الأزهر: اختلاف العقائد ليس ذريعة للنيل من إنسانية وكرامة الآخر
أماني موسى
الجمعة ١٩ اكتوبر ٢٠١٨
كتبت – أماني موسى
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن اختلاف العقائد لا ينبغي أن يكون ذريعة للتّهكّم على الآخر، أو النَّيل من إنسانيّته، فمكارم الأخلاق أصَّلَتها جميع الرسالات التي أنزلها الله على أنبيائه عليهم السّلام، قال الله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13].
وأضاف، إنّ تعاون أهل الأديان المختلفة على نشر الخير، وبثّ السّلام في النّاس ضرورة حياتيّة لا بديل عنها، وقد أثبتت تجارب الأمم هذه الحقيقة، وأكّد عليها القرآن من مئات الأعوام، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، وممّا جاء في دستور المدّينة: " وَإِنَّ بَيْنَهُمْ – أي بين المسلمين واليهود- النَّصْرَ عَلَى مَنْ حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النُّصْحَ وَالنَّصِيحَةَ، وَالْبِرَّ دُونَ الإِثم..." [سيرة ابن هشام، 2/ 107، 108].
وشدد أن التسامح الدّيني، والتعايش السلمي، ونبذ التطرف، قيم عظيمة جاء بها الأنبياء جميعًا من سيّدنا آدم إلى سيّدنا محمد عليهم الصلاة والسلام، وقد تَجلَّى ذلك في الدّستور العظيم الذي وضع موادّه سيّدنا رسول الله في المدينة، وكان من أعظم موادّه: " وَإِنَّ يهودَ بَنِي عَوْف أُمَّةٌ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ، لِلْيَهُودِ دِينُهُمْ، وَلِلْمُسْلِمَيْنِ دِينُهُمْ مَوَالِيهِمْ وَأَنْفُسُهُمْ، إلَّا مَنْ ظَلم وأثِم، فَإِنَّهُ لَا يُوتِغ -أي يُهلك- إلَّا نفسَه، وأهلَ بَيْتِهِ " [سيرة ابن هشام، 2/ 107].
التعرّف على الآخر، واحترامه، وعدم ازدراء معتقده، أمور تساعد على إيجاد بيئة اجتماعيّة مُتماسكة، وصحيّة، تتعاضد فيها الأديان لبناء وطن عظيم؛ يصعب على العدو اختراقه، وهذا ما أكّدته رسالة الإسلام، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].