الأقباط متحدون - اتركوهم وشأنهم
  • ١٩:٢٢
  • الاربعاء , ١٤ نوفمبر ٢٠١٨
English version

اتركوهم وشأنهم

ماجد سوس

مساحة رأي

١٣: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
كتب: ماجد سوس
الحادث الذي أودى بحياة أهلنا في المنيا رغم صعوبته ومأساته إلا انه يتطلب مننا ان نواجه تداعياته بصورة عاجلة فلا يكفي الحزن والعويل والشجب فبعد تكرار الحادث  يبدو لي أن الأقباط لم يعوا الدرس جيدا وبعيداً عن دور الدولة والأمن وتقصيرهم الذي قد لا نختلف عنه مجملاً لا أدري ما هو ذاك المنطق اللامنطق الذي يجعل شخص يسير في طريق موت وهو عالم ما قد يحدث له دون ان يحسب ما قد يصيبه يؤاتيه ثم يعود ويلقي باللوم على غيره .
 
دعونا نتذكر ما فعته العائلة المقدسة حين علمت بنية هيرودس قتل أطفال بيت لحم بعد أن أوحي ليوسف بهذا الأمر في حلم وبلِّغ بأمرٍ من السماء أن يأخذ الصبي وأمه ويذهب إلى مصر. فهل أبى أن يذهب متعللا أن الله سيحميه دون أن يترك المكان بل سمع ونفذ وتغرّب بمصر ثلاث سنوات ولم يعد سوى بعد موت هيرودس. 
 
في حالنا اليوم هناك أربعة أمور أولها أنه كان ينبغي ان توقف جميع الرحلات إلى هذا المكان حتى يموت الإرهاب كموت هيرودس وهو أمرٌ بديهيٌ لا يحتاج تفكير أو حساب ولا يقبل الخلاف أو الاختلاف فالكاهن او الخادم او رب الأسرة الذي قام بهذه الزيارة هو أيضا مسئول عما حدث.
 
 والكنيسة الأولى كانت تعيش بهذا الفكر وهذه الحكمة فكم من مرة تمنع الكنيسة بولس الرسول من العودة لمكان معين او عن السير في طريق معين حماية له وكان يستجيب لهم، بل حتى الرب يسوع نفسه في خدمته كان يذهب من طريق آخر إذا عرف بأن هناك من يريد أن يقتله قبل ان تحن ساعته فكان مرات يترك اليهودية ويذهب إلى الجليل.
 
الأمر الثاني هو أمر أيضاً غريب فعندما منع المتنيح البابا شنودة زيارة القدس - سواء اتفقنا مع المنع من عدمه -  كان يرد على المتمسكين بالذهاب إلى هناك بحجة التقديس أن يسوع  المسيح بنفسه على المذبح في كنيستك و يقدسك بالتمام وكأنك زرت القدس وإذا طبقنا بالقياس هذا الفكر الإيماني الصحيح فلماذا نذهب بأطفالنا ليعتمدوا في الدير فلا تقل لي انها بركة كبيرة فالذي يقدس الطفل ويكرسه و يولده من جديد هو الروح القدس والذي لا يعلو عليه بركة أو تقديس وعليك ان تعي ان معمودية ابنك في كل مكان يتفضل فيها الروح القدس ويحل على المعمد دون حاجه لا إلى شخص أو إلى كنيسة معينة لتباركه .
 
الأمر الثالث، لماذا لا نترك الأديرة والرهبان وشأنهم لماذا نزعجهم ونفسد وحدتهم وخلوتهم مع الله؟ لقد خرجوا من العالم حيث الهدوء والسكينة ليعبدوا الله في علاقة هادئة خاصة فلماذا نفسد هذا الكرم الجيد لماذا حولنا الأديرة إلى منتزهات لماذا حولناها إلى أسواق للمنتجات والبط والأرانب و اللحوم والخضار ما هذا ؟ لماذا أدخلنا الحلويات والآيس كريم والعصائر والألعاب ؟  هذا بخلاف التجارة والبازارات فما ان تدخل الدير وحتى تجد نتيجة القديس فلان وقلم ومسطرة وأجندة ومحفظة وميدالية وغويشة وأسورة وعُقد القديس فلان ، حتى يسوع سرقتم مجده ومن لم تعد البرية الهادئة الساكنة التي كانت راحة للنفس البشرية وكنت حين تغمض عيناك تسمع تسابيح الملائكة في مكانٍ كان كل المجد فيه لرب المجد ورئيسه.
 
   من المسئول عن كل هذا وكيف سيقف أمام الله وبماذا يجيب عن حال الرهبنة. هذا أمر خطير جدا يحزن قلب الله وقلب انطونيوس وبولا ومقاريوس وغيرهم من آباء الرهبنة الذين رووها بجهادهم بأصوامهم وصلواتهم وعميق عباداتهم القلبية، أما عن الأمور الحادثة بيننا الآن فقد تنبا القديس مكاريوس عنها قائلا لأولاده حينما يتسلل العالم إلى الأديرة تعرفون أنها النهاية.
 
 الأمر الرابع المحير هو أنك تذهب إلى الدير لتعترف على يد راهب ولا أدري لماذا تفعل هذا ولماذا تملأ أذنه بمشاكل العالم وقد تركه طواعية ليسكّن نفسه في البرية، اقولها لك وأتحملها، هذا مخالف لقانون الرهبنة وأعرافها فكان في الماضي هناك أب كاهن واحد في البرية يأخذ اعترافات الرهبان فقط. أما الراهب حتى وإن سيم كاهناً فلا يحق له أن يأخذ اعترافات العلمانيين لا سيما السيدات والشباب بل لا يحق له في قوانين الرهبنة الجلوس مع النساء ويستثنى من هذا أم الراهب وأخته.
 
لماذا تذهب مع خطيبتك للراهب الفلاني ليبارك الخطوبة والدبل ويصلي عليهم فهل ان يصلي عليها كاهن كنيستك في مدينتك لن يستجيب الله له. ما شأن الراهب بالزواج والخطبة والخِلفة ومشاكلك الزوجية وهو الذي ندر حياته للبتولية ما شانه في امورك الاقتصادية والمادية ومشاريعك وأنشطتك وأعمالك ما هذا الذي وصلنا إليه.
 
استفزني جدا القول بأن الأديرة هي المتنفس الوحيد للأقباط ما هذا الهراء ندمر الرهبنة وهدوءها وآباءها وتاريخها ومنهجها وهدفها لأن القبطي أفندي عاوز يتفسح فلتذهب يا أخي إلى المتنزهات العامة والحدائق والأندية وأترك الرهبنة في حالها لمجد المسيح ولخير الكنيسة وللصلاة  
 
 أقولها أيضاً اتركوا الرهبان والأديرة والرهبنة في شأنهم حتى لا يأتي غضب الله وحزنه وأزمنة ضيق على الكنيسة وشعبها.
الكلمات المتعلقة