رئيسة اثيوبيا أمراة : تحديث ام ارتباك او تعددية عرقية
سليمان شفيق
١٥:
١١
م +02:00 EET
الجمعة ٢٦ اكتوبر ٢٠١٨
كتب : سليمان شفيق
اختار البرلمان الاثيوبي امراة رئيسة للبلاد لأول مرة في تاريخها،تري هل هذا تطور وتحديث ام تعبير عن توافق نوعي وديني وقبلي ؟
ربما تصريحها الاول يلخص جوهر المتغيرات حيث قالت :
"التغييرات التي أنجزت حاليا في إثيوبيا يقوم بها رجال ونساء معا واندفاعهم سيؤدي إلى ولادة إثيوبيا حرة من كل تمييز ديني او اتني او على أساس الجنس"
وكانت اثيوبيا قد تعرضت في السنة الاخيرة لمتغييرات عرقية مهمة ، منها تعيين اول رئيس وزراء مسلم للمرة الاولي في تاريخ البلاد .
كانت سهلي ورق حتى اختيارها رئيسة ،الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في الاتحاد الأفريقي.
جاء ذلك الاختيار من البرلمان الإثيوبي، بعد استقالة الرئيس ملاتو تشومي ، واقرار البرلمان هذة الاستقالة الذي كان يشغل هذا المنصب من 2013 ، وينتمي أيضا إلى الأورومو وقد استقال قبل عام من انتهاء ولايته الرئاسية.
ولم تقدم أي تفسيرات لاستقالة مولاتو، لكن المراقبين يرون أنها جاءت نتيجة لمفاوضات جارية بين الأحزاب الأربعة في التحالف الحاكم "الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي
ورئيس إثيوبيا هو رئيس الدولة رسميا لكن صلاحياته رمزية وفخرية، ويتركز الجزء الأكبر من السلطة بين يدي رئيس الوزراء الذي يمثل بلده في اجتماعات القمة الدولية الكبرى
وكان التحالف الحاكم قد اختار أبيي أحمد"مسلم " لرئاسة الحكومة ليكون أول رئيس للوزراء ينتمي إلىالأورومو، أكبر مجموعة إثنية في البلاد
وبدأ أبيي منذ ذلك الحين برنامجا واسعا لإصلاحات شمل الإفراج عن منشقين وفتح أفق ديمقراطية وسلام مع إريتريا المجاورة، وقد عين مؤخرا حكومة تشغل النساء نصف مقاعدها
نساء رئيسات في دول أفريقية
اما عن سهلي ورق هي رابع رئيس للبلاد منذ إقرار دستور 1995، الذي ينص على انتخاب الرئيس لولايتين على الأكثر كل منها ست سنوات
ولدت سهلى ورق بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لأب كان ضابطا كبيرا فى الجيش الإمبراطورى فى عهد الإمبراطور هيلي سلاسي.
حصلت سهلي وهى فى السابعة عشر من عمرها على منحة من فرنسا لدراسة العلوم الطبيعية في جامعة "مونبيلييه"، قضت 9 سنوات فى فرنسا من أجل التحصيل الأكاديمي، شغلت العديد من المهام بوزارة الخارجية الاثيوبية بينها مديرا عاما للشؤون الأفريقية ومنها : سفيرة ممثلة دائمة لدى الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا "إيغاد"، سفيرة لإثيوبيا لدى فرنسا عام عينت مديرا عاما لمكتب منظمة الأمم المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي عام 2013.
شغلت منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للمنظمة الدولية، اضافة الي ترأسها قسم العلاقات العامة فى وزارة التربية والتعليم الاثيوبية.
نعود الي التعددية الدينية في اثيوبيا : وطبقاً لآخر إحصاءٍ وطني للسكان 2007 ،يشكل المسيحيون 66.5% مِنْ سكانِ البلادِ (43.5 % أرثوذكسي أثيوبي، 19.3% طوائف أخرى كبروتستانت وكاثوليك)، مسلمون 30.9%، وممارسو المعتقداتِ التقليديةِ 2.6% ـ كتابَ حقائق وكالة المخابرات المركزيةِالامريكية ــ.
المسيحية أرثوزكسية لَها تاريخ طويلة في إثيوبيا تَعُودُ إلى القرن الأولِ، ولها حضور مهيمن في وسط وشمال إثيوبيا، والبروتستانتية لَها وجود كبير في جنوب وغرب إثيوبيا. هناك أيضا مجموعة قديمة صغيرة مِنْ اليهود، (يسمون ب بيت إسرائيل)، يَعِيشُون في شمال غرب إثيوبيا، مع ذلك أكثرهم هاجرَ إلى إسرائيل في العقود الأخيرة للقرنِ العشرين كجزء مِنْ مهماتِ الإنقاذِ التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية، عملية موسى والعملية سليمان يَعتبٍر بَعْض العلماءِ الإسرائيليينَ واليهودِ هؤلاء اليهود الأثيوبيينِ بأنهم القبيلة الإسرائيلية المفقودة، وبدأ الاسلام في اثيوبيا 615 م ، ويصل عدد المسلمين الي 25 مليون ويعد الديانة الثانية بعد المسيحية .
اما عن التعدد القبلي والعرقي فالقومية الأمهرية: تنتشر في شمال البلاد، تقدر نسبتها بـ 25%، حكمت البلاد لعقود، ومن أبرز السياسيين الذين ينتمون إليها الإمبراطورهايليسيلاسي، وقبله الإمبراطور مينيليك (1889-1913)، وبعده نظام “ديرج” لمينغيستوهايلي مريم هيمنت هذه القومية على جميع القوميات الأخرى وجعلوا لغتهم لغة البلاد الرسمية، استعادت السلطة من التجريين الذين يقطنون ولاية تجرى بوصول مينيليك الثانى إلى الحكم عام 1889 ، والأمهرية هي لغة جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، حيث تعتمد في المراسلات الرسمية، وهي لغة الجيش الإثيوبي ولغة الماركات التجارية وغيرها.
القومية الصومالية: تقدر نسبة هذه القومية بنحو 6.2%، ويقطن سكانها في إقليم أوغادين الذي يعرف بالإقليم الخامس بحسب التقسيم الإداري الإثيوبي، وقد ضُمَّ إلى إثيوبيا منذ عام 1954.. تنتمي الغالبية العظمى من السكان إلى الأعراق الصومالية، وخاصة قبيلة الأوغادين إحدى قبائل الدارود، كما توجد فيه جماعات الدناكل، وهناك جالية عربية استقرت في المنطقة واختلطت بالسكان منذ عهد قديم. طائفة تيغراي: تقطن منطقة صغيرة تقع على حدود البلاد الشمالية مع إرتيريا، تشكل نحو 6.1% من سكان إثيوبيا، ورغم ذلك فهي العرقية التي تحكم إثيوبيا منذ تولي ميليسزيناوي السلطة عام 1991. وتسيطر تيغراي على قوات الجيش، إذ إن نسبة 99% من ضباط قوات الدفاع الوطني من هذه الطائفة، ونسبة 97% منهم من نفس القرية، فيما عدا رئيس الوزراء المستقيل، هيلاميريامديسيلين الذي ينتمي إلى طائفة “وولايتا” التي تشكل معظم سكان منطقة الأمم والجنسيات والشعوب الجنوبية. ولم يكن لعرقية التيغراي تأثير على الحياة السياسية، لكونهم لا يشكلون حجما سكانيا يحسب له، غير أن بروز “الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي” بزعامة زيناوي عام 1989، قلب المشهد السياسي في البلاد، حيث تولى زعامة البلاد من عام 1991 حتى وفاته 2012 .
من تلك المنطلقات اصبحت الرئيسة امرأة ورئيس الوزراء مسلم .
وشغلت نساء من قبل منصب رئيس الجمهورية في عدد من دول أفريقيا وهن إيلين جونسون سيرليف التي أصبحت في 2005 أول سيدة تتولى أرفع منصب في بلد في ليبيريا وأفريقيا وانتهت ولايتها في 2018، ورئيسة موريشيوس السابقة أمينة غريب فقيم غريب التي استقالت في مارس 2018 لتورطها في فضيحة مالية.
وفي ملاوي شغلت جويس باندا منصب الرئاسة من 2012 إلى 2014 بعد وفاة سلفها بينغو وا موثاريكا.
الكلمات المتعلقة