الأقباط متحدون | مبعوث الأقليات الدينية والنفاق السياسي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٢٣ | الثلاثاء ٩ اغسطس ٢٠١١ | ٣ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٨٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مبعوث الأقليات الدينية والنفاق السياسي

الثلاثاء ٩ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

كتب: نادر فوزي
قامت "الولايات المتحدة"- المنهارة اقتصاديًا- بتعيين مبعوث أمريكي للأقليات الدينية، وبالأخص إلى أقباط "مصر"، وهي خطوة طال انتظارها، ولابد من تقديم الشكر عليها للأمريكان.. ولكن المصيبة أن بعض- وليس الكل- من أقباط الداخل حاولوا ركوب موجة الوطنية الوهابية، وأعلنوا رفضهم لهذه الخطوة بحجة رفضهم التدخل في الشأن المصري.. وهذا الأمر لابد من أن نناقشه بهدوء ودون انفعال..

إن التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة أصبح موضوعًا قديمًا في ظل العولمة القائمة الآن، وفي ظل توقيع الدول على إتفاقيات وعهود دولية تتيح للمجتمع الدولي مراقبة الأوضاع وحماية الأقليات المستضعفة، خصوصًا أنه سبق لبعض الدول أن طالبت بالحماية الدولية في موضوع ألبان كوسوفو وتم تدخل عسكري دولي، كما حدث هذا الأمر في "أفغانستان" وغيره.. كما أن الأمم المتحدة تبعث بمراقبين دوليين، سواء لمراقبة الانتخابات في بعض الدول أو لمراقبة حقوق الإنسان في دول أخرى، ولا يعتبر هذا تدخلًا في الشأن الداخلي، فليس هناك شأن داخلي كالمتعارف عليه من زمن قديم.

أما بالنسبة لوضع الأقباط، وهم أكبر أقلية غير مسلمة في الدول العربية، فالوضع سئ جدًا بالنسبة لهم.. فأيام "حسني مبارك" كانت هناك دولة وشرطة وقوات أمن لديها صلاحيات، ومع ذلك دارت مذابح هنا وهناك، منذ أحداث "الزاوية الحمراء"، مرورًا بـ"الكشح" و"أبو قرقاص"، وغيرها. ولقد اختلف الوضع الآن؛ فهو أسوأ بكثير مما كان عليه أيام "مبارك". فمنذ قيام الثورة نستطيع نرصد أن عدد الحوادث الطائفية وحرق الكنائس وقتل الأقباط في تزايد مستمر، بل وصل الأمر إلى قطع أذن قبطي من قبل السلفيين لتطبيق الشريعة الإسلامية، وأصبحنا نسمع في الفضائيات الآن أن الأقباط "كفرة" وأن الأقباط لابد أن يهاجروا خارج "مصر"!!، وأن "مصر" إسلامية وستُطبَّق فيها الشريعه والحدود. ورأينا جميعًا أن مرشحي الرئاسة بالذقون الكثيفة والزبيبة التي تملأ الجبهة.. رأينا أعلام أكبر دولة عنصرية فاشستية في العالم المعاصر وهي "السعودية" تُرفع على أرض "مصر".. رأينا السلفيين الوهابيين تنشأ لهم أحزاب سياسية بالمخالفة لقانون الأحزاب الذي ينص على لا أحزاب دينية في "مصر"..

ورأينا بعض الأقباط من محاولي ركوب الموجة يتحاورون مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة مرفوضة تمامًا من قبل كل الأقباط لأسباب كثيرة؛ أهمها أنها جماعة نازية عنصرية ترفض الآخر وتظن أنها فوق الجميع. ولن ننسى تصريحات مرشد الإخوان السابق الذي طالب الأقباط بدفع الجزية، ورفض الجماعة أن يتولَّى قبطي مركزًا رفيعًا في الدولة، مما خلق اجماعًا عامًا بين الأقباط برفض الحوار معهم أو التعامل معهم.. ولكن في ظل فوضى السياسة المصرية، سارع بعض الأقباط- بل هرول- للمراهنة على حصان الإخوان، وهذا يدل على استهانه بالإجماع الوطني العام للأقباط.. وتلك الفئة بالذات هي من صرَّحت برفضها المبعوث الأمريكي للأقليات الدينية، مع أننا لم نسمع منهم رفضهم للتدخل السعودي في الشأن الداخلي، أو رفضهم لرفع أعلام "السعودية" على أرض "مصر"، ولم نرهم واقفين في "ماسبيرو" بجانب شباب الأقباط..

إن ما يحدث الآن ليس موضوعًا شخصيًا كل قبطي له الحرية في أن يفعل ما يشاء.. إنه مستقبل الأقباط جميعًا، ولا يحق لأحد أن يتفاوض مع الإخوان ليضفي عليهم شرعية مفقودة لتحقيق مكاسب سريعة ويطعن الأقباط جميعًا في ظهرهم.. إن جماعة الإخوان جماعة عنصرية نازية، ولابد أن تُرفض من كل التيارات السياسية وليس من الأقباط فقط.. ويا للعجب، إن المسلمين المتنورين يرفضون الجماعة ونهروِّل نحن للاجتماع معهم!!.. ثم لنوال رضاهم نصرِّح برفضنا المبعوث الأمريكي!!
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :