هذا الواقع يتطلب تدخل رئيس الجمهورية..ينبغي اختصار أمد عمل لجنة توفيق أوضاع الكنائس
يوسف سيدهم
مساحة رأي | بقلم -يوسف سيدهم
٠٩:
٠٩
ص +02:00 EET
الأحد ٤ نوفمبر ٢٠١٨
قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها (707)
في 28 أكتوبر الماضي -الأحد الماضي- انقضي ثلاثة عشر شهرا بالتمام والكمال علي بدء عمل اللجنة العليا لتوفيق أوضاع الكنائس التي استهلت أعمالها في 28 سبتمبر 2017, ومنذ ذلك التاريخ بلغ رصيد إنجازات اللجنة في الحالات التي نظرتها الآتي:
- 53 كنيسة ومبني خدمات صدر بموجبها قرار رئيس الوزراء رقم 17 لسنة 2018 في 2018/2/26.
- 167 كنيسة ومبني خدمات صدر بموجبها قرار رئيس الوزراء رقم 18 لسنة 2018 في 2018/4/16.
- 120 كنيسة ومبني خدمات صدر بموجبها قرار رئيس الوزراء رقم 41 لسنة 2018 في 2018/10/11.
أي أن إجمالي ما أنجزته اللجنة في عام وشهر منذ بدء أعمالها بلغ 340 كنيسة ومبني خدمات من إجمالي 3730 حالة مقدمة أوراقها للجنة- والجدير بالذكر أن الحالات التي قبلت أوراقها كانت جميعها مستوفاة للشروط الواجب توافرها, أي إنها غير خاضعة للرفض إنما خاضعة للبحث والدراسة وصدور القرار اللازم نحو توفيق وتقنين أوضاعها طبقا لما نص عليه قانون بناء وترميم الكنائس -القانون رقم 80 لسنة 2016 الصادر في 28 سبتمبر 2016.
وأعود لتحديث العملية الحسابية التي سبق وتناولتها في مقالي بتاريخ 2018/8/28 وهي أن اللجنة بموجب قرارها الأخير المشار إليه في 2018/10/11 قامت بفك أسر 120 كنيسة ومبني خدمات هي الدفعة الثالثة في مسار أعمالها وبذلك بلغت جملة الحالات التي نظرتها 340 حالة من إجمالي 3730 حالة, أي نسبة 9% من الحالات المناط بها نظرها, وهو ما ينبئ بأنه إذا استمر معدل عمل اللجنة علي ما هو عليه سوف تحتاج إلي نحو 12 سنة أخري لنهو أعمالها (!!) أي 13 سنة للانتهاء من مهمتها (!!).. وذلك يمثل تقدما عن المعدل السابق حسابه بعد قرارها بفك أسر المجموعة الثانية في أبريل الماضي حيث أشارت الحسابات أنها تحتاج إلي 17 سنة للانتهاء من مهمتها!!!
طبعا من يقرأ هذا الكلام قد يقول: هما الأقباط دول مفيش حاجة بتعجبهم؟.. لكن الحقيقة أنه مع تقديرنا لعمل اللجنة المشار إليها والتي تضم في عضويتها نخبة من المسئولين الذين يشغلون مناصب عليا وسيادية, ماتزال لدينا تحفظات قوية تبحث عن إجابات لكيفية تنفيذ روح القانون الذي استهدف تيسير بناء وترميم الكنائس وتقنين أوضاع الكنائس ومباني الخدمات التابعة لها والتي بنيت عبر أزمنة الأزمة حين كانت الأوضاع السياسية والأمنية تفرض شحا علي إجراءات ترخيص الكنائس وتتنكر لدساتير تنص علي كفالة حرية العبادة ومباشرة الطقوس الدينية لجميع المصريين, فكانت تغدق علي المسلمين بالمساجد وتحرم المسيحيين من الكنائس.. تلك كانت أزمنة الأزمة التي أفرزت كنائس ومباني خدمات تابعة لها تم بناؤها سرا متخفية في صور معمارية شتي إلا أنها كنائس (!!) واستمرت تقام فيها الصلوات والطقوس الدينية وتستضيف الخدمات الكنسية وتعرفها سلطات الإدارة والأمن لكن تستمرئ السكوت علي أوضاعها غير القانونية لسهولة الانقضاض عليها وإغلاقها وقت الحاجة بدعوي أنها أقيمت دون تراخيص!!
الآن تغيرت الأوضاع ومرت مصر بمحنة بعد ثورة 25 يناير 2011 تم فيها اختطافها ومحاولة تغيير هويتها, لكن أصالة المصريين جعلتهم يستشعرون الخطر ويتكاتفون وينزلون الشارع في 30 يونية 2013 لإنقاذ بلدهم.. وتم فطام مصر بمسلميها ومسيحييها.. وبزغ فجر جديد وحد بين المصريين علي أرضية المواطنة.. وتوافقوا علي دستور جديد عام 2014 كفل كل الحريات وعبد الطريق لإفراز التشريعات اللازمة لذلك ومنها قانون بناء وترميم الكنائس وتقنين أوضاع الكنائس القديمة كنائس أزمنة الأزمة… فهل يستقيم أن يتم إدراك ذلك بسرعة السلحفاة؟!!… إن العدل البطيء هو ظلم بجميع المقاييس, ولا يمكن أن نطلب من كنائس أو مباني خدمات تابعة لها أن تنتظر 13 سنة أخري حتي تحصل علي شرعيتها!!!
هناك شيء يتحتم مراجعته من قبل الدولة, وأتصور أن الأمر يستلزم صدور قرارات عليا بتشكيل لجنة متفرغة تماما لهذا العمل تتبعها إدارات تتناسب في عددها ومقوماتها الوظيفية مع سرعة إنجاز المسئولية الملقاة عليها.. أنا أقدر تماما الأعباء الجسام الملقاة أصلا علي المسئولين الذين تتشكل اللجنة منهم كل
في موقعه, لذلك ليس من المنطقي أن يتفرغوا لمباشرة عمل هذه اللجنة, بل الأمر يقتضي إيجاد جهاز متفرغ لهذا الاستحقاق الدستوري والوطني.
نقلآعن جريدة وطنى
الكلمات المتعلقة