كلمة حق للتاريخ
عبد المنعم بدوي
الاربعاء ٢٤ اكتوبر ٢٠١٨
عبد المنعم بدوى
انتهت خدمتى العسكريه ، بانتهاء العمليات العسكريه فى عام ١٩٧٤ ، وعدت الى الحياه المدنيه بعد ٧ سنوات قضيتها فى القوات المسلحه ، شاركت فيها فى حرب الاستنزاف ، والتدريب والاعداد لحرب اكتوبر ، ثم العبور وتطوير الهجوم فى سيناء .
سعيت فى تلك الفتره وانا ضابط صغير ، الى اتقان فنون القتال ، بكثرة القراءه فى مختلف العلوم العسكريه ، ان الثقافه العسكريه ، هى التى تميز مقاتل عن الاخر ....
قرأت كتب التاريخ العسكرى ونشأة الجيش المصرى منذ ايام الفراعنه ، فهو اعرق واقدم مؤسسه عسكريه فى التاريخ ، وايضا تاريخ الجيش النظامى الذى اسسه محمد على باشا ، لأول مره من ابناء الفلاحين المصريين منذ ايام الفراعنه ، والكتب التى صدرت عن الحربين العالميتين الاولى والثانيه ، ومعظم كتب الاستراتيجيات العسكريه ، والمعارك الحربيه الكبرى ... الخ
الجيش هو الجندى البسيط والرتب الصغيره من الضباط ، فمهما كانت الخطط رائعه ومحكمه لا يمكن تنفيذها اذا عجز الجندى او الضابط الصغير عن تنفيذ المهام الخاصه به ...... لذلك فإن كل الانتصارات والانجازات ، هى فى الاساس انتصارات وانجازات الجنود البسطاء من ابناء الشعب المصرى من الفلاحين والصعايده ... هم الاصحاب الحقيقيين لهذه الانتصارات .
تقوم الحياه العسكريه على اسلوب كسر الاراده ، والسمع والطاعه ، والاذعان للاوامر والتعليمات ، والولاء ، والاستعلاء ، والكبرياء ، والقهر ...... كلها ممارسات قابله للاستخدام داخل المؤسسات العسكريه ، لكنها ممارسات لا تصلح فى المجتمعات المدنيه .
يرى العسكريون ان المواطنون الذين ينامون ويستيقظون تحت غطاء من الامن والامان ، الذى يوفره لهم العسكريون .... لابد ان يقابلها الحمد ، بنزاهتهم ، وحكمتهم ، وتضحياتهم ، وبطولاتهم ، فالاوغاد من اهل الشر المحتجين ، والمعترضين ، والحالمين ، والمثقفين ... كل هؤلاء المدنيين ... ليس لديهم فكره عن الدفاع عن الامه ، وهم يتسببون فى " اضعاف الدوله " بل وسقوطها .
الذى كاد ان يسقط الدوله هو فشل العسكريين فى ادارة المعارك وادت الى هزيمة ١٩٦٧ ، التى ادت الى انهيار الجيش بالكامل ..... ولم تسقط الدوله ، كانت الدوله بدون جيش ولم تسقط ..... الذى منع الدوله من السقوط هو " الشعب " ... الشعب هو الذى التحق بالجيش ، حتى يتمكن من تحرير الارض ، وسقط منهم مئات الالاف من الشهداء والمصابين .
عاشت مصر حره لابناءها المصريين ، ورحم الله شهدائنا الابرار ، فقد ضحوا بارواحهم حتى نعيش