أسوان: الرشيدى خالد
قرية بشاير الخير هى واحدة ضمن 4 قرى تابعة لمشروع العون الغذائي بأسوان، لكن الأسم لا ينطبق تمامًا مع واقع معاناة 
 
نحو 100 أسرة من المنتفعين، فأصبحت نقطة المياه بمثابة حلم يتعطش لرؤيته الأهالى والأراضي الزراعية، والمدارس بلا  
 
مدرسين، والوحدات الصحية خالية تمامًا من الاطباء والمستلزمات الطبية، بينما ينتهى يوم سكان القرية مع الساعة الزمنية 
لغروب الشمس لعدم وجود محولات كهرباء مستمرة أو نظام الطاقة الشمسية.
 
وبالنسبة لحال القرى الثلاثة بالمشروع وهم "كلابشـة الجديـدة، تومـاس وعافيـة، توسعات توماس وعافية" لا يختلف كثيرًا عن الأوضاع المأساوية فى قرية بشاير الخير، فاللافت فى الأمر أن جميع القرى المشار إليها تعيش على ضفاف بحيرة ناصر، 
إلا أن تتركز جملة معاناتهم فى صعوبة الحصول على شرفة مياه للارتواء أما للشراب أو الزراعة، وأدى ذلك لشلل الماكينات المغذية للأراضى الزراعية، كما لاحقتهم خسائر فادحة لمصدر رزقهم الوحيد، وهو الأمر يخالف أهداف المشروع النبيلة فى 
إقامة مجتمعات عمرانية وزراعية آمنة.
 
انتقلت "الأقباط متحدون" لأكثر من 110 كليو جنوب خزان  أسوان، لرصد معاناة الأهالى لتكن همزة وصل بين المواطن وصانعى القرار فى إعادة رسم البهجة من جديد إلى وجوه الأهالى.
 
وبصوت مشحوب بالغضب، يقول هانى بحر، أحد المنتفعين، "إحنا ريقنا نشف لينا أكثر من 15 سنة متروكين فى المرار 
الطافح وسط الصحراء، موضحًا أن مقدمة الأزمات تتلخص لعدم وصول المياه لأراضيهم الزراعية وموت المحاصيل، وذلك نتيجة تعطل ماكينات الرفع وعدم مباشرة أعمال الصيانة على ماكينات المشروع.
 
موضحًا بحر خلال حديثه لـ "الأقباط متحدون": أن الزراعات تعتبر هى مصدر الرزق الوحيد لجميع المنتفعين، وبالتالى إهمال المسئولين وغض أبصارهم عن مطالبنا المشروعة، أصاب الأكثرية بالتلف والموت السريع للزراعات، وهو ما ينعكس سلبًا على المخزون 
الغذائى.
 
كما وصفت أم محمد، السيدة الخمسينية، مشروع العون الغذائى بـ "الضحك على الدقون" وهو مشروع قائم على 500 فدان، وحصل كل منتفع على 5 أفدنة وبيت لتشجيعه على الزراعة والحياة لكن الواقع غير ذلك، مشيرة إلى أن غالبية الزراعات 
كالخضروات كالفلفل والبامية والخيار والفواكة كالبطيخ والكانتلوب وغيرها، جميعهم أصابها الجفاف والتلف لتعطل الماكينات وتعطش الأرض.
 
مؤكدة السيدة: أن المشروع لم يلتزم بتوفير أدنى الخدمات للمواطنين، فالقرية تعانى من الحصول على الخبز أو حتى العلاج 
فضلاً عن إنقطاع الكهرباء بعد غروب الشمس، أما نسبة الأمية للصغار والكبار حدث ولا حرج، مطالبة من المسئولين بكافة 
الهيئات المعنية بالتدخل لانقاذ أكثر من 70 أسرة مهددة داخل المشروع. 
 
كما لفت رمضان عباس، أحد المنتفعين، إلى أن المسئولين عن المشروع قابعين فى مكاتبهم وتاركين المزارعين دون حلول، 
فضلاً عن إلزامهم بسداد أقساط قيمة الأرض والمنزل بمبالغ باهظة، برغم إفتقارهم لأى خدمات ملموسة على أرض بالمشروع، قائلاً "ياريت مسئولى المشروع زى ما عايزين أقساط كان وفرولنا خدمات، وإحنا إشتغلنا فى المشروع وعمرنا الأرض بفلوس 
البنك، لأن قطاع كبير لجأ للعمل بالمشروع بعد توقف السياحة".
 
وناشدوا المنتفعين عبر "الأقباط متحدون": بضرورة تدخل الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، ووزير الزراعة، واللواء أحمد إبراهيم، محافظ أسوان، لحل الأزمة سريعًا بدلاً من الحياة القاحلة أصبحت تتعارض مع اسم بشاير الخير