الأقباط متحدون | حكاية ميكى ماوس .. وبهدلة ساويرس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠٩ | الأحد ٧ اغسطس ٢٠١١ | ١ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حكاية ميكى ماوس .. وبهدلة ساويرس

الأحد ٧ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم: القس أيمن لويس

مش عارف إيه مشكلة ميكى ماوس مع بعض المسلمين خصوصاً الشيوخ المتشددين ، أتذكر أنه صدرت منذ عامين أو أقل فتوى بأهدار دم ميكى ماوس !! ؟ وهذا ليس مزحة ، ثم مؤخراً أنتفضت التيارات الدينية الاسلامية غاضبه بضجيج أعلامى صاخب بعدما ظهر على الحائط الخاص بتويتر لرجل الاعمال نجيب ساويرس صورة لميكى ماوس وميمى وهما يرتديا الزى الاسلامى ، وهى فى الحقيقة صورة قديمة أول ماظهرت كانت سنة 2008م بالسعودية كأعلان تخيلى أبتكره أحد الشباب السعودى مسلم طبعاً ليكون هو الرمز أذا ما تم أفتتاح مدينة مشابهه لوالت ديزنى بالمملكة ، ولم يحدث أى ردود فعل أنا ذاك ! ، كما نال مشروع أسلمة العروسة باربى الشهيرة الاستحسان والرضى لتصبح فلة بعد أرتداء الحجاب وتهداء بعدها الثورة المقامة ضدها بعد فتوى كويتية بأنها مصدر للفتنة !! . ولكن لأن رجل الاعمال المسيحى تجرئ بالنزول لمعترك المشهد السياسى ولما له من ثقل أقتصادى وكارزمة صنعت له مساحة كبيرة من الانتشار، جعلت له وجود مؤثر وحضور ملموس فى المشهد نوعاً ما . مما يمثل تهديدا للحالمين بالدولة الاسلامية التى تؤمن بعدم ولاية غير المسلم على المسلم ولا يجب أن تكون هناك مزاحمة من غير المسلمين فيما يجب أن يكون لهم فقط ، لذا يعتبر طموح هذا الرجل خروج على النص وتعارض مع تطبيق الشريعة الذى أصبح قاب قوسين أو أدنى لتحقيقة بعد المكاسب التى تحققت لهم بدعم من المجلس العسكرى الذى أعتقد أن إنحيازه للتيارات الدينية التى تلعب على مداعبة الميول الفطرية للمصرى سوف تضمن لهم مساندة الشارع والثوار وميدان التحرير عند الخروج عن أهداف الثورة وتجميد مطالبها ومتطلباتها وتمرير سياسة تحويل الثورة إلى مجرد إنقلاب على النظام ، وقد ظهر هذا للجميع بصورة واضحة عبر عنها المسلمين قبل المسيحيين فقد لاحظ الجميع حالة الاستقواء التى سيطرة على الاسلاميين المتشددين . وبنفس هذه الحسابات ونفس المنطق ها هى جريدة الوفد تحاول الانضمام لهذا التكتل وركوب الموجة بعد تنقية الحزب من العناصر المسيحية وكان اخرهم رامى لكح لذا لزماً ولابد من المشاركة فى الجهاد ضد ساويرس .

وليس خافياً أن حالة وجرأة ساويرس فى مجتمعنا المصرى تمثل أستفزاز للإسلاميين لذا فالتحرش به ليس وليد الموقف الحالى ولكن منذ فترة ليست قليلة ، كما أن نجاحات أستثماراته تعتبر مادة كاوية لهم ، فمن متابعتى للفضائيات الاسلامية أعرف أن مال المسلم لايجب أن يذهب لغير المسلم وإن أضطر على ذلك مكرهاً لضرورة فيفعله مستغفراً ! ، إن ما يتعرض لة رجل الاعمال من مؤامرة كان أمر متوقعاً فالتلكيك والتربص للرجل يحدث منذ وقت إلا أن صلابتة كانت أقوى من التلكيكات الساذجة والمفضوحة ، لكن كل يوم يستمر فيه ساويرس بنفس معدل الصعود والتقدم والاصرار على مواصلة النشاط السياسى يعتبر مزيد من الاستفزاز بل والتطاول والكيد !! حتى كانت هذة التلكيكة الاخيرة التى أتفق فيها جميع الفرق والتيارات الاسلامية على ذبح الرجل ووءده وأن الامر وصل لمرحلة من مراحل الجهاد التى دفعت د.عبد الحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوى بالازهر يعلن أن مقاطعة شبكة ساويرس واجب شرعى كما أن الأعتذار لايكفى! مؤكداً أنما لابد من المقاطعة والمحاكمة وبعد ذلك من شأن المسلم العفو والسماح ! وأنا أرى أنه حتى وان باس القدم وأبدى الندم فكل هذا لن يشفى صدور المؤمنين !

الحقيقة أننى أشعر بحالة من الاندهاش والاستغراب والتساؤل !! فطوال الشهر الماضى ورغم أهمية الاحداث المصيرية فى تاريخ البلد فالدوائر الاعلامية فى حرب شديدة الوطيس بسبب فعلة ساويرس التى لا تغتفر ! ولا ولن ، حتى وإن كان الرجل دائماً وأبداً شديد الحرص على أسترضاء المسلمين للدرجة التى جعلت كثير من أفعالة موضع أستهجان من أغلب المسيحيين مثل الانحناء وتقبيله يد شيخ الازهر ! وطلبية منه حماية المسيحيين ؟! كما أن الرجل لم يظهر مطلقاً أنحيازة للمسيحية حتى أن ما يقوم به من أعمال خيرية يظهر بوضوح أنه يفعلها بدوافع أنسانية بفطرة الانسان الذى لدية حب العطاء وعمل الرحمة بعيداً كل البعد عن الدوافع الدينية ، وميوله السياسية ظاهره ولها الغلبه على النوازع الدينيه كما ولم يترك بوق أعلامى إلا ويفتخر من خلاله أن نسبة من يعملون فى شركاته من المسلمين 95% ! ، بالاضافة لكل هذا يحسب للرجل أنه مع كل علاقاتة بالنظام السابق الفاسد ورغم ما سمعناه من أستغلالهم له ولممتلكاته لما قد يصل لحد ألابتزاز بما عرف عنهم من أسليب البلطجة إلا أنة لم يظهر أنه أستغل هذه العلاقه فى أى تربح غير مشروع ! فلا تزال صورة الرجل ناصعة البياض ! كما أن العاملون فى شركاتهم يشهدون بان أجورهم عادلة مقارنة بأجور السوق وهناك الالاف من الشباب يتلهفون على فرصة عمل فى شركاتهم كل هذا لايهم ولايشفع للرجل فالانتماء الدينى ورفض الاخر يسلب العقول ويغالط المنطق وحتى وإن قلنا المزيد فى حق الرجل فلن يشفع له فمرض التعصب عضال وغلاب ، فالمشكلة ليست الرسومات التى أرسلها له شاب مسلم ! معبراً عن ما سوف نكون عليه أذا أعتلى المتشددون كراسى السلطة بحسب ما صرح به ساويرس فى لقائه مع الاعلامى يسرى فودة بل هو داء التعصب والطائفية والتحفز على الاخر.

قد يظن القارئ إننى أكتب فقط دفاعاً عن الرجل ، فليس هذا كل قصدى بل أكتب بالأساس بغرض نظرة تحليلية ودفاعاً عن حقوق الآخر مسيحى وبهائى وشيعى حتى اللا دينى ، كما أننى لا أعرف الرجل مطلقاً ولم تحاول أو ترغب أن تحظى كنيستى يوماً بأى من خدماته ، كما أننى على المستوى الشخصى لا يعجبنى توجهاته وبعض أرائه وكثير من تصرفاته طبعاً فى المجال السياسى ، كما كنت على توقع وأنتظار لهذه الامور التى تحدث له!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :