الأقباط متحدون - ساطع وسيبقى ساطع
  • ٠٧:٥٧
  • الخميس , ١٥ نوفمبر ٢٠١٨
English version

ساطع وسيبقى ساطع

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٥: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٨

السيسي يقبل رأس العقيد ساطع النعماني في مشهد مؤثر بأكاديمية الشرطة
السيسي يقبل رأس العقيد ساطع النعماني في مشهد مؤثر بأكاديمية الشرطة

 كتب : د. مينا ملاك عازر

النجوم لا توارى الثرى، النجوم تبقى ساطعة، من أحب مصر سيبقى ساطعاً، من رأى بعين مصر وشعب مصر أجمل شعوب الأرض، وإن عاد بجثمانه لأرضها الطاهرة مؤكداً انتماؤه لتلك الأرض الطاهرة، معتزاً بانتمائه لها، سيبقى بروحه ساطع، كلماته باقية تشهد عن حب حقيقي لتلك البلد.
 
أصيب العميد ساطع النعماني بطلق ناري في وجهه، قبله الرئيس السيسي على جبينه، وكرمه مرة أخرى بعد وفاته أو قل بعد نواله الشهادة في لندن على إثر عملية جراحية أجريت له هناك، بأن أطلق اسمه على ميدان النهضة، الشهيد أصيب بطلق ناري في وجهه أثناء عمليات الإخوان الإرهابية والشغب الذي قاموا به في منطقة بين السرايات، كان هو نائب مأمور قسم بولاق الدكرور وقتها.
 
كان يفخر بانتمائه لتلك الأرض الطاهرة، كان يفخر بانتمائه بأجمل شعوب الأرض الشعب المصري، والآن يعود جسده لتلك الأرض يذوب فيها، وتخلد روحه في أرواح هذا الشعب، ليبقى ساطع النعماني المقاتل في صفوف الشرطة نجماً مضيئاً منيراً لمن يفقد بوصلة حب هذا الوطن، أن تحب بلد أعطتك أمر طبيعي لكن أن تحب بلد بذلت لأجله، هذا هو الحب الصادق، هكذا كان ساطع يحب بلاده ويبذل نفسه لأجلها وهكذا كان الإخوان يفعلون به وبزملائه رجال الشرطة الذين جابهوا إرهاب الإخوان.
 
صحيح مصر تستحق، والأوطان تستحق، لكن الدماء غالية والأبصار غالية، والآلام التي يتجرعها المصاب ومن شابهه العميد الشهيد قاسية، ولكنه أعلن حبه وأكد على أنه يرى بعين مصر، ولمصر كل الخير، فإن كان الجميع حاول تحسين حالته الصحية بإجراء العمليات في الخارج، إلا أن الله كان له رأي آخر، إذ أراحه من مرار تلك الدنيا وآلامها التي يكابدها، واختار له الخلود بين مصاف الشهداء، مسطرة مصر ومحافظة الجيزة، اسمه على أهم ميادينها، ليس نكاية في الإخوان فمن هم حتى نكايدهم، لكن تخليدا لذكرى هامة في تاريخ البلد في إنسانية شهيد بذل وأحب حتى وهو يتألم، فيما يعد أسمى معاني الحب، وأسمى طرق التعبير عن الحب، وأعمق أنواع الحب، الحب الباذل.
 
أخيراً، ارتاح أيها العميد المحترم، ولتكن شهادتك شهادة ميلاد لبلد تقدر محبيها، سواء أصابوا أو لم يصابوا، لكنهم يكابدوا مرارة الألم، مرض وغلاء وبلاء، وتعمل تلك البلد حتى تخفف من آلامهم، تعمل بحق كما عملت لأجلك ولأجل غيرك حتى أحببتها، حتى يكون هناك الملايين من ساطع النعماني، يسعون في سماء مصر ليس شرط أن يكونوا شهداء عند ربهم، ولكن شهود لقيمة وقامة وأهمية مصر ونجاحها في إخراج للبشرية رجال يحبونها، ناجحين في عملهم وحياتهم.
 
المختصر المفيد العزاء لكل من تألموا لوفاة الشهيد ساطع النعماني، والعزاء موصول لكل من أحبوا مصر ولم تعطيهم ما يستحقونه.
الكلمات المتعلقة