ابتزالات الحياه اليوميه
عبد المنعم بدوي
الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٨
عبد المنعم بدوى
يقول شكسبير فى رائعته وعلى لسان الأمير " هاملت " ، أن مايضايقه هو : شقاء الحب ، وأبطاء العداله ، وغطرسة الجهلاء ، وابتزالات الحياه اليوميه .
ومن أبتزالات الحياه اليوميه التى صادفتنى منذ عدة أيام ، أن بدأت يومى فى الصباح الباكر ، وفيه كل شيىء يمضى بسرعه ، ولكن ليس فى الأتجاه الصحيح.
أجرح وجهى بالموس وأنا بأحلق ذقنى ... أركب السياره ــ الشارع مزدحم ــ ممتلىء بالناس ، أكثرهم لايمشى على الرصيف ... هم يمشون وكأنهم نائمون ، لايسمعون الكلاكس ، وبعضهم يلتفتون ويشتمون .
أذهب الى الجيم ، وأثناء أجراء التدريبات اليوميه ... اتكعبل وألبس فى الحيطه .. وجهى يتخرشم ، ويصاب رسغ يدى بألتواء شديد .
ياربى أنا أصطبحت بوش مين النهارده ... أتساءل ، لكن الأبتزالات لم تقف عند هذا الحد ، وبعد مغادرتى الجيم ، وكيس الثلج موضوع على رسغى من شدة الألم ، أذ فجأه ينقطع التيار الكهربائى وأنا داخل المصعد ، وكنت بمفردى ... لاأحد يعلم أين يقف المصعد المعطل ؟ فى أى دور ؟ وكم به من الناس ؟ ، رجال الآمن يحاولون فتح الباب ليس بمفتاح المصعد ، ولكن بأجنه من الحديد وقد أسعصى فتحه ... أخرون يحاولون أنزاله ــ بالمانيفله ــ ولكنها لاتعمل أى ــ تفوت ــ .
صرخت ياناس أتصلوا بالمطافى فهى القادره فى مثل هذه الظروف الطارئه على أنقاذ الناس المحشورين ، لكن المسئولين فى العماره رفضوا هذا الأقتراح ، وفجأه بعد حوالى 20 دقيقه يعود التيار الكهربائى ، وأغادر المصعد بسلام .
بهذه المناسبه سأل سائل ــ أبا نواس ــ وهو شاعر ماجن عابث : فى الجنازه أيهما تفضل أن يسير المشيعون خلف النعش أم أمامه ؟
أجاب أبو نواس متهكما : يابنى ... المهم ألا تكون داخل النعش ، وغير ذلك لايهم فأمشى كما يحلو لك ... ولا تبالى .