هؤلاء علموني: كيف اكون اول من ينام وأخر من يحلم
سليمان شفيق
الاثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٨
سليمان شفيق
كانت طفولتي تركض امامي هذا الصباح ، تسبق ظلي ، وما بين طفولتي وظلي كانت ذكرياتي تخطو نحو بدايات المعرفة .
ابي: شفيق سليمان ، كان رجلا بسيطا علمني حب الحياة وعشق الوطن ، تمتع بكل حكمة الفقراء وثراء معرفة المناضلين ، وعشق العلم عشقة لاولادة ، استدان وضحي من أجل ان نتعلم ، ونعبر من علي جسر التعليم نحو الحقيقة .
زكي مراد المحامي : مناضل كان النيل يفيض من ابتسامتة ، وحينما تنفرج الشفتين كانت الابتسامة تكشف عن وجة نوبي يجمع شاطئي النيل في جمجمة الالهة الفراعنة الاوائل ، كان العمال والفلاحين في العينين ، والحزب ضحكة تجري مع مياة النيل ، عشقت من سمار الوجة طمي النهر ، وعرفت من تضحياتة معني الحياة ، وحينما رحل تبقت ابتسامتة رحيقا للحرية .
عمي احمد الرفاعي :اخر موجات نهر المنيل الي الروضة ، من عمق النهر والدلتا تفيض كلماتة كأنها تراتيل عروس النيل التي تنتظرالعشق الالهي ، ويخفي خلف طيبة الفلاح عمق العالم ، دوارة مرسي للحلم ، ومن خلف جلباب العمدة ،كانت عيون الكلام تحمل صبرسنديانة خضراء تطرح طعم الخبز الخارج من فرن الحرية ، ورحل وبقت كلماتة في الحشا والقلب.
رفعت السعيد : حينما كنت اصعد الي درج التجمع كنت اراة في نهاية الدرج حلما وانشودة ، كانوا يختلفون معة ولا يختلفون علية ، تعلمت منة ان الانسانية لا تسير الا بأقدام اليسار، وان الحلم لابد ان ينطق بلسان طبقي، يبحث عن الحقيقة بالاختلاف ، ويروي ظمأ العدل بعرق العمال ، كان ابا وصديقا ورفيقا واستاذا ، ورحل وتبقت سلالم الدرج لمن اراد الصعود.
فؤاد ناشد : بين شطوط حلم الحرية كان منزلة بسمالوط سفينة نوح نعبر بها نهر اليسار الي دير العذراء ، ومن صلب الجبل كانت بساطتة ، قديس يجوب يصنع خيرا في صمت ، ونسمة حرة في قيظ الوطن ، لم يكتب ولكنة عمل وعلم ، وحينما كانت تغيب شمس الحرية كان ينيرالطريق ، وعندما كنا نشعر بالظمأ كان ينبوع عذب، رحل ولازالت مياهة ترويني .
احمد عبد العزيز : من خلف النول اليدوي كان ينسج ثوب الحزب ، وفي الشارع الحسيني بالمنيا كان المعبد الذي نصلي فية للوطن والطبقة اناشيد الحرية ، عامل نسيج يساري ، يؤذن في من علي منبر الحرية صلاة لله والوطن والحزب ، اخشوشنت كفية من خيوط الحلم بحثا عن الحقيقة ، علمني كيف يكون العطاء لغة ، والتضحية منهج ، ورحل ولازال يعيش فينا .
احمد رشاد : طفل الطبقة العاملة الذي لم يفطم ، وعندما كان ينتابة الحلم يخرج محلقا في سماء الحرية ، يمسك بكأس القدر ويسكر من عرق الفقراء ويهتف بحب الوطن ، وعندما تحول الحلم الي كابوس هرب من الكابوس الي البحث عن "زوربا" ، وعانق معة كأس الحياة حتي اسكرة الحلم وغاب عنا ولكني تعلمت منة ان الواقع الذي لاتستطيع تغييرة اسخر منة.
ولازلت اطوف حول التجمع ابحث عن الحلم ، عم محمد حسن جاد "برق" ، نجار ومناضل دق مسامير الحزب في ارض الحرية ، عم رزق مكاري حارس اشجار الحزب بالزيتون ، د غبريال زكي الاديب الحالم بوطن قادم من اعماق الجرح واحلام الشعراء العشاق ، صابر بسيوني اندهاش الامل في عيون الوطن ، وتبقي كل هؤلاء في محمد سعيد نجمة تضئ ليل المقرالمركزي ، ود .محمد رفعت قائد قافلة القاهرة نحو شطوط المرسي، ومارك مجدي رمزا للغد الافضل ، والريس سيد عبد العال قبطان السفينة في انواء امواج القدر واعاصير السياسة من اجل مصر وطنا للحرية والاشتراكية.