الأقباط متحدون - مئة عام على وقف الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)!
  • ٢١:١٣
  • الأحد , ١١ نوفمبر ٢٠١٨
English version

مئة عام على وقف الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)!

د. ماجد عزت اسرائيل

مساحة رأي

٣٥: ٠٣ م +02:00 EET

الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٨

مئة عام على وقف الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)!
مئة عام على وقف الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)!

د.ماجد عزت إسرائيل
    يحتفل العالم اليوم 11 نوفمبر 2018م بوقف الحرب العالمية الأولى(1914-1918م)،سواء كان هذه الاحتفالات فى دول العالم التى حققت النصر دول الحلفاء بريطانيا وفرنسا وايرلندا وروسيا  والولايات المتحدة الامريكية،أو الدول التى تلقت الهزيمة وهى دول المركز الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية ومملكة بلغاريا،تلك هذه الحرب كانت شرسة بدأت أوروبية وانتهت عالمية، كانت من أعنف صراعات التاريخ، واستمرت أكثر من أربع سنوات، وبلغت خسائرها البشرية نحو أكثر من  عشرة ملايين قتيل، وساهمت في تغييرات سياسية كبيرة، سواء كانت على  على مستوى الدول الأوروبية أو دول الشرق الأوسط، كما كانت هذه الحرب وراء ثورات في دول عديدة من العالم.

   ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد احتفلوا يوم السبت الموافق 10 نوفمبر 2018 م بمرور مئة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى التى انتهت في 11 نوفمبر1918م، حيث تشابكت أيدي الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ووضعوا كل منهما رأسه على الآخر في احتفال مؤثر بذكرى توقيع اتفاقية الهدنة من إجل السلام. وفي خطابه بهذه المناسبة ذكر الرئيس الفرنسى ماكرون قائلاً" أوروبا تعيش في سلام منذ 73 عاما لأن ألمانيا وفرنسا تريدان السلام“.وربما كان هذا تنفيذاً لتعاليم الكتاب المقدس حيث ذكر قائلاً:" طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ. ""آية (مت 5: 9).

والآن يجب علينا متابعة أحداث هذه الحرب العالمية الأولى.

   الحرب العالمية الأولى(1914-1918م)،أطلق عليها الحرب العُظمى،وذلك لمشاركة الدول العظمى،وأيضًا  الحرب المقدسة كما وصفها البروتستانتية الألمانية، وكذلك الحرب النهائية حسب آراء العديد من مشاهير السياسية في ذات الفترة،كما دونها المؤرخين بإنه حرب ما بين قوات دول الحلفاء،وقوات دول المحور أو المركز.وقد نشبت بدايةً في أوروبا في 28 يونيو 1914م وانتهت في 11 نوفمبر 1918. بعد أن قدر ضحاياه بنحو عشرة ملايين قتيلاً، ما بين عامي 1914- 1918م، منهم ثلاثة ملايين من الجنود الفرنسيين والألمان. ودار كثير من أعنف معارك تلك الحرب في خنادق في شمال فرنسا وبلجيكا. ووصفت وقت حدوثها بـــــ"الحرب التي ستنهي كل الحروب".
 الحرب العالمية الأولى(1914-1918م)، جمعت القوى العظمى الاقتصادية في تحالفين متعارضين في صراع دولي، وخاضته معظم دول أوروبا، بالإضافة إلى روسيا، والولايات المتحدة، والشرق الأوسط، ومناطق أخرى من العالم، حيث تمّ فيه تقسيم دول العالم إلى طرفين متنازعين هما: دول المحور (الدول المركزية وتقع في وسط أوروبا) التي ضمّت ألمانيا، والنمسا، والمجر، وتركيا، ودول الحلفاء التي تكوّنت من فرنسا، وبريطانيا العظمى، وروسيا، وإيطاليا، واليابان، والولايات المتحدة التي انضمت إليهم في عام 1917م، وقد انتهت هذه الحرب بهزيمة دول المحور وبوقف المعارك في 11 نوفمبر 1918م.

 على أية حال،فقد تعدت العديد من الأسباب التى دفعت لنشوب الحرب العالمية الأولى والتى كان منها حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند  Franz Ferdinand (18 ديسمبر 1863-28 يونيو 1914م) مع زوجته على جسر في أثناء زيارتهما لمدينة سراييفو من قبل طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب في 28 يونيو 1914م. بالإضافة إلى وجود العديد من التحالفات المتبادلة ما بين الدول من أجل الدفاع المشترك،بالإضافة إلى نمو النزعة القومية داخل أوروبا وتطلع بعض الأقليات إلى الاستقلال. كما كان لتزايد التنافس الاقتصادي والتجاري بين الدول الإمبريالية لاقتسام النفوذ عبر العالم والسيطرة على الأسواق لتصريف فائض الإنتاج الصناعي والمالي، والتزود بالمواد الأولية، فضلا عن دخول الدول الإمبريالية - وتعرف الإمبريالية على انها سياسة تمارسه الدول القوية على الدول الضعيفة وخاصة بعد الثورة الصناعية؛ من أجل السّيطرة على المواد الخام وأسواق المُنتجات الصناعية -وساهم بشكل رئيسى في إندلاع الحرب العالمية في عم 1914م. كما لم يمكن أن ننكر النزعة العسكرية حيث بدأ العالم في سباق التسلح بتصنيع السلاح والمعدات الحربية، فعى سبيل المثال كانت ألمانيا أكبر دولة تمتلك قوة عسكرية في أوائل القرن العشرين، كما زادت القوات البحرية لبريطانيا،وقد جعلت هذه النزعة العسكرية العالم مستعداً للحرب 1914م.

    وقد اندلاعت الحرب في 28 يونيو 1914م عقب اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته أثناء زيارتهما لسراييفو في منطقة البوسنة والهرسك، وبعد شهر من هذه الحادثة أعلنت النمسا الحرب على صربيا، فبدأت آلية التحالفات الأوروبية تتفاعل، حيث ناصرت روسيا صربيا وأعلنت الحرب على النمسا فقامت ألمانيا بإعلان الحرب على روسيا.وقد حقق الألمان عدد من الانتصارات على الحلفاء، فألحقوا الهزيمة بالروس،واحتلوا بولندا ومعظم مدن لتوانيا، وحاولوا قطع خطوط الاتصال بين الجيوش الروسية وقواعدها للقضاء عليها،وكان من نتائج ذلك إخضاع البلقان للسيطرة الألمانية، وعبرت القوات النمساوية والألمانية معا نهر الدانوب لقتال الصرب وألحقوا بهم هزيمة قاسية. وتوقف التقدم الألماني إلى فرنسا بحلول نهاية عام 1914، واستقرت الجبهة الغربية على معركة استنزاف تميزت بسلسلة طويلة من خطوط الخنادق التي تغيرت قليلاً حتى عام 1917. على الجبهة الشرقية، دخل جيشان روسيان شرق بروسيا في 17 أغسطس، امتثالا لاتفاقهما مع فرنسا عام 1912 لمهاجمة ألمانيا. وأجبر الألمان على تحويل قوات من الغرب إلى الشرق.ونجحت القوات النمساوية والألمانية في صد هجمات القوات الفرنسية والبريطانية.ومنذ بداية عام 1916 ازدادت حدة المعارك داخل الأرضى الفرنسية وظهرت الدبابة الحربية لأول مرة في ميادين القتال، والتى كان من نتائجه تقهقر القوات الألمانية وهزيمته.وقد انضمت الدولة العثمانية منذ عام 1914م إلى دول المركز،. في عام 1915، انضمت إيطاليا إلى دول الحلفاء وانضمت بلغاريا إلى دول المركز. انضمت رومانيا إلى قوات الحلفاء في عام 1916. وفى عام 1917م خرجت روسيا بسبب الثورة البلشفية وانضمت الولايات المتحدة الامريكية

   واستغل الألمان فرصة الأحداث الداخلية في روسيا وخروجها من الحرب،وقاموا بالهجوم على قوات الحلفاء في مارس 1918م وحققوا ناجحًا في البداية، وحاولوا تقسيم القوات البريطانية والفرنسية، وكان كل طموحهم إنهاء حربها قبل وصول القوات الأميركية التي كان لديها عدد الكبير من الجنود، ولكن الحلفاء احتشدوا ودفعوهم مرة أخرى إلى التراجع في هجوم المائة يوم  فأجبروا الجيش الألماني على التراجع؛وفي 28 سبتمبر طلب قادة الجيش الألماني الهدنة. وفي 4 نوفمبر 1918 وافقت الإمبراطورية النمساوية المجرية على هدنة"فيلا غوستي"، ومع حدوث ثورة في الداخل وعدم رغبة الجيش الألمانى في الاستمرار بالقتال، تخلى القيصر:فيلهلم الثانى"(15 يونيو 1888- 9 نوفمبر 1918م) عن العرش الألماني في 9 نوفمبر، كما وقعت ألمانيا أيضًا هدنة في 11 نوفمبر 1918.

  

   
  
  
  
 
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يجلسان داخل عربة قطار مبطنة بالخشب وقع فيها ميثاق السلام الذي أنهي الحرب العالمية الأولى والتي أعيد بناؤها في ذكرى مرور مئة عام يوم 10 نوفمبر 2018م
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع