الأقباط متحدون - بريطانيا تفتتح أول طريق سريع للسيارات الكهربائية
أخر تحديث ٠٣:٢٧ | السبت ١٣ اغسطس ٢٠١١ | ٧مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٨٤ السنة السادسة
إغلاق تصغير

بريطانيا تفتتح أول طريق سريع للسيارات الكهربائية


 افتتح أخيرا في بريطانيا أول طريق سريع للسيارات الكهربائية قد يكون الأول من نوعه في العالم. وقد زود هذا الطريق بشبكة من نقاط (محطات) الشحن الكهربائية، التي تتيح للسائق قطع الطريق كله دون الخشية من نضوب بطارية سيارته والتوقف في منتصف الرحلة. ويقول المشرفون على هذا المشروع الرائد إن مثل هذا الإنجاز سيمكن أصحاب السيارات الكهربائية، في يوم قريب جدا، من قطع المملكة المتحدة برمتها من أقصاها إلى أقصاها من دون أي عائق يذكر.

يعتبر العديد من المتخصصين في شؤون السيارات أن هذا المشروع البريطاني أحد أكثر المشاريع طموحا من نوعه على اعتبار أنه يمهد الطريق إلى عصر السيارة الكهربائية التي يقول المراقبون إنه آت من دون أدنى شك، خاصة أن الطاقة الكهربائية أثبتت وجودها في هذا القطاع كما أثبتت وجودها في قطاعات أخرى من عالم اليوم والتي لولاها، لما كنا ننعم حاليا بالكثير من وسائل الحياة العصرية من كومبيوتر، وإلكترون، وتلفزيون، وإنارة، وتدفئة، وتبريد، وتشغيل مصانع، ووسائل نقل، وسيارات، وإدارة عمليات.. وغيرها من الإنجازات إلا أن السيارة الكهربائية تعيش حاليا في عصر يقارب العصور الوسطى من وجوه كثيرة. فمشكلة هذه السيارة ليست البطارية بحد ذاتها، بل الإمكانات المتاحة لتطوير نوع منها تدوم شحنته مسافة طويلة قبل الحاجة إلى إعادة شحنه وفي فترة وجيزة جدا.

وتقول السلطات البريطانية إن مشروع الطريق «المكهرب» هو الخطوة الأولى لتعميم ذلك على سائر الطرق البريطانية السريعة، وبالتالي عدم حصر استخدام السيارة الكهربائية داخل المدن فقط.

أما المشرف على هذا المشروع فهو شركة «إيكوتريستي» التي تعنى بالقضايا «الخضراء» والمشاريع الصديقة للبيئة، والتي أسسها دايل فينس رجل الأعمال الذي يوصف عادة بالرجل المغرد دائما خارج سربه، بالمشاركة مع مؤسسة «ويلكوم بريك»، التي تعمل في مجال محطات الخدمة والوقود الخاصة بالطرق السريعة.

والمرحلة الأولى من المشروع تنص على تشييد 14 نقطة شحن كهربائية خلال فصل الصيف الحالي على بعض الطرق السريعة تمهيدا لتوسيعها وتعميمها على الطريق الذي يربط بين مدينة إكستر الواقعة في جنوب غربي بريطانيا، والعاصمة لندن، لتصل الشبكة بعد ذلك إلى أدنبره عاصمة اسكوتلندا.

وجرى افتتاح نقطة الشحن الكهربائية الأولى برعاية مايك بينينغ وزير الطرق البريطاني بعد أن جرى تركيبها في محطة وقود «ساوث ميمس» قرب هيرتفوردشاير، على الطريق الدائري السريع (إم 25) الذي يحيط بمدينة لندن. ثم أعقب ذلك الإعلان عن سائر نقاط الشحن الـ13 الأخرى.

وكانت نقاط الشحن الكهربائية قبل اليوم محصورة فقط في مراكز داخل المدن، خاصة قرب المراكز التجارية والمصارف ومجمعات الأعمال، ففي لندن وحدها اليوم 400 نقطة شحن ينوي رئيس بلديتها بوريس جونسون زيادتها إلى 1300 نقطة بحلول عام 2013. أما سائر المدن البريطانية الصغيرة، مثل أوكسفورد وكوفينتري، فلها شبكاتها الصغيرة أيضا من نقاط الشحن.

وتأمل شركة «إيكوتريستي» أن يتوصل هذا الطريق الكهربائي السريع إلى إعادة تثقيف السائقين بكيفية استخدام سياراتهم الكهربائية فاستخدامها حتى اليوم محصور داخل المدن لقطع المسافات القصيرة، لكون الشحنة الواحدة من الكهرباء تكفي السيارة لقطع مسافة 100 ميل فقط كحد أقصى، مما يجعل أصحابها يترددون في استعمال الطرق السريعة الخالية من نقاط الشحن، مخافة نفاد التيار الكهربائي.

وكانت دراسة بحثية أجراها مجلس وضع الاستراتيجيات التقنية قد أشارت، في سياق بحث عن عملية جدوى السيارات الكهربائية وقابليتها للحياة، الى أن المسافة القصوى التي يقطعها أصحاب هذه السيارات لا تتجاوز العشرة أميال فقط. لكن محطات الشحن الكهربائية الجديدة ستكون موزعة ضمن المدى المعقول للجيل الجديد من السيارات الكهربائية المطروحة حاليا للبيع، وهذه تشمل «نيسان ليف»، و«ستروين سي - زيرو»، و«ميتسوبيشي أي - مي إيف».

وستكون نقاط الشحن مركبة خارج المدخل الرئيسي لمحطات الخدمة وستزود بمقبسين للشحن يتيحان فرصة شحن سيارتين في الوقت ذاته. وأحد هذين المقبسين سيكون مزودا بسبعة رؤوس للشحن السريع بقدرة 23 أمبير، بحيث تستغرق عملية الشحن 20 دقيقة لإكمال المسافة المتبقية من الطريق. أما الشحن الكامل فيستغرق ساعتين. أما المقبس الآخر فسيكون عاديا بقدرة 13 أمبير والذي سيتيح للأشخاص الحصول على الشحن الكامل خلال ثماني ساعات، هذا إذا كانوا يقضون ليلتهم في أحد موتيلات سلسلة «ويلكوم بريك». وسيكون التزويد الكهربائي مجانا إذا ما استخدم أصحاب هذه السيارات بطاقة «إيكوتريستي سوايب»، على الرغم من أن تفاصيل وشروط الحصول على مثل هذه البطاقات لم تتضح بعد.

وسيجري إكمال المرحلة الأولى من هذا المشروع في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، مع تعهد من الشركات بتوسيع الشبكة لتضم 27 مدينة بريطانية أخرى خلال الأشهر الـ18 التي تعقب شهر سبتمبر المقبل.

بالنسبة إلى حماة البيئة والخضر، جاء هذا المشروع متأخرا بعض الشيء، وكان الأجدى تطبيقه قبل اليوم بشهور، خاصة أنه وفقا لتقرير أخير أصدرته الحكومة البريطانية، بدا كما لو أنه تراجع من تعهداتها السابقة بالاستثمار في تعميم نقاط الشحن الكهربائية فقد أشار بعض الوزراء والمسؤولين البريطانيين إلى أنه من المكلف جدا وضع نقطة شحن في منعطف كل طريق، وطلبت الحكومة من القطاع الخاص المساهمة في مثل هذا المشروع ووضع بنية أساسية متينة له.

وذكر تقرير أخر صدر أخيرا عن مؤسسة «آر إيه سي»، أن الاهتمام بالسيارات الكهربائية قد تضاءل في الفترة الأخيرة، على الرغم من وعود الحكومة البريطانية بمنح هبة قدرها 5000 جنيه استرليني لكل من يقتني سيارة كهربائية، مع وعود بإعفائه من رسوم كثيرة كالازدحام، وكالميكانيك السنوي، والمواقف، وغيرها. والسبب أن المستهلك وجد أن مثل هذه السيارات مرتفعة السعر، قياسا بالسيارات العادية البترولية والمديزلة، فعلى سبيل المثال حددت شركة «جنرال موتورز» سعر سيارتها الكهربائية «فولت» بـ41 ألف دولار أميركي. إلا أن «جنرال موتورز» قالت إنه بإمكان مقتني «فولت» أن يستفيدوا من حسومات على هذا السعر تصل إلى 7.500 دولار، وفقا لوضعهم الضرائبي في بلدهم، أي إن سعرها الصافي لن يتجاوز، بالنسبة للعديد من الأميركيين، الـ33.500 دولار.

وفي بريطانيا ذكرت مؤسسة «آر إيه سي» إنه بعد بداية مشجعة جدا، بيعت خلالها 465 سيارة كهربائية في بريطانيا، بين شهري يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) من العام الحالي، تدنى البيع إلى 215 سيارة فقط، بين إبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) من العام الحالي أيضا.

من هنا يأمل أصدقاء البيئة أن تحفز الشراكة بين «إيكوتريستي» و«ويلكوم بريك»، ثاني أكبر شركة في بريطانيا مزودة للخدمات على الطرق السريعة، الاهتمام مجددا بالسيارات الخضراء. وسواء تغلبت هاتان الشركتان أم لا، على الشكوك التي تساور السائقين حول كفاءة بطاريات اليوم، وخشية الانقطاع عن مواصلة السفر في منتصف الطريق، سيبقى الحل في حيز المجهول.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter