إسلام بحيري يكشف كواليس معركة الرئيس لتجديد الخطاب الديني وما يواجهه
أماني موسى
١٣:
٠٣
م +02:00 EET
الاثنين ٥ نوفمبر ٢٠١٨
كتبت – أماني موسى
نشر الكاتب والباحث إسلام بحيري، في منشور مطول رأيه حول دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم الإصلاح الديني خلال خمسة سنوات، قائلاً: "البوست ده مهم وطويل ورجاء اقروه بعناية وسطر سطر.. بوست في مدح وتوضيح دور الرئيس في دعم "الإصلاح الديني" في خمس سنوات، وذلك بعدما رصد ردود الأفعال التي تكشف غياب الناس عن إدراك حقيقة الصراع، وعن فضل ما فعله الرئيس في الخمس سنوات الماضية، مشيرًا إلى أن ما يكتبه فقط هو ما يتاح له أن يكتبه في مجال عام.
قال بحيري في تدوينته عبر حسابه بالفيسبوك، "أولاً أنت وارث الحقد والغل والضغينة والطائفية في المجتمع ضد الآخر الديني من زمان واشتعلت الحاجات دي بشكل مخيف من منتصف السبعينات وإلى اليوم، فاللي المجتمع فيه مش مولود في عصر الرئيس السيسي ولا يمكن تغييره بقرار إلا بالمد المجتمعي وده اللي بيحصل دلوقتي.
وتابع، "أنت ف بلد بتعتقد مؤسسة معينة دينية فيها إنها هي التي تملك مصر وهي أكبر من أي وطن أو دستور والاعتقاد دة اترسخ عند المؤسسة دي واللي حاكمينها بفضل رؤساء كتير وملوك وعشرات القرون السابقة، لدرجة إنهم ساعات يطلقوا على مصر نفسها اسم المؤسسة ويقولوا بلد كذا!
مستطردًا، أنت في حقبة إرهاب ساخن من ٢٠١٢ مش حقبة طبيعية زي كل الرؤساء سابقًا ما عدا نهايات عصر السادات لأن الإسلامجية والسلفيين مصدقوش إنهم وصلوا للحكم في بلاد كتير وانتزع منهم تاني ورجعوا للسجون.
ثانيًا: شوية تصورات عن أزمة التنوير من ٢٠١٢ الناس مش واعية ليها
* أول شيء لازم تعرف يا عزيزي إن مفيش رئيس سبق وقدر يتكلم كلمة علنية عن "الإصلاح الديني" رغم كل الأزمات اللي كانت تقتضي الكلام في كده في كل العصور من الستينات لليوم.
* لازم تعرف إن مفيش رئيس ممكن كان يتخيل إنه يطالب علنيًا المؤسسة المعنية واللي كان من قبله كلهم يتحذروا ألف مرة قبل توجيه كلمة لها... ولا إنه يطلب منها أكتر من ٢٠ مرة علنية مطالب الإصلاح وإنه يواجه ده ويتحمل تبعاته، واللي مش فاهم حسابات من سبقوا من السياسيين والرؤساء للمؤسسة دي يبقى مش فاهم شيء.
* لازم تعرف يا عزيزي إنك متقلش عني، إني محدش وقف في أزمتي وإنهم تخلوا عني جميعًا، عايز أقولك حاول تشوف الصورة صح بشوية حقايق وركز في المكتوب واللي مش مكتوب في الكلام الجاي:
* كان فيه قضيتين ساعتها متوازيتين أنا حصلت على البراءة النهائية الباتة من التهمة دي في القضية الأولى وده حكم منشور ومعروف، وده في ذات الدولة التي تتهم الآن إنها لا تدعم التنوير.
* القضية التانية ليها ملابسات مخيفة صعب تتكتب لكن عايز أقولك إنها مشيت في درجاتها القضائية لحد ما توقفت عند حد معين.
* عايز أقولك إنه مفيش رئيس في كل العصور تدخل بأي عفو قضائي في أي قضية رأي أصلا.
* وعايز أنبهك إن اسم التهمة مرعب "ازدراء الدين" رغم إنه ظالم لكن هو ده الوصف.
*وحابب أفكرك إنه الرئيس زي ما أنا قلت قبل كده ما كان عليه أن يتدخل في هذا الأمر الشائك جدًا وإنه كان ممكن تخلص الأيام الباقية في الحكم وأروح بيتي وخلاص، لكن الرئيس لم يسمع لكلام من ينصحون بالابتعاد عن ذلك وينصحون بالحسابات السياسية فتدخل بالعفو القانوني رغم كل المحاذير، وأرجع لي كرامتي لأنه بتدخله كان إعلانًا بأني على الأقل لم أزدر الإسلام استنادًا لحكم قضائي بات بالبراءة.
وتساءل بحيري: أليست تلك جرأة في مواجهة الظلاميين؟ أليس ذلك نصرًا للتنوير كله والشرفاء منه؟ فكيف يقول البعض عن الرئيس أنه لم يقف في أزمتي حينذاك؟
* وعايز أقولك إن كان في قضية أخرى في القضاء الإداري يطالب فيها رأس المؤسسة المعروفة التي تريد تكميم الأفواه بمنعي من الكلام من الأصل وكسبت هذه القضية أنا، أليست هذه عدالة أخدت مجراها ولو كنا في زمان آخر كانت الحسابات السياسية لها شأن آخر.
* أليس الآن ومن بلدي وليس غيرها أخرج أفكاري وآرائي بحرية من قلب مصر في برنامجي " البوصلة"؟
أليس إفساح المجال بجانب الألف برنامج للطرف الثاني؟
أليس ذلك دليل على سعي حقيقي من الدولة وقمتها لإفساح الهواء لحرية التعبير والتفكير؟ وبرنامجي " البوصلة " الوحيد في الوطن العربي من نوعه؟
واستطرد بحيري، بعيدًا عن كل هذا.. هل رأيت رئيس مصري يقول من داخل الكنيسة " هذا بيت الله " كما قال القرآن؟ كل السابقين كانت تحكمهم السياسة وحساباتها من ناحية الكنيسة.
هل رأيت رئيس مصري يقول صراحة الأفكار والنصوص القديمة للإسلام الفقهي تعادي الدنيا كلها؟
هل رأيت رئيس ولو تلميحًا يمكن أن يقول مثلما قال الرئيس بالأمس عن " حرية العقيدة "؟
وأخيرًا
أما أن الدولة ما زال فيها حزب النور أو وجود لأصوات سلفية أو توجهات متشددة في بعض القرارات أو الظروف، فهذا يا عزيزي أصل الصراع.. لن تستطيع محو ٥٠ سنة سلفية وجهل من عقول مجتمع كامل بما فيه بعض رؤوسه في مجالات عدة.
وأخيرًا تاني: هذا ما استعطت أن أوضحه أو المسموح بكتابته عن هذه الحقبة، ومن يتهمني بالتطبيل ليسأل نفسه منذ متى عرف عني هذا؟ ولماذا أفعله؟ ولما لا تناقش ما كتبته من حقائق نقاش عاقل متوازن؟ لكن الكره والاستقطاب أضاعا الحق في هذا البلد.
الرئيس يستحق أن يشكر على إنجازه الذي لم ينجزه غيره ممن قبله من رؤساء، وهذه حقيقة أكتبها بهذا الشكل المركز ولا أريد من كتابتها إلا مجرد أنها الحقيقة، والحقيقة أنه لن يمنعني وجود " المطبلين " أن أخشى من قول الحق مخافة أن يضعوني في قائمة معهم.. أنا لا أخشى شيئا أنا أثق بأن الناس تعرف من هو "إسلام بحيري".
الكلمات المتعلقة