دلتا النيل بين الجفاف والغرق
د.م فكرى نجيب أسعد
هناك عوامل مستقبلية تعمل على إستهلاك مياه النيل قبل وصولها إلى دلتا النيل وهى ما قد تهدد جفاف دلتا النيل، كما أن هناك عوامل مستقبلية أخرى تعمل على زيادة منسوب مياه البحر عن منسوب دلتا النيل وهى ما قد تهدد دلتا النيل بالغرق. ان هذه العوامل التى تعمل على جفاف وغرق دلتا النيل يجب تناولها فى شفافية بدون أخفاء الحقائق فأن أخفائها لن يفيد شيئاَ.
تسعى مصر جاهدة فى الوقت الحالى فى ضوء مواردها المائية المحدودة على منع جفاف دلتا النيل ومنع دخول مياه البحر الأبيض المتوسط عليها، وذلك بإتخاذ بعض الأجراءات اللازمة الضرورية، كرفع منسوب مياه النيل فى نهر النيل والبحيرات الشمالية العذبة ( المنزلة، البرلس، أدكو، مريوط ) المتصلة بالحر فى ضوء حصتها المائية المقدرة ب 55.5 مليار متر مكعب / سنة وذلك بتصريف مياه النيل خلف السد العالى بالقدر الذى لا يسمح بدخول مياه البحرعليها، وللوفاء فى نفس الوقت بالإحتياجات المائية للسكان من مياه النيل فى الإستخدامات المائية المختلفة ( توليد الكهرباء ، النقل النهرى، الزراعة، الصناعة، الشرب والإستخدامات المنزلية، والإستزراع السمكى، ... )
من أهم العوامل المستقبلية التى تعمل على جفاف دلتا النيل أذكر :
- عجز الموارد المائية الطبيعية لدول حوض النيل من الوفاء بإحتياجات الزيادة السكانية الرهيبة بها ومواجهة الجفاف والتصحر والفقر والجوع بها، فمن المنتظر أن يصل عدد كان دول حوض النيل إلى مليار نسمة فى عام 2050 م بعد أن كان 300 مليون نسمة فى عام 2000م . أى أن ما وصل إليه عدد سكان دول حوض النيل فى آلاف السنين سيزيد إلى أكثر من ثلاثة أمثاله فى فترة تقل عن عمر إنسان واحد فى المتوسط بحوض النيل.
- حجز مياه النيل أمام السدود ببقية دول حوض النيل لتلبية إحتياجات الزيادة السكانية الرهيبة منها، خاصة فى سنوات الجفاف أو السنوات التى يتعاقب فيها إيرادات منخفضة لتهر لنيل بأقل من الإيراد المتوسط المقدر ب 84 مليار متر مكعب / سنة عند أسوان، كالسنوات التى حدثت فى الفترة ( 1978 – 1987 ) والمعروفة بسنوات الجفاف حيث وصل الإيراد المتوسط لنهر النيل خلالها حوالى 74 مليار متر مكعب / سنة عند أسوان .
- سؤ إدارة وتوزيع الثروات والموارد المائية المتجددة والغير متجددة على مستوى العالم فى ظل عولمة عادلة تعمل على تحقيق التمنية والمساواه لكافة شعوب العالم منها ومن غيرها من الموارد الطبيعية وأهمها الموارد البشرية المدربة، فلا يكون هناك تنمية فى جهة على حساب جهة أخرى أو لفئة على حساب فئة أخرى .
ومن أهم العومل المستقبلية التى تعمل على غرق دلتا النيل أذكر :
- أرتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات لذوبان الجليد بها وقلة تراكمه بها وزيادة تمدد المياه لإرتفاع درجة حرارة الجو بسبب التغيرات المناخية وظاهرة الإحتباس الحرارى.
- قلة ترسيب الطمى بدتا النيل بسبب حجز الطمى أمام السدود المقامة على نهر النيل وقلة صرف مياه النيل إلى البحر لتلبية الإحتيات المائية المتزايدة منها وزيادة نحر الشواطىء بفعل الأمواج البحرية أمام دلتا النيل.
- إستهلاك المياه الجوفية بدلتا النيل لمواجهة التحديات الناجمة من نقص مصر المائى المتزايد والناجم من زيادة عدد سكان مصر على نفس مقدار مواردنا المائية المتجددة . ويتجسم نقص مصر المائى المتزايد فى إنخفاض نصيب الفرد من المياه منها عاما بعد آحرعن الحد الأدنى اللازم لتعطية إحتياجات الفرد من المياه فى إستخداماته المائية المختلفة والمقدر دولياَ ب 1000 متر مكعب / سنة وهو ما قد يهدد بهبوط أراضى دلتا النيل عن مستوى سطح البحر ودخول مياه البحر إلى المياه الجوفية لتغيير الإتزان المائى الأرضى .
أن الأجابة على الأسئلة :
أيهما يسبق الآخر جفاف دتا النيل أم غرق دلتا النيل ؟ ما هى الإجراءات اللازمة لمنع حدوث كل منهما ؟ ما هو دور المجتمع الدولى من جفاف وغرق مصبات بعض الأنهار الدولية فى العالم ؟
هو أمر يطول الأجابه عليها هنا وأتركه لإدارة الأزمات والكوارث فى مصر، ومتخذى القرار، ولكل من له رأى من الكوادر البشرية الجديدة التى يجب أعدادها فى هذا الشأن للإجابة عليها وعلى غيرها من الإسئلة المطروحة فى هذا الشأن والعمل على التوعية بها وهو ما قد يتيح بلا شك زيادة المشاركة فى مواجهة التحديات المصاحبة لجفاف وغرق دلتا النيل وإيجاد الحلول لها فى تنسيق وتعاون.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :