د – محمد طه : الشوفان والتقديس والتوأمة الاحتياجات الثلاثة في تكوين النفس البشرية
رومانى صبري
٣٩:
٠٦
م +02:00 EET
الاربعاء ١٧ اكتوبر ٢٠١٨
كتب – روماني صبري
" بعد نجاح محاضرته أصل و 100 صورة ، والتي نظمتها مكتبة النشء في مكتبة الإسكندرية ، يعود أستاذ الطب النفسي الدكتور محمد طه من خلال الورشة الفنية النفسية في محاضرة أنا أستاهل ، دكتور الطب النفسي الذي استطاع الانتصار على مواقع الطب النفسي و كل الخبراء في هذا المجال ليصبح الرائد النفسي الأول للشباب المصري ، خلال السطور التالية سوف نتعرف على أهم ما قاله أستاذ الطب النفسي الدكتور محمد طه "
يوجد نوع من العلاج النفسي يسمى العلاج بالسينما
يتم عرض فيلم لبعض الأفراد كي يحرك مشاعرهم ويوقظ بعض الأحاسيس المعينة لديهم ، والذكريات التي تخصهم وتخص المقربون منهم ، ويكون هناك تفاعل بين هؤلاء ومن يدير الجلسة ، ومن خلال تلك الجلسات يتم توصيل رسائل تساهم في تحسين النفسية وتغيرنا إلي الأفضل .
مفهوم أنا أستاهل ... يعني إيه أنا أستاهل ؟
عندما نولد يكون تكوين النفس البشرية ضعيف جدا وهش جدا ، مثله مثل التكوين الجسماني ، شيء ضعيف مازال يتكون ، يسمونها جزر منعزلة عن الوظائف النفسية ، بمعنى لا يوجد نفس بشرية كاملة ، لأنها ما زالت تتكون وتنمو مثل الجسم الذي يكبر مع الوقت. يكون هناك جزء من نفسنا وظيفته الشعور ، جزء من نفسنا وظيفته التفكير بشكل بدائي طفولي لان تكوين النفس البشرية يكون صغيرا بعد الولادة وبالتالي التفكير وقتها سيكون طفولي للغاية ، أيضا جزء من نفسنا وظيفته استقبال الإحداث والوجوه والخبرات ، يوجد ما يسمى بالثقوب أو المسافات ما بين الأجزاء أو الجزر المبعثرة التي تحدثنا عنها ، التي لم تكتمل ، النفس غير كاملة . توجد ثلاث احتياجات نفسية تحتاجها النفس البشرية ، عند إشباع الاحتياجات الثلاثة ، تتكون النفس البشرية العادية المترابطة ، الاحتياجات الثلاث هما الشوفان ، الاحتياج للتقديس ، الاحتياج للمصاحبة .
الاحتياج الأول ... الشوفان
ماذا يعني الشوفان ؟ الشوفان أن يراني الناس ، أن اشعر إنني موجود داخل عيون من حولي ، أن يؤكد المحيطين بي على وجودي ، وجودي له قيمة ، وجودي فارق مع الجميع ، احتياج الشوفان موجود أيضا لدى الأطفال الصغار وبقوة ، احتياج الشوفان عند كل الناس ، داخل كل بقاع العالم ، الإنسان يحاول إشباع هذا الاحتياج بكل الطرق الممكنة والغير ممكنة ، ليقول للعالم وللجميع أنا موجود على هذه الأرض ، التقدير للفرد ، التصفيق له مثل ، الله عليك أنت جميل ، الله أنت ذكي أوي ، شكلك حلو أوي ، أنت حد مختلف ... الخ . الطفل يكون في كامل سعادته عندما يذهب إلى أمه ويرى عينها تلمع وتضحك عند رويته ، هذا يشبع عنده هذا الاحتياج ، الطفلة الصغيرة ترتدي الفستان وتنتظر أن تمطرها أسرتها بعبارات الله جميل أوي عليك ، لان مثل تلك العبارات تشبع هذا الاحتياج عندها .
الاحتياج الثاني ، الاحتياج إلى التقديس
هل التقديس شيء عظيم ، بالطبع لا ، في عمر معين يكون عظيم ، الطفل في احتياج لشخص كبير بجانبه ، حتى إذا تعثر يجده بجواره ، وعندما يسقط طريحا بسبب الأنفلونزا يجده طبيبا له ، وعندما يريد معرفة شيئا يصبح قاموسا و معلما له ، الاحتياج للتقديس ، الشعور دائما بان هناك شخص أراه كبير وعظيم خيالي وأسطوري ، لذلك دائما ما نسمع الأطفال يقولون : أنا بابا يقدر يعمل كل حاجة ، ماما قوية وممكن تضربك ، الأب وإلام داخل أبناءهم مثل السوبر مان . احتياج التقديس أن تؤمن بوجود شخص بجوارك دائما ، يدافع عنك .
الاحتياج للتوأمة ، المصاحبة
الشعور أن هناك صاحب لي ، يشبهني ، لا اخجل منه . الولد يقترب من أبيه في بعض الأمور لأنه يشبهه ، كذلك البنت عندما تقترب من أمها ولا تخجل منها مثلما تخجل من أبيها عندما تريد الطفلة أن ترتدي أمها نفس ملابسها ، الطفل الذي يريد اللعب مع أبيه . إي يكون الاثنان شيئا واحدا ، لذلك اللعب مع الأطفال يعمق ذلك الاحتياج عند الأطفال ويشبعه بشكل كبير.
لابد للاحتياجات الثلاثة أن تشبع بدرجة مناسبة
نستطيع أن نضع تحت كلمة مناسبة مليون خط ، تقصير الإباء مع الأطفال سوف يساهم في عدم إشباع الاحتياجات الثلاثة ، عدم الاهتمام بالأطفال وقلة التركيز معهم ، القسوة والعنف تجاه الأطفال ، كلها عوامل خطيرة تساعد وتساهم في عدم إشباع الاحتياجات الثلاثة .
عدم تحقيق الاحتياجات الثلاثة ، يؤديء إلى انا مستاهلش
البنت عندما تشعر أن حبيبها لا يحبها ، ليس لديها الثقة في نفسها ، تشعر أنها ضعيفة ، كائن لا يجب أن يحصل على الحب ، لذلك دائما ما تحاول اختبار حبيبها ، فتنصب له بعض الحيل ، طوال الوقت تضعه في اختبارات ، أيضا قد نجد إنسان ظل عشرون عاما غير مؤمن بان هناك من يحبه ، عندما يعترف له احدهم بأنه يحبه ، سنجده يصرخ في وجهه قائلا : هو انأ اتحب ! ... يحدث كل ذلك بسبب عدم تحقيق الاحتياجات الثلاثة في الصغر .
الكلمات المتعلقة