الأقباط متحدون - كوكب الشرق ... أم كلثوم
  • ١٨:٥٩
  • الجمعة , ١٦ نوفمبر ٢٠١٨
English version

كوكب الشرق ... أم كلثوم

عبد المنعم بدوي

مساحة رأي

٢٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٨

أم كلثوم
أم كلثوم

عبد المنعم بدوى
اليوم شاهدت أغنيه لأم كلثوم ، مسجله ومذاعه على أحد القنوات الفضائيه ... لن أتحدث عن جمال كلمات الأغنيه أو عن اللحن أو الأداء ، ولكن مالفت نظرى هو جمهور الحضور .

السيدات الحضور ، أنيقات من مظهرهن ، متحليات بالحلى والأكسسوارات ، حرصن على ــ سماع الست ــ كوكب الشرق أم كلثوم ... وكان يبدو أن الجو خانقا ، لأن الكثير منهن استعانوا بالمراوح اليدويه لتخفيف حدة الجو وحراراته ، كما تلاحظ أنه لاتوجد بينهن سيده واحده محجبه أو منقبه ... فأنت لاتستطيع التمييز بينهن من هى السيده المسلمه أو المسيحيه .

الرجال حضروا الحفل الغنائى ، مرتدين كامل بذاتهم ، بقمصانهم البيضاء ، عليها الكرافتات ، يدخنون السجائر بشراهه .

أما الست ــ أم كلثوم ــ بالبروش الألماس الذى يزين صدرها ــ تقف فى رشاقه وشموخ ، فى كبرياء واثقة الخطوه ، تشدوا من حنجره أفاء الله عليها من الموهبه والجمال قلما توهب لغيرها .

والتخت الموسيقى ، يتوسطه المايسترو عبده صالح على القانون ، يجلس على يساره محمد القصبجى ، محتضنا عوده ، مفضلا أن يكون عضو فى الفرقه الموسيقيه ، وهو الموسيقار الكبير ... هذا العملاق الذى لحن لنجوم الطرب فى عصره بدءا من منيره المهديه مرورا بليلى مراد وأسمهان وأنتهاء بأم كلثوم ... فأنت عندما تسمع أسمهان وهى تغنى من الحانه " فرق ما بينا ليه الزمان " تعشق القصبجى ، فهو الفيلسوف الذى ضل طريقه الى الموسيقى .

حدث أن دعا أحمد شوقى ( أمير الشعراء ) أم كلثوم الى داره فى الجيزه " كرمه بن هانىء " على النيل ، لتقديم أمسيه غنائيه ، وغنت أم كلثوم أغنية " اللى حبك ياهناه يانعيمه ياشقاه " ، وبعد الغناء أخذ شوقى أم كلثوم الى مكتيه وقدم لها مظروف مالى ، فصاحت : " لا مستحيل لايمكن أبدا ، أنت بتهينى فى بيتك عيب " ، وفى اليوم التالى ، زار أحمد شوقى بك أم كلثوم فى منزلها ، وقدم لها مظروف مغلق أخر ، فثارت أم كلثوم قائله : لقد حاولت أن تهيننى فى بيتك أمس ، وجيت اليوم لكى تهيننى فى بيتى ، فأبتسم شوقى ، وقال لها : قبل أن تتكلمى أفتحى الظرف ... وفتحت أم كلثوم الظرف ، فوجدت فيه أكبر أجر تلقته فى حياتها عن حفل غنائى أقامته ، هو قصيدة :

سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها
وأستخبروا الراح هل مست ثناياها
باتت على الروض تسقينى بصافيها
لاللسلاف ولا للورد رياها

ستعيش بيننا أم كلثوم ... فهى مازالت باقيه بيننا ، بفنها وصوتها وثقافة عصرها .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد