الأقباط متحدون - أسقفية الشباب و اسقفية الكرازة
  • ٠٢:٢٦
  • الأحد , ١٤ اكتوبر ٢٠١٨
English version

أسقفية الشباب و اسقفية الكرازة

أوليفر

مساحة رأي

٠٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ١٤ اكتوبر ٢٠١٨

أسقفية الشباب
أسقفية الشباب
Oliverكتبها
نشكر الله الذى وضع في قلب بطريركنا البابا تواضروس حكمة الإنتباه إلى ضرورة أن تسير الكنيسة بثبات إيمان و تأخذ في الوقت نفسه في إعتبارها تيار التغيرات المتلاحقة التي تنتج حاجات جديدة و إلتزامات جديدة يجب علي الكنيسة ان تضعها ضمن مسئوليتها و إلا فأي كيان ضخم و تاريخي يظل جامداً فإنه يتعرض للتفتت و الإنكسار و قدامنا نماذج من دول كبيرة و كنائس تاريخية و منظمات ضخمة وصلت في ظل جمودها إلي هذا المصير.
لقد جاءت فكرة أسقفية الشباب في زمن له ظروفه المنغلقة لكي يجد الشباب بديلاً متاحاً لإحتواءه في ظل رفض مجتمعي عام شعبي و رسمي للسماح لشبابنا بحقهم في كل ما تقدمه الدولة من خدمات و أنشطة تميزت وقتها بالنبذ المقيت لكل من هو مسيحي مما إستدعي للتفكير في تأسيس هذه الأسقفية.و قد كان و ما زال أسقفها نيافة الأنبا موسى بطلاً روحياً مهما كانت السهوات من هنا و هناك فهي لن تشوش على منجزات كثيرة حققت أهداف مرحلية كانت لازمة.لكن الإنفتاح المتاح الآن يجعل من المهم تغيير طريقة الخدمة و أهدافها.دون أن يمس هذا الإقتراح أو يبخس مجهودات مباركة يقوم بها كل كبير و صغير في تلك الأسقفية. 
 
لا يوجد في هذا المقترح ما يقلل من قيمة خدمة الشباب لكنه إقتراح للتوسع فيها بصورة أكثر تخصصاً.كما أنه ليس مدعاة للظن بأنه هجوم علي أسقفها المبارك فهو بكل المقاييس رجل محبة و صانع سلام و مؤسس لأسقفية من لا شيء و مرشد لكثيرين و معلم لجيل من الخدام فلا داع لأن ينحرف فكر أحد إلي ما لا يقصده المقترح.
 
الإقتراح الأول دمج أسقفية الشباب في أسقفية الكرازة 
: كل ما كانت و ما زالت أسقفية الشباب تقوم به يمكن أن يتم علي مستوي كل إيبارشية و هذا أفضل روحياً و أقل تكلفة.فتخصيص كاهن مسئول عن التخطيط و البرامج لخدمة شباب في كل إيبارشية ليس بالأمر الصعب بمعاونة نفس خدام اسقفية الشباب أصحاب الخبرات.فليس الهدف الإستغناء عن خدمة الشباب بل توصيلها بصورة أكثر فعالية من غير إحتفاليات أو أنشطة بلا روح.نأخذ من خبرات الأسقفية ما ثبت جدواه و نترك ما إستنفذ هدفه كمهرجان الكرازة.بهذا لن توجد حاجة للعمل علي نطاق عام بل علي نطاق كل أسقفية على حدة بحسب ظروف شبابها و حاجاته.فتكون كأن أسقفية الشباب ولدت أسقفيات شباب بعدد كل إيبارشيات الكنيسة جامعة.حيث ستكون خدماتها دائمة تمثل جزءاً حياً من مهام كل أسقفية علي نطاق محلي لا يذوب الشباب و طاقاتهم الجبارة في خضم الأعداد الضخمة فمسيحنا يفرح بالكيف و التغيير و التركيز في خلاص النفوس.لهذا نحتاج إنتقاء ما هو مثمر و نستغني عن كل ما تخطى الأهداف القديمة و زالت الحاجة التي دعت إليه.لأن المتغيرات في معالم المجتمع و معالم الشخصية المسيحية في مصر يجعل من الضروري علي الكنيسة أن تعيد وضع إمكانياتها البشرية و المالية لإستثمار الوزنة فيما يلائم المتغيرات .الخلاصة هي توسع أسقفية الشباب لتصبح جزءاً رئيسياً من كل إيبارشية لتصبح أكثر فعالية .
 
الإقتراح الثاني تأسيس أسقفية جديدة بإسم اسقفية الكرازة
- نسمي الكرسي الإسكندري بطريركية الكرازة .لكننا لأسباب تاريخية و سياسية فُرضت علينا مهمة الإكتفاء بالدفاع عن إيماننا و الثبات عليه دون كرازة لغير المسيحيين.فنحن في الحقيقة كنيسة دفاعية.نعم الكنيسة الأرثوذكسية هي كنيسة (حامية الإيمان) ليست جماعة أو رتبة أو أفراد بل الكنيسة عبر تاريخها دافعت عن ثقتها في مسيحها بالدماء حينا و بالنسك حيناً و بالتعليم القويم حيناً و بالصبر أحيانا كثيرة.فلم تكن لنا فرصة للإمتداد خارج القطر أو خارج الإطار الكنسي.لكن اليوم هو يوم جديد صنعه الرب.فيه نطلب أن يجعلنا بالمحبة كنيسة هجومية أيضا تهجم علي قلاع الإجحاد و إنكار المسيح و تهزم الجهل بشخص الرب يسوع و بالوعى الروحي تزيل ما إلتبس في أذهان البعض عن المسيحيين الأرثوذكسيين و عقيدتهم حتي حسبهم البعض متجاوزاً أنهم عباد أوثان.
 
- صار لزاماً علينا أن نعود لوصية لم نمارسها منذ مئات السنين و هي أكرزوا للخليقة كلها.هذا عمل الكنائس كلها و نحن منها.من هنا يجب علي الكنيسة أن تعود لدورها و مسئولياتها تجاه العالم و أن تشارك بقية الكنائس في التبشير بإسم المسيح .مستخدمين رصيداً من الروحانيين و اصحاب الخبرات من أسقفية الشباب و غيرها بالإضافة إلي أمور أخري كثيرة و أساسية تحتاجها تلك الأسقفية المقترحة
 
ما هي أسقفية الكرازة
: هي أسقفية تحتاج أسقفاً لا يطلب كرامة و لا يؤسس لنفسه مقراً بل يجول يصنع خيراً و يعط كل ما يأتيه لمجد الرب.يعهد إليه بتقديم الإيمان لمن لم يسع لمعرفة الإيمان و لا سمع عنه قبلاً.لا يخدم أناس يعرفون الإنجيل بل الذين لم يسمعوا عن مسيحنا القدوس.رجل يحظي بنعمة تجعله ماهراً في كسب علاقات و نفوس و نفوذ يستخدمها لمجد المسيح.يعهد إليه لتأسيس معهد غير روتيني و لا تلقيني لإعداد الكارزين من كل الأعمار و الفئات و دورات تدريبية لتقديم الكتاب المقدس واللاهوت و الإيمان بلغات محلية و دولية متعددة.
 
-أسقفية تنشغل بتأسيس معهد خاص أكاديمي للحوارات المسكونية يتم إسناد فحص القضايا المسكونية إليه ليتفرغ لدراستها و إقتراح نتائج الدراسة و توصياتها علي المجمع ليأخذ فيها ما يلزم من قرارات.بهذا نخرج من الإجتهادات الشخصية لمن يقومون بهذه الحوارات إلي دراسات أكاديمية تتحدث بلغة يحترمها الآخرون فالكنائس الأخري تعتمد الدراسات مراجع لها.لدينا مراجع يجب أن تتحول إلي أدوات كرازية.كذلك يجب نشر جلسات تلك الحوارات و الرسائل المسكونية لكي يطلع الشعب علي ما يجري فلا تستقطبه الإشاعات و تعوق الحوار المسكوني.كذلك تنشر تلك الدراسات و توصياتها علي جيل الخدام الجديد و الكهنة الجدد لكي تنغرس فيهم فكرة المسئولية الكرازية و المنهج المسكوني للحوار و تكون مهمة تلك الأسقفية محاربة التعصب و غرس التفاهم و إعطاء الفرصة لنسمع للآخر. 
 
- مد جسور محبة و تآخى مع شبكات تبشير للإستفادة من خبراتهم دون أن يعوقنا إختلاف العقائد فالتبشير بالمسيح و ليس بالطائفة.هذا التآخي سوف يؤثر في هؤلاء الكارزين و سيتأثر بهم فلننقل لهم روح العمق و نتعلم منهم مثابرة العمل الكرازي.
 
- تأسيس كنائس في بلاد ليس لنا فيها كنائس أو نشاط و لا إسم يذكر كما في شرق آسيا و مناطق في جزر كثيرة في أمريكا اللاتينية و الباسيفيكي.حتي إذا إجتذب الكارزون أحدا للإيمان وجد له كنيسة يتعمد فيها علي الإيمان الأرثوذكسي.ليس الهدف من تلك الكنائس الإكتفاء بخدمة الأقباط المهاجرين بل خدمة و كرازة أصحاب البلد أنفسهم.المسيح يعطنا أن نخرج من هذه الدائرة و ننشر أسمه القدوس.
 
- نحتاج شخصيات مرنة لا تتأفف من خدمة تجمعات المثليين و بلاد تعبد من ليس إله.نحتاج منهج عملي علمي و كهنة غير متزمتين و لا خائفين من إستخدام المرونة و الإستثناءات فليس للكرازة ثوابت إلا ما يجذب الناس للإيمان و قبول شخص المسيح و نوال الروح القدس.نحتاج إلي رؤية تخلو من الروتين و تعلو علي الوسائل التقليدية للعمل الروحي.فوق هذا كله نحتاج تنظيم شبكة إدارية تنظم سفريات و إقامات هؤلاء الكارزين و الكارزات و تسهل إستخراج تأشيراتهم و تتابعهم و تحاسبهم أيضاً.
 
- نحتاج ميزانية خاصة للكرازة و هو بند لم يوجد في ميزانية الكنيسة منذ نشأتها حتي اليوم و بسبب الدمج بين الأسقفيتين يمكن أن تصب ميزانية أسقفية الشباب في أسقفية الكرازة المقترحة و المنشودة.
 
- نحتاج لإستغلال طاقات لا يمكن تجاهلها و قلوب ملآنة بمحبة المسيح يسوع في كندا و أستراليا و الولايات المتحدة و أوروبا ليكونوا كتيبة للإيمان تنطلق لغزو مملكة إبليس بروح الله و بإسم المسيح و بإيمانهم و محبتهم.ليس شباب كنيستنا أقل حماساً و غيرة و حباً من أولئك الذين إعتبروا أنفسهم رواداً للعمل التبشيري في الكنائس الأخري التي لا يمكن أن ننكر دورها في نشر الإيمان لكن دورنا معهم أمر حتمي لا يجب الإنتظار أكثر من هذا لكي نبدأ من حيث وصلوا. كنيستنا مزدهرة بشخصيات روحية و رصيد معرفي لاهوتي و ثقة و عشرة قديسين أري بعين الإيمان أنهم سيكونون كالكنيسة الأولي حين إنطلقوا مزودين بالروح القدس و قوة من الأعالي و الآيات تتبعهم و روح الحكمة يقودهم و قد سبق الله فأعد قلوبهم للحصاد و لا زال ينادي أن الحصاد كثير و أن الفعلة قليلون و يطلب أن نصلي لكي يرسل الرب فعلة إلي حصاده فلنصلي لكي يرسل الرب الكنيسة الأرثوذكسية للحصاد.أما عن تصور شامل بتفاصيل هذا العمل فبالصلاة و النعمة يمكننا أن نقدمه لرأس كنيستنا و للمجمع المقدس إذا راق الإقتراح و نال قبولاً بنعمة المسيح.
 
- الرب القدوس الذى غرس في النفوس شوقاً متحداً بإرادته التي تريد أن الجميع يخلصون هو وحده القادر أن يذلل كل عائق سواء في قبول الفكرة أو تخطيطها بحكمة أو تنفيذها و متابعتها.ستكون هذه فرحة غامرة لقلب المسيح الذى ينظر لكنيستنا بحب و يميزها بكثير من البركات و النعم و ينتظر اليوم الذى فيه تفيض بهذا الغني علي بلاد لم تسمع عن المسيح و نفوس لم تختبر الكثير من الإيمان المستقيم.