الأقباط متحدون - عيد كل القديسين - الهالويين
  • ٠١:٠٧
  • الأحد , ٤ نوفمبر ٢٠١٨
English version

عيد كل القديسين - الهالويين

فاروق عطية

مساحة رأي

٤٦: ٠٨ م +02:00 EET

الأحد ٤ نوفمبر ٢٠١٨

Halloween
Halloween

 فاروق عطية  

   الهالووين أو هالويين (بالإنجليزية: Halloween) هو احتفال يقام في دول كثيرة ليلة 31 أكتوبر من كل عام وذلك عشية العيد المسيحي الغربي عيد كل القديسين، ولكنهما حقيقة عيدان مختلفان. مع أن كلمة هالووين (Halloween من Halloween) مشتقة من "عشية القديسين" (Hallows Even أي Hallows Evening) الني تفتتح به الأيام الثلاثة للسنة الطقسية للمسيحية الغربية المكرسة لاستذكار الموتى بما فيهم القديسون (hallows) والشهداء وكل المتوفين من المؤمنين وهذا فعلا أصل الاحتفال، إلا أن الهالويين كما يحتفل به الآن في دول كثيرة حول العالم متأثر من النسخة الأميركية، وذلك بفضل هيمنة الثقافة الأميركية على الإعلام في عصر العولمة، وهي نسخة بعيدة كل البعد عن الجذور الدينية، وتعتبر مناسبة ثقافية يحتفل بها الجميع.
 
   يعتبر الكثير من المؤرخين عيد "السمهاين"الذي كان يحتفل به أقوام"السيلتك"القدامى (أيرلنديين واسكوتلانديين وويلزيين) هو الأصل الذي تحول فيما بعد إلى عيد الهالويين. كان شعب السليتك يعتمد تقويماً قمرياً ولهذا لم يكن عيد إلههم سمهاين ثابتاً، لكن بعد اعتماد التقويم اليولياني الروماني صار عيدهم ثابتا في نهاية يوم 31 أكتوبر أي الليلة السابقة لعيد القديسين المسيحي. كان يوم السمهاين أول يوم من أيام السنة لدى السيلتك، كما أنه كان يوم الموتى، حيث كان الناس يعتقدون أن أرواح الموتى الذين ماتوا في تلك السنة يسمح لهم بالعودة والتجول على أرض الأحياء ويجب استرضاؤها لكي لا تصنع شراً. 
 
   ولتمثيل هذا الطقس كان الناس يزورون البيوت كما تفعل الأرواح ويطالبون باسترضائهم "يجمعون مالاً" كما كانت تُقدّم التضحيات البشرية في تلك الليلة الرهيبة. ولا تزال الكثير من المعتقدات التقليدية والعادات التي كانت تصاحب الاحتفال بعيد سمهاين تصاحب الاحتفال الذي يقوم به الناس في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر. ولعل أهم ما بقي من تلك العادات عادة تقديم بعضا من الحلويات والشراب للمحتفلين الذين يضعون الأقنعة ويرتدون أزياء خاصا بتلك الاحتفالات، ويطوف الأطفال من بيت لآخر ومعهم أكياس وسلال لملئها بالشوكولاته، يطرقون أبواب البيوت قائلين (تريك أور تريت) بمعني (خدعة أو حلوي) ويقصدون في الحقيقة (يا تقب يانلب) إذا حصلوا علي الحلوي ينصرفون فرحين وإن لم يعطوا قد يرشقون البيت بالبيض الفاسد. إضافة إلى عادة إشعال الحرائق في الهواء الطلق لطرد الأرواح الشريرة.
 
   قامت الكنيسة في بريطانيا بمحاربة هذه العبادات الشيطانية وممارساتها الدموية. مما دفع بأتباع تلك الديانة إلى المقاومة والمبالغة في احتفالاتهم، كتهديد كل من لا يعطيهم المال، والسخرية من الممارسات المسيحية كتزيين الهياكل العظمية ووضع اليقطينة المنحوتة وبداخلها شمعة موقدة للسخرية من تكريم المسيحيين لجماجم القديسين وبقاياهم.
 
   بعد انتقال العيد من ايرلندا مع المهاجرين الاولين الى الولايات المتحدة الاميركية اصبح شعاره القرع بدلا من البطاطس الشعار القديم في بلاد السيلتك، وعملوا على استثمار (الهالوين) تجاريا، فكان أول الرابحين منه صناعة الافلام في هوليوود، ففي العام الواحد تنتج عشرات الأفلام عن عيد الهالوين كأفلام الرعب والكرتون للأطفال. أما مصانع الألعاب و الحلويات والملابس تستعد لهذه المناسبة بصناعة وتسويق كميات كبيرة من المنتجات الخاصة بهذا العيد والألعاب والملابس باشكال هياكل عظمية ونماذج اليقطين والوطاويط ومصاصي الدماء والأشباح لتحقق بذلك مكاسب وارباح خيالية كل عام من جراء الاحتفال بعيد الهالويين. 
 
   ـ الهلوين في المسيحية: هو الليلة السابقة لعيد جميع القديسين الذي يأتي في الأول نوفمبر حسب التقويم الغربي (حسب التقويم الشرقي تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية في الأحد التالي لعيد العنصرة بعيد جميع القديسين). ويحتفل المسيحيون بالهلوين والذي كان يعرف بـ "هالوز إيف" ومعناه: عشية القديسين، وهي الليلة التي تسبق يوم القديسين الذي كان يعرف باسم "هالوز داي". وقد اشتق اسم هالويين من عبارة "هالوز إيف".
 
- الهلويين في الولايات المتحدة: يحتفل الأمريكيون من مختلف الثقافات والأديان بالهالووين، ويقوم العامة فيه بتزيين البيوت والشوارع باليقطين المزخرف والمضاء بالشموع، والألعاب المرعبة والساخرة. ويتنكر الجميع من كبار وصغار لكي لا تعرفهم الأرواح الشريرة حيث تقول الأسطورة بأن كل الأرواح تعود في هذه الليلة من البرزخ إلي الأرض وتسود وتموج حتى الصباح التالي. ويتنقل الأطفال من بيت لآخر وبحوزتهم أكياس وسلال لملئها بالحلوي والشيكولاتة في طقس يعرف بـ (خدعة أو حلوي)، ومن لا يعطي الأطفال المتنكرين الشكولاتة وحلوى الكراميل "تغضب منه الأرواح الشريرة". وهوليوود لم تتأخر عن هذا فقد أنتجت عشرات الأفلام عن الهالويين، منها أفلام رعب، كوميديا سوداء إضافة لأفلام كرتون للأطفال. كما تنشط مصانع الألعاب والحلويات والمحال التجارية حيث تحقق مناسبة الهالوين نشاطا تجاريا وزيادة في الإنتاج.
 
-الهالويين في كندا: يبذل بعض الناس الكثير من الجهد في تزيين منازلهم وساحاتهم وسياراتهم. يشيدون مقابر أو أبراج محصنة  متماثلة بالحجم الطبيعي ودعوة الأصدقاء لمشاهدة إبداعاتهم أو قد يقوم آخرون بتنظيم حفلات تنكرية للكبار أو الأطفال. تشمل الأنشطة الشعبية في الحفلات مشاهدة أفلام الرعب ومحاولة بث المزيد من الرعب بين ضيوفهم كي يقفزون في خوف. يخرج العديد من الأطفال للعب (تريك أور تريت). وهم يرتدون ملابس مثل الأشباح والسحرة والهياكل العظمية أو شخصيات أخرى وزيارة منازل خيرانهم، ويطرقون الأبواب، وعندما يجيب أحدهم  يقولون "خدعة أو تعامل". وهذا يعني أنهم يأملون في الحصول على هدية من الحلوى أو غيرها من الوجبات الخفيفة وأنهم يهددون بلعب خدعة إذا لم يحصلوا على أي شيء. عادة  يتلقون أكياس الحلوي أو الشبسي. هناك أنواع خاصة من المواد الغذائية المرتبطة بالهالويين. وتشمل أنواع من الحلوى في الحزم مزينة برموز الهالويين، والتفاح، والذرة المحمصة، والفشار والخبز أو القرع، والبيرة هالوين التي يتم إضافة اليقطين والبهارات إلى الهريس قبل تخميرها ، وتتوفر أيضا في المتاجر المتخصصة. كما يشارك الأطفال في التقليد الكندي الطويل الأمد "خدعة أو معاملة". وتقام مسابقات نحت القرع والإبداع في تلوين الملابس المخيفة والأقنعة المرعبة. 
 
ـ الهلوين في الفلبين: في 21 أكتوبر 2014 زرت الفلبين وقضيت بها 25 يوما، جاء عيد الهلوين خلالها ولاحظت أن الفلبينيون يحتفلون بعيد الهلوين ليلة 31 أكتور بوضع 7 شمعات موقدة في مداخل بيوتهم ويجوب الأطفال بعد صبغ وجوههم باللأوان المختلفة ولبس ملابس غريبة طالبين العطايا كما يفعل أطفال كندا والولايات المتحدة. وفي اليوم التالي (أول نوفمبر) مساء يحتشد الناس لزيارة المقابر للإحتفال مع موتاهم. في هذا المساء يكون الوصول للمقابر التي تبعد عن مترو مانيلا بما لا يزيد عن عشر كيلومترات، لكن للازدحام الشديد والأعداد الغفيرة من السيارات المتجهة جميعها لنفس المكان (المقابر) تستغرق الرحلة بالسيارة ما لا يقل عن ثلات ساعات وربما أكثر. وحين يصل الركب إلي المقابر تنتشر كل عائلة حول مقبرة زويهم يتناولون الطعام ويضعون صحنا من الطعام الذين يأكلوه فوق مقبرة المرحوم ..!!

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع