ومحركه هو الله من الممكن أن يبدأ الإنسان في الصورة لكن المحرك هو الله.
وشدد البابا بقوله، الله سيد التاريخ وهو ضابط الكل ضابط كل الحياة ومن هنا تأتي الطمأنينة عند الإنسان صاحب الحياة كمشهد الطفل الممسك بيد أبيه ويسيرا في شارع مزدحم، فالولد الصغير لا يفكر في شئ إطلاقا ( أين سيذهب أو صحة الطريق أو ما سيتعرض له) فهو ممسك بيد أبيه الذي يقوده من دقيقة لدقيقة باطمئنان من أول آدم، مرورًا بشخصيات عديدة إلى أن جاء ملء الزمان وهي إشارة تاريخية وتجسد ربنا يسوع المسيح لذا نضع أمامنا أولا أن الله هو سيد التاريخ وبما أن الله حي فالتاريخ حي ولا يموت وبالذات التاريخ المقدس.
الأمر الثاني : أن التاريخ هو الحياة :
ويعطي قوة للإنسان ومن المعارف المهمة عند تقلد الأنسان أي منصب أن يعرف تاريخه فالتاريخ دائمًا هو الذي يعطي الهام. أحيانًا يقولون أن التاريخ يعيد نفسه وهذه المقولة كثيرًا ما تكون صحيحة كالعبرات التي قدمها لنا بولس الرسول في نهاية رسالة العبرانيين.
التاريخ هو الحياة ولذلك معرفة التاريخ كأنه معرفة للحياة ولدينا أنواع من التاريخ ( تاريخ المسيحية في العالم كله / تاريخ الكنيسة بعصوره / تاريخ الكنيسة المحلية / تاريخ الكتاب المقدس / تاريخ الوطن ) وتاريخ مصر يعتبر مقدس لأنه أرتبط بالعبادة وبالأبدية فالفراعنة لم يتركوا لنا سوى حاجتين المعابد والمقابر ( عبادة وخلود) ثم جاءت المسيحية في الإسكندرية وهي مدينة متعددة الثقافات وبدأت فيها إلى أن صارت الإسكندرية كلها مسيحية والتاريخ يشهد بذلك.
فكانت المنطقة تحت الاستعمار الروماني من الناحية العسكرية واستعمار يوناني من الناحية الثقافية فالإمبراطورية اليونانية استعمرت العالم باللغة والإمبراطورية الرومانية استعمرت العالم عسكريًا وهذا ما نسميه اليوم (The Soft & Hard Power ). ومصر أول بلد أفريقية تؤمن بالمسيحية فمار مرقس ليس كاروز مصر فقط بل أفريقيا لأن من مصر أنتشرت المسيحية إلى أن وصلت إلي جنوب أفريقيا وشمالها أيضا حتى القرن السابع ودخول الإسلام. ولم تلغي مرحلة ما هو قبلها بل حدث نوع من الإمتزاج فتفاعل الحضارات واللغات المختلفة أنتجوا حضارة فريدة لا
توجد في أي مكان آخر. فمشتقات كلمة مصر في الكتاب المقدس ذكرت حوالي 700
ثالثا : التاريخ أقوى معلم
التاريخ في الكنيسة يحكي رحلة الخلاص ونعتبر السيد المسيح هو مفتاح التاريخ كله فهو العنصر الرئيسي في قصة التاريخ كلها. كنيستنا تحرص بشدة على كتاب السنكسار هو تاريخ يومي ويأخذ صفة الفرح " نعيد اليوم ب ..." حتى لو كان الحدث به حزن أو آلم ويكرر هذا التاريخ عبر السنة ماعدا فترة الخمسين طقسيا لنعيش خبرة الفرح ويصبح التاريخ مؤدي للفرح والغنى في حياة الإنسان.
والسنكسار كتاب مفتوح وليس مغلق كسر أعمال الرسل الذي لم ينتهي بكلمة آمين ويستكمل من خلال السنكسار. ويتم رسامة الأساقفة بعد الأبركسيس والسنكسار وكان الرسامة صفحة من صفحات التاريخ وهنا تأتي عظم المسئولية. فهو يسجل تاريخ. مقابل له كتاب الدفنار الذي يقرأ في التسبحة.
التاريخ جزء لا يتجزأ من العبادة الكنسية وعندما نعرفه نفتخر بكنيستنا التي قدمت الأيمان من خلال معلمين اللاهوت والشهداء والنساك والرهبنة... فتاريخنا هو إيماننا.
التاريخ يحكي لنا كيف ندبر حياتنا ... تاريخنا المسيحي ينطبق عليه "لاأهملك ولا أتركك" فقبل ميلاد المسيح ب700 سنة منذ نبوة إشعياء النبي عن المذبح في وسط أرض مصر.
التاريخ بالحقيقة هو فخر كنيستنا وحوائط أديرتنا امتصت تاريخ العبادة التي بها من صلوات وألحان.