هل المكملات الغذائية آمنة وذات مفعول؟
صحة | الشروق
الأحد ٢٨ اكتوبر ٢٠١٨
كانت قصة رجل انتهى به الحال إلى إجراء عملية زرع كبد بسبب تناول أقراص الشاي الأخضر هي الدافع إلى عودة موضوع المكملات الغذائية إلى عناوين الأخبار، وسوف نستعرض فيما يلي بعض المخاطر التي ينطوي عليها تناول هذه المكملات.
بدأ جيم ماكانتس تناول أقراص خلاصة الشاي الأخضر آملا في إعطاء دفعة قوية لصحته نحو التحسن، لكن هذه المادة أدت - على ما يبدو - إلى أثر عكسي على صحته بعد أن ألحقت أضرارا بالغة بالكبد، واستدعت سرعة إجراء عملية زرع كبد له
وقال خبراء إن تجربة مثل تلك التي خاضها ماكانتس تُعد "نادرة جدا".
وتخضع المكملات الغذائية لمعايير الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالأمن والسلامة والمعلومات الصحية التي يروجها المصنعون لمنتجاتهم.
وهناك في الغالب، اعتقاد بأن المكملات التي تصنعها أسماء كبيرة تكون آمنة، شريطة اتباع تعليمات الاستخدام المدونة على المنتج بمعرفة المصنعين، وفقا لأطباء.
لكن هناك اعتقادا خاطئا بأن المكملات الغذائية ليس لها أضرار، وفقا لواين كارتر، أستاذ الطب بجامعة نوتنغهام.
إذ إن تناول جرعات مبالغ فيها من هذه المنتجات، أكثر من الكميات الموصى بها، يشكل خطرا على الصحة. وبينما يتخلص الجسم في أغلب الأحيان من الكميات الزائدة عن حاجته من المواد الغذائية التكميلية، قد يشكل الإفراط في هذه الأقراص خطرا على الجسم، إذ قد تتحول إلى مواد سامة، تضر الكبد على وجه التحديد، وهو العضو المسؤول عن تنقية الدم من المواد السامة التي قد تدخل إليه.
وربما يكون بعضنا يعاني من ضعف قدرة الجسم على التفاعل الحيوي مع بعض المواد التكميلية، وهو ما يمكن أن يتحكم في كيفية تأثيرها علينا.
وقال كارتر إن "التحذير من تناول المكملات الغذائية يستند إلى أنها قد تكون مفيدة مع عدد كبير من الناس، لكن ذلك ليس مضمونا للجميع."
لكن إذا كانت هناك أضرار من تناول هذه المنتجات، فما هي الفوائد الصحية التي يمكن تحصيلها من تناولها؟
يعترف الخبراء بالأثر الصحي الإيجابي لبعض المكملات الغذائية، وتنصح الهيئة الوطنية للرعاية الصحية في بريطانيا النساء الحوامل بتناول مكملات حمض الفوليك حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل للحيلولة دون تعرض الأطفال للتشوهات الشائعة أثناء الولادة.
وقالت الحكومة البريطانية هذا الأسبوع إنها تدرس إضافة هذا الحمض إلى الدقيق بعد مطالبات متكررة بهذا التحرك من قبل خبراء.
كما تتمتع مكملات فيتامين "د" الغذائية بأهمية كبيرة للأطفال الرُضع والأكبر سنا وغيرهم من مختلف الأعمار ممن لا يتعرضون لأشعة الشمس، من بينهم المرضى الذين يتلقون رعاية طبية في المنازل والمصابين بالهزال، أو من يرتدون ملابس تغطي أغلب الجسم خارج المنزل. كما يُنصح بتناول مكملات هذا الفيتامين للجميع بصفة عامة.
وقد ينتج عن نقص فيتامين "د"، الذي غالبا ما نحصل عليه أثناء التعرض لأشعة الشمس، تشوهات في العظام مثل الإصابة بالكساح لدى الأطفال أو لين العظام لدى الكبار.
وقال بنيامين جاكوب، أخصائي طب الأطفال بالمستشفى الملكي لجراحات العظام، إنه "منذ مئات السنين كان أغلب الأطفال في لندن يصابون بالكساح، وهي الظاهرة التي اختفت تقريبا بعد إعطاء مكملات فيتامين د الغذائية للأطفال."
كما يُحقن الأطفال الرضع بجرعة من فيتامين "ك" بعد 24 ساعة من ميلادهم لوقايتهم من الإصابة باضطرابات، نادرة لكن خطيرة، في الدم.
علم دائم التطور
وقال جاكوب إن المكملات الغذائية ضرورية أيضا لمن يتبعون حمية غذائية قاسية ومن يعانون من الأنواع المختلفة من الحساسية.
ونصحت الهيئة الوطنية للرعاية الصحية النباتيين بتناول مكملات فيتامين "ب 12" الغذائية لأنها لا توجد إلا في الأغذية المنتجة من مصادر حيوانية.
رغم ذلك، لا تزال الأدلة على الفائدة الصحية لباقي أنواع المكملات الغذائية ضعيفة.
فعلى سبيل المثال، أكدت هيئة الرعاية الصحية أنه من الممكن أن يحصل الجسم على كل ما يحتاجه من خلال نظام غذائي متوازن دون الحاجة إلى مكملات غذائية من الفيتامينات باستثناء فيتامين "د".
ولم تظهر أية أدلة على الفوائد التي يحصلها القلب والقوى الدماغية من أقراص زيت السمك. وكشفت تجارب علمية أن الفوائد المزعومة لأقراص زيت السمك لصحة القلب "ضعيفة" على أحسن تقدير.
وقالت سام جيننغ، مدير شركة بيري أوتاواي وشركاه للاستشارات في مجال المكملات الغذائية، إن "علم التغذية دائم التطور، ودائما ما يكون هناك جديد في هذا المجال."
وأضافت: "بات من الواضح أن فوائد المكملات الغذائية لا تظهر على الجميع دائما لأن تحصيل هذه الفوائد يعتمد على مدى حاجة كل فرد إلى تحصيل تلك الفوائد اعتمادا على مصدر غذائي إضافي."
ونصح كارتر بأن يحصل الناس على إرشادات من خلال الإطلاع على الأدلة العلمية التي تدعم فوائد أي نوع من أنواع المكملات الغذائية قبل تناوله مع الحرص على الاطلاع على أي تحذير قد يكون مدونا عليها.