المخابرات الروسية تكشف دورالاخوان في المنطقة
سليمان شفيق
٠٢:
١٠
ص +02:00 EET
الاثنين ١٥ اكتوبر ٢٠١٨
كتب :سليمان شفيق
نشرت جريدة الامناء تقريرا هاما كشفت فية المخابرات الروسية دور الاخوان المسلمين في المنطقة انشر ملخصة في مقالي (حالة)
(وقع مدير المخابرات الخارجية الروسية "ميخائيل فرادكوف"، نهاية مشروع جماعة الإخوان المسلمين، وقال إن "المعركة الآن في دورتها الأخيرة".
وكان المسؤول الروسي يتحدث في ندوة مغلقة مع السفراء الروس في العالم العربي والإسلامي، وقال إن "بريطانيا دعمت جماعة الإخوان منذ البدء لمواجهة تنامي التيار القومي العربي".
وأوضح أن الإخوان لم يقرّوا أو يسلّموا بهزيمة مشروعهم السياسي، بل إنهم ما زالوا يراهنون على أن مشروعهم هو المشروع البديل لكل المشاريع التي تطرح في المنطقة وأنه هو المشروع الأقوى والمدعوم دولياً، والذي شق طريقه خلال 8 عقود من العمل المتواصل، وأن ما يلاقيه المشروع الآن من تراجعات سيتم التغلب عليها، لأنها عقبات مختلفة أوجدتها قوى تهدف إلى تدمير المشروع الإسلامي في المنطقة.
ويستند هذا الاطمئنان، بحسب مدير المخابرات الروسية، لدى الجماعة بالدرجة الأولى على دعم القوى العالمية الأكثر تأثيرا في العالم وهي أميركا.
وأشار إلى أن محطات العلاقات الأميركية الإخوانية على الفترة الطويلة، استنادًا إلى تقرير أمني روسي تطرق إلى هذه العلاقة، وأثبت أن جماعة الإخوان المسلمين جزء أساسي من أدوات المشروع الأميركي للهيمنة على العالم العربي والإسلامي.)
وشرح التقرير كيف بدأت علاقة السادات بالامريكان وكيف نصحوة بضرورة التعامل مع الاخوان ، ويضيف :
(ونجح الإخوان والأميركان في قلب السياسة المصرية جذريا وقطعت "مصر السادات" تدريجيا علاقاتها مع الاتحاد السوفييتي، ما يعني الارتماء في الحضن الأميركي، وأضعف المواجهة كثيرا مع إسرائيل وبدأت ثقافة دعمها الإخوان بقوة في مصر وهي ثقافة مصر أولا.
في بداية الثمانينيات ، وبالتحديد عام 1982 وأثناء حرب بيروت، عُقد لقاء هام واستراتيجي في الأردن بين الإخوان المسلمين والمخابرات الأميركية ممثلة برئيسها، وحضر من الإخوان المسلمين عبد المجيد ذنيبات الذي لم يكن المراقب العام بل كان نائباً لعبد الرحمن خليفة - الذي رفض حضور هذا اللقاء - وعبد الله عزام وأحمد نوفل والدكتور علي الحوامدة وزياد أبو غنيمة وعبد الرحيم العكور.
وكان هذا اللقاء بداية رسمية للتعاون ما بين الإخوان المسلمين في الأردن والمخابرات الأميركية.
وفي هذا اللقاء، تقرر فرز عبد الله عزام كقناة اتصال وتنسيق بين الإخوان المسلمين والمخابرات الأميركية.
وتولى عبد الله عزام، الذي كان أبرز قادة الإخوان المسلمين في تلك الفترة، هذا الملف بالتنسيق مع الأميركان وشخصياً مع مستشار الأمن القومي بريجنسكي الذي التقى بعزام أكثر من مرة في باكستان ونسق وإياه ولادة تنظيم القاعدة في أفغانستان الذي كان عنوانًا لذهاب كل المقاتلين الإسلاميين من دول عربية وإسلامية لمواجهة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان وحرف النظر عن المعركة مع إسرائيل.
وعبد الله عزّام هو من أوجد القاعدة وقيادتها أسامة بن لادن في تلك المرحلة بالتنسيق مع الأميركان، وبالرغم من اغتيال عبدالله عزام الذي اتهمت المخابرات الأميركية السوفييت بقتله ، إلا أن قنوات الاتصال بقيت وما زالت بين الإخوان المسلمين في الأردن والأميركان ، ولم تكن هذه العلاقة في مرحلة من المراحل بمعزل عن متابعة القصر لها.
خلال تلك الفترة، نمت وتطورت أحد تعابير الإخوان في العالم الإسلامي، وهو قوة الأتراك ، وخلال مراحل متعددة وصل إلى الحكم أردوغان ، أحد تعابير الإخوان المنفتحة في تلك المرحلة والمتحالف استراتيجيا مع الولايات المتحدة.
وكان الأميركان يهدفون بوصول أردوغان للحكم إلى إيجاد قوة إقليمية مشتركة بينهم وبين الإخوان تكون قادرة على الدعم والتبني السياسي لأي تغيير في المنطقة.
ومع نجاح ما يسمى بالثورة التونسية، كانت الأنظار مباشرة تتجه إلى مصر، وتم خلق بيئة من خلال الإعلام الموجه لذلك لدرجة أن الجميع في العالم العربي كانت أنظاره تتجه إلى مصر.
وكان الرئيس مبارك آخر من يعلم بما يجري لدرجة أنه كان يرد باستهزاء على ظروف تونس، وأن ما حصل في تونس لا يمكن أن يتكرر في مصر، ويبدو أن الرجل كان يعتقد أنه ما زال رجل أميركا المطلوب في مصر، فبدأت الأحداث الصغيرة في مصر تضخم في الإعلام وفق مخطط إخواني أميركي مدروس.
فمنذ الأيام الأولى لأحداث مصر، كان الخطاب الأميركي يضخمها ويوجه الرسائل لنظام مبارك، حيث فهم الشارع المصري أن الدعم الأميركي لمبارك قد انتهى، فتصاعدت التحركات الشعبية مراهنة ،على أن الجيش المصري لن يتدخل ولن يقمع، لأن أميركا لا تريد ذلك، وأن مبارك قد فقد قوته وتأثيره بعد تخلي الأميركان عنه منذ الأيام الأولى.
وكان الأميركان مشغولين في ترتيب الأوراق المصرية مع الإخوان المسلمين، وعندما فوض مبارك صلاحياته للمجلس العسكري، مارس الأميركان ضغوطا كبيرة في تلك المرحلة على المجلس العسكري لسرعة التخلي عن السلطة وإجراء انتخابات ديمقراطية، لأن الأميركان كانوا يدركون بالمسبق أن القوة المنظمة الوحيدة القادرة على الفوز هم الإخوان، ولم تكن ترى بالحزب الوطني الذي كان يتزعمه مبارك إلا حزبا للفاسدين لن يكون له مكان في الخارطة السياسية المصرية، أي أنهم على قناعة مطلقة بأن الانتخابات ستأتي بالإخوان، ولذلك مارسوا أقصى الضغوط على المجلس العسكري، من أجل الانتخابات تحت عنوان الاحتكام للديمقراطية.
عمرو موسى يتحالف مع قطر من أجل الرئاسة:
يوضح فرادكوف أنه في تلك الفترة وضمن سلسلة الحلقات بدأت الأحداث في ليبيا الجارة لتونس، والتي بدأت بتحركات شعبية وعنوانها إسلاميًا بحتًا وكان التقدير الأميركي في تلك المرحلة أن ثورة شعبية لن تنجح في ليبيا لما يملكه القذافي من أسلحة وقدرات عسكرية، لن يتردد في استخدامها لمواجهة الثوار، فكانت الخطة أن تقوم قوات الناتو بملاحقة النظام الليبي ورموزه ودعم "الثوار"، وللأسف كان عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية، في تلك الفترة والذي أدرك المعادلة جيدا وتعامل مع قطر لتحقيق حلمه في الرئاسة المصرية.
لقد قرأ موسى بالسياسة أن العصر القادم هو عصر الإخوان، بالرغم من أنهم كانوا يعلنون في تلك المرحلة أن لا مرشح لهم للرئيس، وقد سهل عمرو موسى الطلب القطري في الجامعة العربية للموافقة لدول الناتو بغزو ليبيا.
وكان في تلك الفترة وزير الخارجية نبيل العربي الذي وافق على مشروع قطر وعمرو موسى، ولكن كشف فيما بعد أن المشير الطنطاوي والمجلس العسكري كانوا معارضين لمثل هذا القرار ولكن العربي وعمرو موسى كانوا مدعومين أميركيا وبإلحاح قطري متواصل لقد كان المجلس العسكري عاجزا عن مواجهة ذلك.
وأخبر الطنطاوي عمرو موسى صراحة أن هذا القرار المتخذ في الجامعة العربية من قلب القاهرة يمس الأمن القومي المصري بالذات، قبل أن يمس الليبيين وأن الجامعة العربية شرعت الاعتداءات على الدول العربية.
ونجح الغرب في ليبيا وكان هدفهم الرئيسي هو العمل على تجميع معظم القوى والتنظيمات الإرهابية المنتشرة في جميع أنحاء العالم في ليبيا وتحويلها إلى مخزون إرهاب في المنطقة ينطلق إلى دول مجاورة وفق الحاجة، وكل ذلك كان بالتنسيق المباشر بين الإخوان من خلال تركيا والأميركان، حيث إنه ومنذ الأيام الأولى لضرب ليبيا أحكم الإخوان سيطرتهم بالكامل على ليبيا وذلك بدعم أميركي واضح.
(سوريا) الهدف التالي بدعم تركي وتجاهل لإيران وروسيا
وأوضح المسؤول الروسي أن الحلقة الأهم هي فتح الجبهة السورية، "فلقد اعتقد الأميركان وبإيحاء من أردوغان أن الأمور قد نضجت في سوريا، وأن هناك فرصة للتغيير وللقضاء على النظام الحالي".
أما الأتراك فقد أبلغوا الأميركان بأن الأمور مهيأة بالكامل داخل الأراضي السورية من جميع فئات الشعب السوري من تنظيمات وقوى وأحزاب وقادة كبار في الجيش لانطلاق الثورة، وأن المعركة ستكون سهلة، في حين كانت التقديرات الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية تعطي عكس التصورات التركية.
وكان الأميركان يركزون في تقديراتهم على أن التقدير التركي لقوة الأسد غير دقيق، وأن وصفهم للتركيبة الاجتماعية والطائفية غير صحيحة أيضاً، لأن أردوغان كان قد أطلق على الثورة السورية عنوان ثورة السنة، وهذا ما كانت تدحضه التقارير الأمنية الأميركية التي كانت تقول إن نسبة الولاء للأسد في الطائفة السنيّة وخاصة في الجيش كبيرة جدا.
في حين أغفل الأتراك "بشكل غبي" الدور الإيراني ودور حزب الله والدور الروسي في هذه المعركة ونظروا إليها بنسخة طبق الأصل عما جرى في مصر.
وخلال مرحلة الجدل التي كانت دائرة بين الأميركان وأردوغان بشأن سوريا، أوعز أردوغان للإخوان المسلمين في سوريا ببداية التحرك لفرض سياسة الأمر الواقع على الأميركان الذين كانوا حتى اللحظة مترددين ومربكين بكيفية التصرف بشأن سوريا، و"هنا فرض أردوغان قراره على الأميركان واضطر الأميركان والغرب لمسايرته".
وكان أردوغان والإخوان يراهنون على انقلاب عسكري داخل الجيش يقوده السنة، بعد أن كان عنوان الثورة من أرض سنية خالصة هي محافظة درعا، وهنا أوقع الأتراك والإخوان السعودية ودول الخليج بالفخ السوري وزجوهم فيها، عندما بادر شيوخ من رموز السنة بالاتصال مع السعوديين طالبين المدد والعون في القضاء على "الطاغية العلوي".
ولأسباب تاريخية تكمن في الكرامات والإهانة الشخصية وبالذات عند السعوديين، وجد السعوديون الفرصة المناسبة للانتقام من بشار الأسد الذي أهانهم كثيراً.
ولكن حسابات الاتراك لم تأتِ كما رسموها في سوريا، فكل رهاناتهم فشلت ولم تحدث الانقلابات والانشقاقات التي كانوا يتحدثون عنها وشعر الأميركان أنهم دخلوا في ورطة كلما طال زمن الأزمة السورية.
ولم يجد أردوغان من بديل إلا بفتح الحدود التركية أمام كل التنظيمات الإرهابية الموجودة في ليبيا وغيرها ليدخلوا إلى سوريا لتأزيم الموقف وارتكاب مزيد من الجرائم لدفع الولايات المتحدة إلى التدخل بثقل عسكري وتحسم المعركة لتصبح سوريا من خلال الإخوان، "إحدى الولايات التابعة للإمبراطور العثماني الجديد أردوغان".
تركيا خططت لإسقاط حكام الخليج بعد سوريا
أفشلت عوامل دولية وإقليمية كبيرة المشروع التركي، وثبتت نظام الأسد، بعد أن كان أردوغان قادراً على زج دول الخليج بهذه المعادلة، حيث لم يدرك الخليجيون أن ما بعد إسقاط سوريا حسب المخطط التركي الإخواني سيستهدفهم فيما بعد.
وكان تقدير الإخوان والأتراك أنه لا يمكن لهم عمل أي إنجاز أو تقدم في دول الخليج، إلا بعد ضمان موقف سوريا ومصر وضرورة تغيير الأنظمة الموجودة فيها لتأتي أنظمة من الإخوان أو موالية لها لتسهيل مهمتهم في دول الخليج.
وهزأ بوتين كثيراً عندما حضر إليه الأمير بندر في أوج الأزمة السورية ليرشيه أو يهدده من أجل تغيير مواقفه الداعمة لسوريا، حيث قال بوتين فيما بعد: "لو يعلم هذا - على حد وصف بوتين- أنه سائر في مخطط تدمير بلاده وطرده وعائلته أن هؤلاء الغافلين، يهيجهم الأميركان ويحفرون قبورهم بأيديهم ، فالمشروع ليس مشروعهم هم أدوات في مشروع الآخرين".)
الكلمات المتعلقة