الأقباط متحدون | الإخاء الانسانى وكيفية علاج التعصب الطائفي والمذهبي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٨ | الأحد ٣١ يوليو ٢٠١١ | ٢٤ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الإخاء الانسانى وكيفية علاج التعصب الطائفي والمذهبي

الأحد ٣١ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : أحمد صبح
إن الوضع اللذى نعيشه من الاحتقان الطائفي والصراعات المذهبية ما أزمته بالتحديد ؟ وما ملامحه وماذا يريد منظروه ؟ وما مواقفهم ؟ وهل لهم منهج محدد ؟

إن الامى ببساطه أراه ان أفعالهم لا تخضع لمنطق ومواقفهم غير معلله فالواحد فيهم ضائع تائه شريد لا يعرف ما يريد يتكلم ويفعل ويعتذر غدا إنها أمراض عقد النقص المتغلغلة في النفوس فهو ينسي صورة الأخر وهو يعيش دون اى منهج فكرى أو حياتي انه رجل ضد المشاريع وحين يستخدم ضمير المتكلم فأنا رجل من دون أمل أو هدف إنها شخصية تجريبية هشة وغير متمرسة بوقائع الحياة العامة القائمة على التنوع والتعدد فهي شخصية لا تقف على ارض بدل تدور في فلك تجريدي بعيد عن أي واقع ولا تكاد تدنو من الواقع حتى تصطدم معه وتعلن رفضها له إلى حد التدمير فكيف العلاج إذا ؟
لا يمكن ان يكون السبيل بكبح أو كظم استحضار الهوية بشكل عام لان الهوية بداية يمكن ان تكون مصدرا للثراء والدفـء كما يمكن ان تكون مصدرا للعنف والترويع ليس من المعقول ان نعتبر الهوية شرا على العموم فعنف الهوية العدوانية يمكن مواجهته بالقوة المحركة لهويات منافسة هذه الهويات المنافسة تشمل المعنى العريض للإنسانية وللأديان السماوية فمثلا يمكن ان يتعرض احد العمال السنة في العراق لضغط يجعله يعتبر نفسه احد أفراد السنة ولا شيء آخر ويري انه مدفوع لقتل أبناء الطائفة الشيعية والعكس والحق انه ليس مجرد شخص سني فقط بل هو مسلم وعراقي واسيوى وعربي وعامل وكائن بشري فلا بد من الاعتراف بهذه الهويات المتعددة لإدراك دور الاختيار في تقرير مدى قوة الإقناع والاعتبارات وثيقة الصلة اللتى تنطوي على هويات معينة متعددة الإشكال بشكل لا مفر منه

في لقاء مشهور قال الممثل الانجليزي بيتر سيلرز كان المعتاد ان يكون هناك أنا لكنى ازلتها بعملية جراحية تلك الإزالة هي اعتراض قوى وكاف لكن ليس اقل راديكاليه وجوهرية من عملية جراحيه لزرع أنا الحفيفية يقوم بها آخرون عازمون على جعلنا مختلفين داخل الديانة أو الوطن ليمهدوا الأرض للدفن والاضطهاد والترويع.

معظم الناس هم أناس آخرون عبارة مبهمة اعملها اوسكار وايلد قد يبدو هذا القول كواحدة من خياله المفرط لولا ان وايلد دافع في هذه الحالة عن رأيه بتقديم حجة مقنعه فقال أفكارهم أراء أشخاص آخرين وحياتهم محاكاة وعواطفهم اقتباسات إننا فعلا في الواقع نتأثر إلى درجة مدهشة بالناس اللذين نرى أننا نشترك معهم في هوية واحدة فلو إنني اعمل صحفيا في الواشنطون بوست مثلا فانا مصري اعمل في صحيفة أمريكية واكتب على ورق استرالي بقلم سويدي بحبر مكسيكي عن قضية في القوقاز أتدرون كيف حويت العالم في هذه الصورة ؟

يقول امارتيا صن منذ بضع سنوات كنت عائدا إلى انجلترا من رحلة قصيرة في الخارج كنت في ذلك رئيس كلية ترينيني في كامبريدج وفى مطار هيثرو فحص ضابط الهجرة جواز سفري بعناية ثم سألني سؤال فلسفيا يتسم ببعض التعقيد فبينما ينظر إلي عنوان بيتي في استمارة الهجرة منزل رئيس الجامعة / كلية ترينيني كامبريدج سالنى عما إذا كان رئيس الجامعة اللذى هو من الواضح إنا أتمتع بكرم ضيافته صديقا مقربا لي ؟

وهنا توقفت برهة حيث لم يكن واضحا لي تماما أن كان أن ادعى اننى صديق مقرب لنفسي وبعد بعض التأمل توصلت إلى نتيجة مفادها إن الإجابة لا بد أن تكون بنعم حيث اننى غالبا ما أتعامل مع نفسي بمودة واضحة وبالإضافة إلى ذلك عندما أتفوه بأقوال سخيفة سرعان ما أجد انه مع أصدقاء مثلى فلست في حاجة إلى أعداء.

إن هذه المحادثة تذكر دائما إذا كان ثمة حاجة إلى المرء فإن تلك الهوية يمكن أن تكون أمرا معقدا فليس ثمة بالطبع صعوبة في إقناع أنفسنا بأن شيئا يطابق نفسه ولكن يزداد التعقيد كثيرا عندما نغير انتباهنا من فكرة أن يكون المرء متطابقا مع نفسه إلى فكرة التطابق في هوية واحده مع آخرين من جماعة معينة والحق أن كثيرا من القضايا الاجتماعية والسياسية المعاصرة تدور حول ادعاءات متضاربة لهويات بائسة تختص بجماعات مختلفة حيث أن مفهوم الهوية يؤثر بوسائل مختلفة في أفكارنا وأفعالنا

وأخيرا كيف نقضى على هذا العنف البني على الدين أو الطائفية
1 من خلال نشر قادة دينيين مختلفين ذوى قناعات أكثر اعتدالا ظاهريا واللذين يشحنون للتغلب على المتطرفين في معركة داخل الدين نفسه وذلك من خلال إعادة تعريف مناسب لمتطلبات الديانة المعنية
2 لا بد من إقناع أنفسنا بأن الزمن الماضي والحاضر قد يكونان كلاهما حاضرين في الزمن المستقبل وهذا يتوقف على كفاءة الصوت العام المتعقل داخل الديانة وعبر العالم
3 تفهيم الناس إن الشعور بالهوية قد يقتل وبلا رحمة عندما يقتصر الانتماء على جماعة واحدة لأنه يحمل معه إدراكا لمسافة البعد والاختلاف عن الجماعات الأخرى.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :