الشرق الأوسط وتوقعات الخبراء بعد فوز الديمقراطيين
سليمان شفيق
١٧:
٠٥
م +02:00 EET
الجمعة ٩ نوفمبر ٢٠١٨
كتب : سليمان شفيق
نبدأ بأيران حيث بعض التيارات السياسية الإيرانية لديها اعتقاد وتأمل فى أن تؤدى هذه النتائج إلى إضعاف قبضة الرئيس دونالد ترامب وفى النهاية تقليل حجم الضغوط على إيران، ولديهم قناعة بأن الديمقراطيين الذين خرج من بينهم الرئيس السابق باراك أوباما صاحب سياسة المهادنة مع طهران وصاحب أكبر صفقة وهي الاتفاق النووى المعروف بـ (خطة العمل الشاملة المشتركة) فى عام 2015، والغاضبون من تدمير ساكن البيت الابيض الجديد "ترامب" للصفقة فى 8 مايو 2018، فى حال تعزيز سلطتهم فى مجلس النواب قد يعارضون ترامب فى سياساته.
ومن زاوية أخرى، فان مسئولى طهران لاسيما المسئولين الذين احتكوا بشكل كبير بالمسئولين الأمريكيين وربطتهم لقاءات متعددة، كفريق التفاوض النووى الإيرانى، والذى يترأسه وزير الخارجية جواد ظريف، لديه قناعة بأنه لا يمكن التعويل على أى من المعسكريين فى الولايات المتحدة جمهورى كان أو ديمقراطى، فعشية الانتخابات الأمريكية، قال ظريف فى تسجيل مصور، بعث من خلاله رسائل للداخل والخارجية الإيرانى، وفى معرض حديثه عن السياسيات الأمريكية تجاه بلاده أن "الحكومات الأمريكية السابقة كانت قد بدأت أيضا بلهجة ترامب وبمبدأ عدم الاحترام للشعب الإيراني ولكن كلما أصبحت أكثر خبرة في عملها فقد تغيرت سياساتها ولهجتها تجاه إيران".
من خلال تصريح ظريف وتصريحات مسئولين إيرانيين فى مناسبات عديدة، يمكن قراءة استمرار حالة عدم الثقة بين مسئولى طهران وواشنطن.
لكن هناك تصور اخر يطرحة أحمد زيد أبادى المحلل السياسى والصحفى الإيرانى الذى أمضى وقتا كبيرا فى السجون الإيرانية ،يقول أبادى أن"حصول الديقراطيين على الأغلبية سيؤثر على العلاقات الداخلية للسلطة فى أمريكا وسيقوض إلى حد ما حرية إدارة ترامب فى بعض القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وبخلاف ما تراه المحافل السياسية فى إيران لن يؤثر ذلك على سياسة الولايات المتحدة الخارجية ".
في كل الاحوال يتوقع الخبراء ان الديمقراطيين سوف يستمرون في سياسة ارضاء اسرائيل تجاة ايران من جهة ، وارضاء مصالح الحلفاء الاوربيين الاقتصادية مع ايران من جهة اخري .
هناك جانب اخر اقتصادي ، فعلى سبيل المثال: قد يفرض فوز الديمقراطيين بأغلبية النواب على ترامب خفض الإنفاق العسكرى، وهى القضية التى تعد مثار جدل بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى، الامر الذي قد يؤثر بالسلب علي بيع الاسلحة للخليج مقابل العكس مع اسرائيل وتركيا ، ولكن بالنسبة للسياسة التجارية، وهى واحدة من المجالات الأكثر أهمية بالنسبة للمجتمع الدولى، فقد تطرأ بعض التغييرات فى العديد من القضايا والتى يعد أبرزها:
بالنسبة لتعريفات الاتحاد الأوروبى، فإذا كان ترامب سيعيد تقديم التعريفات الجمركية على الاتحاد الأوروبى، أو يسحب بلاده من منظمة التجارة العالمية، فقد يتدخل الديمقراطيون لمنع هذا الأمر.
قال الاقتصاديون فى مجموعة "إى إن جى": "فى حين أن التجارة ليست بالضرورة قضية حاسمة بالنسبة للديمقراطيين، فمن غير المرجح أن يدعموا حربا تجارية مع الحلفاء التقليديين مثل الاتحاد الأوروبى".
تلك الحرب التجارية مع روسيا والاتحاد الاوربي .. سوف يؤثر بالسلب علي البلدان العربية .
خاصة اذا ارتبط ذلك بمحاولة الديمقراطيون تغيير بعض سياسات ترامب ،ويضغطون من أجل التشدد في التعامل مع روسيا والسعودية وكوريا الشمالية، إذ أن الديمقراطيين سيتولون رئاسة لجان مثل الشؤون الخارجية والقوات المسلحة والمخابرات.
وقال النائب الديمقراطي إليوت إنجل، الذي يُنتظر أن يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إن الديمقراطيين ربما يسعون للحصول على تفويض من الكونجرس باستخدام القوة العسكرية في أماكن مثل العراق وسوريا
غير أنه سلم بأنه لا يوجد شيء يمكن للديمقراطيين عمله لتغيير الوضع القائم بالنسبة لبعض القضايا الساخنة مثل الصين وإيران، ولكن بالنسبة لروسيا ، وأضاف إليوت إنجل،"أن مسألة التدخل الروسي في انتخابات 2016 ”لم تحل على الإطلاق" لذلك يري الخبراء ان الديمقراطيين سوف يجرون من جديد متعلقة بعلاقة ترامب بروسيا ، كما تعهد أعضاء في الكونجرس بالضغط، من خلال استخدام الاستدعاء للشهادة أمام المجلس إذا اقتضت الضرورة، من أجل الحصول على معلومات عن القمة التي عقدها ترامب الصيف الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولم يكن البيت الأبيض قد نشر تفاصيل تذكر عن هذا اللقاء.
ويتوقع الخبراء ،أن يصوت مجلس النواب تحت قيادة الديمقراطيين على تعطيل صفقات السلاح مع السعودية ويجعل من الصعب انتزاع موافقة الكونجرس على اتفاق يتعلق بالطاقة النووية معها ويدرس وقف استخدام الطائرات الأمريكية في إعادة تزويد الطائرات الحربية بالوقود وغيرها من أشكال الدعم في حرب اليمن.
ويضيف "نيت جونز"، مدير مجلس الأمن القومي السابق لمكافحة الإرهاب في عهد أوباما: «سيعرّض الكونغرس الجديد الذي يقوده حزب المعارضة، ترمب لجرعة صحية من الضوابط والتوازنات الأميركية لأول مرة. ثانياً، سيرسل إليه رسالةً واضحةً لا لبس فيها، مفادها أنّ هناك عواقب سياسية لسياساته وخطابه».
ويري فواز جرجس، الباحث بكلية لندن للاقتصاد: «حلفاء أميركا وأعداءها يأملون أن يتمكن الديمقراطيون من الحد من تهور ترمب؛ سترحب بهذه الأخبار معظم العواصم الأوروبية والصين واليابان، على الرغم من عدم ترحيب روسيا وإسرائيل ودول الخليج العربي ومصر بها"
و فيما يخص مصر ، قال عضو اللجنة الاستشارية للحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي سابقا، أحمد صوان، من تأثير خسارة الجمهوريين لأغلبية مجلس النواب على سياسة ترامب الخارجية تجاه مصر، قائلا: "لن تتغير سياسة أمريكا تجاه مصر بخسارة هذا أو فوز ذاك".
وأوضح لـ"عربي21": أن "نجاح الديمقراطيين سيؤثر على صفقة القرن، ولكنه لن يؤثر على علاقة أمريكا بمصر، كما أن علاقة النظام المصري جيدة سواء بالديمقراطيين أو الجمهوريين"، لافتا إلى أن "نجاح الديمقراطيين سيؤثر على وجود ترامب نفسه، وعلى قوته، فغالبية الديمقراطيين يريدون إقالة ترامب، ولحسن الحظ أنهم لم يحصلوا على غرفتي الكونغرس".
وبشأن المساعدات الأمريكية لمصر التي تصرف بناء على سجلها الحقوقي، أكد أن "المساعدات لن تتأثر؛ لأن مصر حليف استراتيجي لأمريكا في المنطقة"، مستبعدا في الوقت ذاته أن "يثير الديمقراطيون ملفات حقوق الإنسان في مصر في وجه ترامب للتأثير عليه".
وللحديث بقية .
الكلمات المتعلقة