بين الدجل والإيمان
ماجد سوس
٣٩:
٠١
م +02:00 EET
الثلاثاء ٣٠ اكتوبر ٢٠١٨
كتب: ماجد سوس
كثرت في السنوات الأخيرة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة مقلقة جدا لأنها ليست فقط ضد الإيمان المسيحي ولكنها ضد العقل المستنير الذ أوجده الله في أولاده وضد حتى الفكر الإنساني كما أنه إهانة شديدة جدا للقديسين وإيمانهم ..
وهذه الظاهرة يا أحبائي هي تلك الرسائل والخطابات الموجهة لتضليل الشعب بحجة انها مرسلة من القديسين وانه عليك إرسالها لعدد معين من الأشخاص وانها ستأتي عليها بالبركات وتنعم عليك بالخيرات ولكن إن أهملت او تهكمت أو تقاعست أتت عليك بالأوجاع والأمراض والخراب والفشل .
حزني الشديد ليس على الذي يذهبون وراء تلك الخزعبلات إيمانا بها بقدر حزني على الذين يفعلوها بحجة أنهم غير مقتنعين بها ولكنهم يريحون ضمائرهم ويسكتون مخاوفهم علها تكون صحيحة بحجة ان هذا لا يكلفني شيئاً وعن هؤلاء وأولئك أقول أن هذا الدجل له دلائل كثيرة محزنة وكأن الله يقول لك كما قال لفيلبس أنا معك كل هذا الزمان ولم تعرفني .
الإله الذي سفك دمه من أجلك وقبل أن يهان ويحتقر ويجرح ويذوق آلام فوق تحمل البشر ليخلص هو نفس الإله الذي يُهلكك إذا لم ترسل رسالة أو إذا شككت فيها . الإله الذي كسر السبت من أجلك ورفض رجم الزانية وستر عليها واعطاها فرصة التوبة يهلك إنسان من أجل رسالة !.
الإله الذي كسر الفرائض وهاجم اليهود بشدة وأعطاهم الويلات لأنهم يجرون وراء الحرف يرسل قديسيه ليهددوك بالمرض والعذاب من أجل كتابة رسائل . الاله الذي غير تاريخ البشرية بمحبته الذي قال: فمن منكم، وهو أب، يسأله ابنه خبزا، أفيعطيه حجرا؟ أو سمكة، أفيعطيه حية بدل السمكة؟ أو إذا سأله بيضة، أفيعطيه عقربا؟ فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري الآب الذي من السماء، يعطي الروح القدس للذين يسألونه؟.
كل من شارك في هذا العمل سواء بإرسال تلك الرسائل أو بإعادة نشرها هو شخص ينكر الإيمان بالمسيح بل وينكر عمل الخلاص كله الذي إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الصك الذي كان ضدا لنا، وقد رفع - هذا الصك - من الوسط مسمّرا إياه بالصليب. الإله الذي إذ جرد الرياسات والسلاطين والشياطين وأشهرهم جهارا، ظافرا بهم منتصرا عليهم في الصليب هذا الإله يسمح لهم بإذائك وعقابك لأنك لم ترسل تلك الرسائل لتحصل على ثوابك.
كلنا يعلم أنه لا يوجد ثواب وعقاب في المسيحية فكل ثواب هو نعمة من الله أجزلها على البشرية وأهمها نعمة الفداء التي تفوق كل ثواب البشرية وهي هبة مجانية قدمها يسوع دون مقابل أما العقاب فيجلبه الإنشان على نفسه ولا يجلبه الله له حتى ان هناك أناس لن يحتاجوا إلى محاسبة من الله لأنها يحن سيرونه سيحاسبون أنفسهم وسيشعرون أنهم يستحقون الموت حتى أنهم سيصرخون طالبين والآكام ان تغطيهم واجبال أن تسقط عليهم بعد أن إنكشفت حياتهم أمام الرب.
أحبائي أوقفوا نشر هذا الدجل واعلموا ان يسوع المسيح له كل المجد وعائلته العذراء الحنون مريم وكل القديسين لا ينتقمون ولا يجلبون شراً لأحد وإن إلهنا غير مجرِّب بالشرور وهو محب البشر الصالح الذي يحزن حين يرى أولاده وكأنهم لا يعرفونه خاصة إن هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته .. فهل بعد كل هذا الزمان ولا تعرفه.
الكلمات المتعلقة