ليله قتل المماليك
عبد المنعم بدوي
الثلاثاء ٣٠ اكتوبر ٢٠١٨
عبد المنعم بدوى
فى ساحة القلعه ... وعلى الحافه الحجريه جلسنا ...
ــ أتذكر سرداب المماليك ... يقولون أن الأرواح التى حصدتها سيوف الوالى محمد على باشا ، تتجمع فى بعض الليالى لتصرخ وتطالب بالثأر ... لعل الليله أحدى هذه الليالى ... بلهجه هجوميه لامبرر لها ، باغتنى وقال لى هات ماعندك !!
ــ أجبته .. هناك ثنائيه تحكم عالم البشر منذ أنسان الكهف وحتى اليوم ... ظالم ومظلوم ، حاكم ومحكوم ، قاهر ومقهور ، ونحن لانختار الطرف الذى ننتمى اليه ... الظروف هى التى تضعنا ، هى تضعنا كل يوم فى أختبار تكون فيه قيمنا ومبادئنا على المحك ، فقلما تجتمع المصالح والمبادىء معا .
الأم لاتسكت عن خطأ يفعله زوج أبنتها مع أبنتها ، وتجدها تسكت عن خطأ أكبر منه يفعله أبنها مع زوجته .
الواجب أن تحكم على التصرف بالخطأ والصواب بغض النظر عمن قام به ، فالخطأ خطأ ولو قام به من تحب ، والصواب صواب ولو قام به من تكرهه ... كل ظلم تراه ولاتحرك لتغييره ساكنا أنت شريك فيه ، أن أعلى المراتب الأنسانيه أن لايرضى الأنسان لغيره مالايرضاه لنفسه بغض النظر أحب أم كره .
طلع الفجر من خلف مآذن وقباب مسجد محمد على ... ولم يعد السرداب مظلما كما كان ، وخفتت صرخات المماليك المطالبه بالثأر ... سرت فى الطريق حتى الحق النوم قبل طلوع الشمس .