الأقباط متحدون - الله لم ولن يصب جم غضبه
  • ٠٤:٣٦
  • الأحد , ٤ نوفمبر ٢٠١٨
English version

الله لم ولن يصب جم غضبه

محفوظ مكسيموس

مساحة رأي

٣٩: ٠١ م +02:00 EET

الأحد ٤ نوفمبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 كتب: محفوظ مكسيموس

بعد كل حادثة إرهابية تحدث للأقباط في مصر نري سيل جارف من الكلام التخديري الذي ينتشر في وسائل التواصل الإجتماعي و غيرها و علي سبيل المثال لا الحصر( الله سينتقم للدماء ) ، ( الله سيعلن غضبه ) و ننتظر عدالة السماء و كثير من هذة الترهات الغير مدروسة.
 
و هنا تتجلي كل مظاهر الفساد التعليمي و تظهر ضحاياه فلو أمعنا النظر للتاريخ و إستحضرنا صفحاته سنري عجب العجاب من حوادث كارثية صفعت العالم كله بأنهار بل وسيول دماء كما حدث في الحرب العالمية الأولى و الثانية 
 
راح ضحيتها ( ٩٥ مليون شخص ) و مع ذلك لم يصب الله غضبه علي رواد الحربتين ولم ينتقم منهم بالرغم مما إقترفوه من جرائم ضد الإنسانية. 
إعمال العقل و التحليل الدقيق لما توصل إليه العقل المحدود عن كينونة الله تؤكد أن الله لا يتعامل بهذا الشكل السطحي الذي نقحمه به في طريقة تعاملنا مع الأمور.
 
أعلم يقينا أن الله لا يترك محبيه و لا يتجاهل الظلم ولكن إستراتيجية الله في هذا الأمر لا يعلمها إلا هو وحده وجميع الأحداث تؤكد أنه لا ينظر للأمور بعيوننا المحدودة الرؤي . ( بعيدة أحكامه عن الفحص و طرقه عن الإستقصاء ومن هو الإنسان حتي يفهم فكر الرب ؟) 
 
لذلك يجب علينا أن نتخلي عن تكهناتنا المنسوبة لعدل الله طبقا لأوجاعنا أو لأمنياتنا المبنية على القهر.
 
الله يحكم الطبيعة بأحكام الطبيعة و لا يتعارض هذا مع عدله مطلقا بل يتفق ويتسق تماما مع نزاهته وإحترامه لحرية الإنسان مصلحا كان أو عابثا .
 
أعلم يقينا أن هذة الجمل التخديرية نتيجة طبيعية لشعوب تتكلم في الدين أكثر من العلم و لكني أجد هذة الكلمات بمثابة دعاية للتغييب مكسوة برداء ديني و روحي كاذب. 
 
عندما تحل بنا الكوارث و تكبر مصائبنا سرعان ما نفكر في ( لماذ أراد الله ؟ ) ولماذا لم يمنع ؟!!! 
 
و لتأكيد صحة أطروحتي سأستشهد بحوادث دموية متفرقة حدثت في أماكن من منظورنا الديني هي أماكن الرذيلة كحادث ضرب نادي الشواذ جنسيا بأمريكا في العام الماضي و حوادث الدهس بألمانيا التي كانت لأناس متعددي العقيدة !!!! فهل يعقل أن ننسب لله السماح بهذة الحوادث لأنها لشواذ ؟ أو لملحدين ؟!!!! بالطبع لا وفي نفس السياق لا ينتظر الغربيين عقاب السماء للقتلة ولكنهم يناشدون حكوماتهم بردع الجناة و تنفيذ القانون دون إنتظار ردود السماء التي هي حصرية لله وحده. و من هنا يجب علينا أن نطالب فقط بتنفيذ القانون الأرضي والتشبث بحقوقنا كاملة دون أن نندب الحظ أو نعاتب الله ولنتذكر دائما أن الله يحكم الطبيعة بأحكام الطبيعة فلا تزجوا بإسم الله فيما يتناسب فقط مع ضعفنا و عدم مقدرتنا علي الحصول على حقوقنا