تاريخ الكنيسة المرقسية بالاسكندرية عبر العصور
ماجد كامل
٠٩:
١٠
ص +02:00 EET
الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٨
إعداد/ماجد كامل
اول ذكر للكنيسة المرقسية نجده في قصة استشهاد القديس مارمرقس الرسول ؛إذ تروي لنا الكتب التاريخية أنه بينما كان صلاة قداس عيد القيامة في 29 برمهات عام 68 م ؛هجم عليه الوثنيون وربطوه بالحبال وجروه علي الأرض وهو يصيحون "لنجر الثور من دار البقر" وفي اليوم التالي جروه مرة |أخري حتي تخصبت الأرض بدمائه ؛وانفصلت رأسه عن جسده ؛فأخذ المؤمنون الجسد وذهبوا به إلي الكنيسة التي كان يقيم فيها القداس الإلهي ؛حيث حفروا قبرا ودفنوه جهة الشرق ؛وهكذا تم تكريس أول كنيسة في مصر علي أسم مارمرقس .
وفي سيرة البابا بطرس خاتم الشهداء البطريرك رفم 17 ؛يأتي ذكر لها عندما طلب القديس بطرس أن يصلي عند قبرمارمرقس وكان ذلك عام 311م . وفي عهد البابا أرشيلاوس البطريرك رقم 18 ؛وسعت الكنيسة ؛وكان تقع علي ساحل الميناء الشرقي الكبير في وسط المركز التجاري للمدينة في ذلك الوقت . وفي اعقاب مجمع خلقدونية عام 451م ؛جري اضطهاد كبير علي الأقباط بعد نفي البابا ديسوسقوروس الي جزيرة غانغرا ؛حيث تم الاستسلاء علي العديد من الكنائس في الاسكندرية بواسطة رجال الامبراطور وتسليمها لأنصار مجمع خلقدونية ؛وكان من بين الكنائس التي سلمت الكنيسة المرقسية التي تضم جسد القديس مارمرقس الرسول ؛ بينما كانت هناك كنيسة أخري بأسم مارمرقس كانت تضم الرأس ؛وقد اتخذها البابا ثيؤدوسيوس البطريرك رقم 33 مقرا له ؛ وكان من بين كهنتها الذين سيموا بطاركة فيما بعد ؛مثل البابا تيموثاوس الثاني البطريرك رقم 26 ؛والبابا أثناسيوس الثاني البطريرك رقم 28 ؛والبابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32 ؛ولقد نجح الخلقونيون في الاستيلاء علي هذه الكنيسة أيضا ؛ ثم هدمت مع الوقت ؛والموقع الأرجح لهذه الكنيسة هي المنطقة التي يقع فيها عمود السواري حاليا بحي كرموز بالإسكندرية .
الكنيسة في العصور الوسطي :-
وفي عهد البابا أغاثون البطريرك رقم 39 (665-682 متقريبا) ققام بإعادة بنائها مرة أخري ؛كما قم ببناء بيتا فسيحا أمامها ليكون بمثابة استراحة للزوار .كما نقرأ في سيرة البابا يؤانس الثالث البطريرك رقم 40 (682-690م) أنه صلي جزء من صلوات أسبوع الآلام بالكنسة المرقسية بالإسكندرية . كما تم الاحتفال برسامة خليفته البابا إيساك البطريرك رقم 41 (690-693 م) وفيها أيضا دفن رفاته .كما تمت سيامة البابا ألكسندروس الثاني البطريرك رقم 43 (704-792م) وأيضا تم دفن رفاته فيها .
وفي عهده أيضا وبفضل جهود يؤانس كاتب الوالي "قرة بن شريك" حدث شكل من أشكال الوحدة بين العائلتين الخلقودونية واللاخلقدونية ؛وفي عهد البابا ثيؤدوروس البطريرك رقم 45 (730-739م) تمت رسامة الأنبا مويسيس أسقفا لأوسيم في الكنيسة المرقسية .كما شهدت رسامة البابا ميخائيل الأول البطريرك رقم 46 (744- 768م ) وسط احتفال كبير شهد سقوط أمطار غزيرة بعد عامين من الجفاف . ونقرأ ايضا في سيرة البابا يؤانس الرباع البطريرك رقم 48(777-799 م) قام بتجديد العديد والعديد من كنائس الإسكندرية كان من بينها بالطبع الكنيسة المرقسية . كما شهد عهد خليفته البابا مرقس الثاني البطريرك رقم 49 (799- 819م) انضمام عدد كبير من الخلقدونيين إلي الكنيسة القبطية بصلواته .
كما شهدت الاحتفال بسيامىة البابا ياكوبس البطريرك رقم 50 وكان ذلك عام 819م ؛وسيامة البابا يوساب الأول البطريرك رقم 52 عام 832م ؛ والبابا قزمان البطريرك رقم 54 في عام 851م ؛ والبابا شنودة الأول البطريرك رقم 52 في عام 832م ؛والبابا غبريال الاول ال 57 عام 909م ؛ والابا قزمان الثاني البطريرك رقم 58 في عام 920م ؛ والبابا مقاريوس الأول البطريرك رقم 59 عام 932 م ؛والبابا مينا الأول البطريرك رقم 61 عام 956م ؛والبابا أبرام بن زرعة البطريرك رقم 62 عام 976م ؛؛والبابا فيلوثاؤوس الأول البطريرك رقم 63 979م ؛ والبابا زاخارياس الببطريرك رقم 64 عام 1004م؛ والبابا شنودة الثاني البطريرك رقم 65 عام 1032 م ؛والبابا خريستوذولوس البطريرك رقم 66 عام 1047 م ؛ والبابا كيرلس الثاني البطريرك رقم 67 عام 1078 م ؛والبابا ميخائيل الرابع ارقم 68 عام 1092 م ؛والبابا مكاريوس الثاني رقم 69 عام 1102 م ؛والبابا غبريال بن تريك رقم 70 عام 1130 م ؛ والبابا ميخائيل الخامس رقم 71 عام 1144 م ؛والبابا يؤانس الخامس رقم 72 عام 1146 م ؛والبابا مرقس الثالث رقم 73 عام 1165 م ؛والبابا يؤانس السادس رقم 74 عام 1188 م ؛والبابا كيرلس الثالث بن لقلق رقم 75 عام 1234م ؛والبابا اثناسيوس الثالث رقم 76 عام 1250م ؛ وجاء ت رسامة التسعة بابوات التاليين في القاهرة ؛حتي نجد في سيرة البابا متاؤس الأول البطريرك رقم 87 أنه رسم بالمرقسية بالغسكندرية في عيد العذراء عام 1378 م ؛كذلك البابا غبريال الخامس رقم 88 في عام 1409 م .
وفي عهد البابا متاؤس الرباع رقم 102 (1660- 1675 م) زاره الرحالة الشهير الراهب "فانسليب الدومنيكاني " عام 1673 م ؛ وزار الكنيسة المرقسية بالاسكندرية ؛وكتب عن الأيقونة العجائبية لرئيس الملائكة ميخائيل ؛كما زارها وصلي فيها كل من الباببوات يؤانس السادس عشر رقم 103 ؛والبابا بطرس السادس رقم 104 (1718- 1726 م).
الكنيسة المرقسية في العصر الحديث :-
جاءت الحملة الفرنسية علي مصر في يولية 1798 ؛وكان بطريرك الكنيسة القبطية وقتها هو البابا مرقس الثامن (1797- 1809) ؛وقام نابيلون بونابرت بهدم الكنيسة المرقسية ؛ كما هدم المنارتين بحجة منع الانجليز من التحصن فيها ؛ فحاول بعض الكهنة انقاذ ما يمكن انقاذه من الصور والايقونات ؛فحملوا ما تمكنوا من حمله الي كنيسة مارمرقس برشيد علي بعد حوالي 60 كم شرق اسكندرية ؛ ومن ما تمكنوا من انقاذه أيقونة اثرية للملاك ميخائيل ؛ولا تزال هذه الايقونة محفوظة حتي الان في كنيسة مامرقس برشيد ؛ ومع ان البابا كيرلس الخامس (رقم 112 ) قام باعادة الكتب والاواني إلي الكنيسة المرقسية ؛إلا أنه ترك ايقونة الملاك ميخائيل خوفا عليها من التلف ؛كما ترك أيضا بعض الايقونات الأثرية مازالت محفوظة حتي الان في كنيسة مارمرقس برشيد .
وبعد خروج الحملة الفرنسية من مصر حاول بعض الأراخنة إعادة بناء الكنيسة المرقسية مرة أخري ؛ فحصلوا علي فرمان من محمد علي عام 1818 بإعادة البناء ؛ وبالفعل تمكنوا من غعادة بنائها مرة اخري في عهد البابا بطرس السابع المعروف ببطرس الجاولي البابا رقم 108 ؛وبالفعل تم افتتاحها 19 اكتوبر 1819 م .
وفي عهد الخديوي عباس ؛وبينما كان عائدا من رحلة في البحر الأببض المتوسط عام 1850 م في أحدي الليالي المظلمة ؛ حدث أن ضلت السفينة الطريق ؛ ولكن فجأة لمح القبطان من بعيد ضوءا خافتا ؛فأخذ يتتبعه حتي وصل إلي الشاطيء بسلام ؛ وبدأ يبحث عن مصدرهذا الضؤ الخافت ؛ حتي وجد نفسه أمام الكنيسة المرقسية بالإسكندرية ؛وكان مصدر الضؤ هو قنديل صغير مضاء أمام أيقونة القديس مارمرقس ؛فأصدر فرمان بصرف مبلغ 271 مليما قيمة زيت القنديل المستهلك سنويا ؛ولقد أستمرت محافظة الإسكندرية في صرف هذا المبلغ حتي عام 1960 ؛حيث قامت برفع المبلغ إلي 12 ضعفا ؛كذلك أيضا حولت غرض صرفه إلي معاش دائم بأسم فقراء دير المرقسية .
ولقد تجدد بناء الكنيسة مرة أخري في عهد البابا ديمتريوس الثاني البطريرك 110 ؛بإشراف الأنبا مرقس مطران البحيرة وقتها ؛ وبجهود بعض أراخنة الاقباط في الاسكندرية في ذلك الوقت ؛فوضع في الكنيسة حامل أيقونات علي الطقس البيزنطي لا يزال موجودا حتي الان.
وتجددت الكنيسة مرة أخري في عهد البابا يوساب الثاني البابا رقم 115 (1946- 1956 م) فاعاد بناؤها بالخرسانة المسلحة علي مساحة أكبر وبشكل أجمل ؛وزينت بنقوش من الفن القبطي ؛وصنعت تيجان الأعمدة علي تيجان بعض الاعمدة الأثرية الموجودة بالمتحف الروماني بالاسكندرية ؛ كما تمت تعلية الهيكل ؛وعمل بدروم اسفل الهياكل الثلاثة ؛وتم عمل مدخل جميل لمدفن الآباء البطاركة ؛وتم تثبيت لوحة رخامية كبيرة عليها أسماء البطاركة ال65 ؛أي ما قبل نقل البابا خريستوذولوس البابا رقم 66 بنقل الكرسي المرقسي إلي كنيسة المعلقة حوالي عام 1066م ؛ وهذه اللوحة مسجل عليها الاسماء بثلاث لغات هي القبطية والعربية والإنجليزية ؛ولقد كتبها بخطه الجميل الاستاذ بديع عبد الملك غطاس ؛ولقد تم تدشين الكنيسة في يوم 9 نوفمبر 1952 بيد البابا يوساب الثاني ومعه لفيف من المطارنة والكهنة .
وفي عهد البابا كيرلس السادس البابا 116 (1959- 1971 م) تم عمل رسوم حائطية بالفسيفساء ؛عبارة عن أيقونة لمارمرقس فوق بابا مزار البطاركة ؛تروي قصة حياة القديس مامرقس وكرازته واستشهاده حتي عودة جزء من رفاته إلي مصر.
وفي عهد البابا شنودة الثالث (1971- 2012 م) – نيح الله نفسه في فردوس النعيم - تم توسيع الكنيسة من جهة الغرب ؛مع الاحتفاظ بالمنارتين في مكانهما ؛ وفي عيد الغطاس عام 1990 ؛قام قداسة البابا شنودة الثالث بالصلاة فيها بعد التدشين ؛ وحاليا تضم الكنيسة في داخلها سبع مذابح بيانهم كالتالي :-
1-المذبح الأوسط بالكنيسة الكبري (ويقام فيه القداس يوميا) علي أسم السيدة العذراء ومارمرقس الرسول .
2-المذبح البحري بالكنيسة الكبري علي أسم رئيس الملائكة ميخائيل.
3-المذبح القليل بالكنيسة الكبري علي أسم الشهيد العظيم مارمينا .
4-مذبح مع كنيسة صغيرة علي أسم مامرمينا موجود بالور العلوي القبلي ؛وقد دشنه البابا كيرلس السادس عام 1963 ؛ وكان يحب الصلاة فيه يوميا أثناء تواجده بالغسكندرية .
1- مذبح مع كنيسة صغيرة علي أسم الانبا انطونيوس والانبا شنودة رئيس المتوحدين ؛وموقعه بلالدور العلوي البحري .
2- مذبح مع كنيسة صغيرة علي أسم الأنبا ابرآم اسقف الفيوم ؛وموقعه اسفل المقصورة البحرية .
3- مذبح مع كنيسة جميلة علي أسم الشهيد ابانوي لغقامة قداس خاص أسبوعيا للاطفال ؛وموقعه أسفل الجزء الغربي من الكنيسة ؛والذي تم توسيعه عام (1985- 1990 ) .
الكلمات المتعلقة