"ارحل".. ديمقراطية الإخوان المسلمين والسلفيين في "مصر"!!
بقلم: صبحي فؤاد
خلال الشهور والأسابيع الماضية، وجدنا عددًا من المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين وإخوتهم في "مصر"، يطالبون مرارًا وتكرارًا معارضيهم من المصريين- أقباطًا كانوا أو مسلمين- بالرحيل عن البلد التي وُلدوا فيها، والهجرة إلى "أمريكا" أو "كندا" أو أي دولة أخرى لمجرد أنهم يطالبون بدولة مدنية ويرفضون قيام دولة دينية تطبِّق الشريعة وتفرض الحدود.
والمدهش في الأمر، أن هؤلاء السلفيين والإخوانجية الذين يطالبون الآن معارضيهم بمغادرة "مصر" والرحيل إلى دولة أخرى، هم أنفسهم الذين بعد قيام ثورة الشباب والشعب في 25 يناير الماضي، إنضموا على حياء وتردد شديد لكي يهتفوا مع الجميع في ميدان "التحرير"، مطالبين الرئيس السابق "مبارك" بالرحيل.. والآن- وبعد أن تحقَّق ما لم يكن أحد في "مصر" أو خارجها يتخيَّل إمكانية حدوثه، ورحل الرئيس وترك الحكم للمشير "طنطاوي" وبقية المجلس العسكري، نفاجأ بهم لا يكتفون بمطالبة "مبارك" بالرحيل، بل ومطالبة معارضيهم من المصريين أيضًا!!
لقد كشف رحيل "مبارك" النقاب عن أنانية وديكتاتورية الإخوان المسلمين وأتباعهم من السلفيين وإخوتهم، حيث وجدناهم- عكس ما كان كانوا يدَّعون ويقولون- لا يطيقون سماع أفكار أحد غير أفكارهم، أو آراء أخرى غير آرائهم.. إن لم تؤيّدهم وتسير خلفهم في صمت تجد نفسك سريعًا متَّهمًا بمعاداة الإسلام والمسلمين، وخائنًا لوطنك والثورة، وعميلًا للصهاينة والأمريكان، وتسعى لإجهاض الشرعية والمطالب الشعبية وبقية القائمة الطويلة التي كان يستخدمها رجال "العادلي" من قبل للتخلص من معارضي "مبارك" والنظام السابق.
حقيقي، لا أفهم كيف يطالب الإخوان والسلفيين وإخوتهم، أكثر من (80) مليون مصري معارض لهم بالرحيل عن "مصر"؟ وعلى افتراض أنهم وافقوا ورغبوا في الرحيل، فأين سيذهبون؟!! حيث أن معظم دول العالم لديها من السكان ما يكفيها وأكثر؟؟ بالمناسبة، طبقًا للإخوان أنفسهم، فإن هناك ما يقرب من (400) ألف شاب منتمي إليهم، وإذا افترضنا أن هناك (600) ألف آخرين من الرجال والنساء المؤيدين لهم، فإن تعداد التابعين للإخوان في "مصر" لا يزيد بأي حال من الأحوال عن المليون مصري من بين تعداد السكان الذي قد يبلغ حاليًا (85) مليون نسمة.
لا شك أن تمسح الإخوان والسلفيين في دين الإسلام يذكِّرني بتمسُّح "هتلر" بالقومية الألمانية وسعيه ونجاحه في إقتاع الألمان بأنهم جنس من نوع آخر.. جنس خُلق لكي يحكم العالم ويسيطر على جميع شعوب الأرض.. وفي نهاية المطاف، أدت عنصرية "هتلر" وأفكاره الشيطانية المجنونة إلى حرب عالمية كبرى دمَّرت العالم، وأدت إلى موت عشرات الملايين وانتحار "هتلر" واحتلال "ألمانيا".
أما مطالبهم المتكرِّرة لمعارضيهم بالرحيل عن "مصر"، فقد أعادت إلى ذاكرتي من جديد ما كان يفعله المحتلون الأجانب لـ"مصر" مع الزعماء الوطنيين والمطالبين بالاستقلال، ومغادرة المحتلين الأراضي المصرية، حيث كانوا ينفوهم إلى دول أجنبية عقابًا لهم على وطنيتهم!!
وسؤالي هنا: كيف سيقبل شعب "مصر" الواعي بجماعة تتبنى بقصد أو دون قصد نفس فكر وأسلوب وطريقة النازي "هتلر" لكي تحكمه بعد "مبارك"؟؟ وكيف لشعب "مصر" العظيم- وخاصةً الأغلبية المسلمة منه- سيقبل بتسليم أمره وبلده ومصيره ومصير أولاده، إلى جماعة تطلب من معارضيها الرحيل طواعيةً أو النفي الإجباري، مثلما كان يفعل المحتل الإنجليزي مع الزعماء المصريين الوطنيين؟ كيف سوف يسمح المصريون لمن قالوا علانية وليس في السر "طز في مصر وأبو مصر واللي جابوا مصر"، بل ولم يمانعوا في إحضار رجل من "ماليزيا" ليحكم "مصر" لمجرد أنه مسلم؟؟!!!
حقًا، ويل لمن لا يتعلمون من دروس التاريخ..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :