الأقباط متحدون - القُمُّص عَبْدالمَسِيح مَقَار
  • ٠٨:٣٨
  • السبت , ١٣ اكتوبر ٢٠١٨
English version

القُمُّص عَبْدالمَسِيح مَقَار

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

تأملات كنسية

٠٧: ١١ ص +02:00 EET

السبت ١٣ اكتوبر ٢٠١٨

 القُمُّص عَبْدالمَسِيح مَقَار
القُمُّص عَبْدالمَسِيح مَقَار
(من رُوَّاد مدارس أحد إسكندرية)
بقلم القمص أثناسيوس فهمي جورج
في مئوية مدارس الأحد لكنيستنا القوية الصامدة والممتدة ، نذكر القمص عبد المسيح مقار (أحد الرواد العظام الأُوَل في مدينة الإسكندرية ) ؛ وُلد في أكتوبر ١٩٠٤م بدير الجنادلة "أبو تيج" محافظة أسيوط ، ثم التحق بالكلية الإكليريكية بالقاهرة في نوفمبر ١٩٢٣م ، وكان ترتيبه الأول ، وقد عينه البابا يؤانس مدرساً بالمدرسة اللاهوتية للرهبان بالدير المحرق . واستمر أستاذاً لها لمدة ١٤عاماً ، وقد تتلمذ على يديه كثير من طغمات الرهبان والكهنة .
 
تمت رسامته في ١٩٤٢/١٠/٢٠م ، وبدأ خدمته الكهنوتية بمدينة الإسكندرية في ١٩٤٦/٣/١م بكنيسة مارجرجس بمنطقة غيط العنب ، والتي قام بتوسيعها وتجديدها ، كذلك خدم بكنيسة السيدة العذراء بمنطقة محرم بك ، ثم خدم أخيراً بكنيسة السيدة العذراء بغيط العنب حتى وقت نياحته ؛ حارساً ورقيباً للعقيدة في مراصد كنيستنا ؛ يرفع عينيه بالصلاة وصوته بالتعليم ؛ وقدَّم حياته كلها ذبيحة لخدمة المذبح والمنبر ؛ كي يبني ويعد لله شعباً مستعداً . وها هو قد صار مع رواد الإسكندرية باكورة عجين ونهضة جديدة؛ نستلهم منها روح التقوى والجدية وحفظ الإيمان وحراسته والدفاع عنه ؛ وتكريس المواهب ؛ محوِّلين الزمن الفاني إلى خلود ؛ مفتدين الوقت بالمعرفة اللاهوتية ؛ كي تضيء قدام الناس ؛ وتصير للعالم كمدينة موضوعة على جبل ؛ ولكنيستنا كسراج المنارة ... جيلٌ يسلِّم جيلاً ؛ وشمعة تضيء شمعاتٍ ؛ في مسيرة بني النور أبناء الكنيسة الرسولية الفاخرة والمستقيمة النظام .
 
أبونا عبد المسيح مقار اشتُهر بالوعظ وبالتعليم الدفاعي والجدلي ، وهو من عائلة كهنوتية . والده كان كاهناً وأخوه المقدس باسيلى مقار والد نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي؛ وتاسونى أنجيل ؛ والأمهات أغابي ويوستينا بدير أبى سيفين ؛ والقمص بيجول وكيرلس باسيلي . حقاً إن الأسرة هى أيقونة الكنيسة ((الكنيسة البيتية)) .
 
لذلك بدأ أبونا عبد المسيح نشيطاً وحاراً في الروح ، غيوراً لأجل تقوية التعليم الكنسي وقيادة التفكير الديني في العالم ، فعمل على توجية المواهب لخدمة الكنيسة في مناطق "محرم بك - غُربال - كرموز - غيط العنب ." وقد قدم ثمراتٍ متكاثرةً في مجالات الرعاية والتعليم القبطي السكندري . وجال في الجمعيات القبطية (اليقظة والنهضة + التوفيق والثبات + الملاك ميخائيل بغربال + الإخلاص القبطية + جمعية الشبان المسيحية) للوعظ والمحاضرات التعليمية . وخدمة التأليف والنشر ؛ وسط زمن اكتنفته ظروف الشُّحّ والصعوبات .
أعطاه الله موهبة الكتابة بروح أرثوذكسية عالية ، ومن أهم الكتب التي أصدرها "مفتاح الكتاب المقدس أبريل ١٩٦٤م" و - الرد الوافي على ضلالات شهود يهوه أبريل ١٩٦٧م - و - العذراء مريم والدة الاله - الشهيد مارجرجس - الفصح المسيحي - عيد شم النسيم - سيرة القديس مقروفيوس - الأصوام في الكنيسة القبطية - عيد النيروز ... وأصدر العديد من البيانات المطبوعة بإسم مجمع كهنة الإسكندرية ؛ في مواجهة تيارات الطوائف وشَطَحَاتها الهرطوقية ... 
 
لذلك شهد المتنيح البابا شنودة الثالث عنه يوم تجنيزه "أنه أقدم كاهن بالإسكندرية وأكبرهم سناً ، وأنه قضىَ في الكهنوت ٥٦ سنة من العمر ، ورقد عن عمر يناهز ٩٧ عاماً شهد له "أنه كاهن وقور وطيب القلب وأنه مثقف في اللاهوتيات ، وأنه كان الأول على دفعته ، وأنه كان عميق الفكر وبارزاً في اللاهوتيات .
 
انطلقت روحه الطاهرة يوم الجمعة ٢٢ مسرى ١٧١٤ش الموافق ٢٨ اغسطس ١٩٩٨م معطرة بمر الآلام وبخور الكهنوت وقد حملته الملائكة لينضم مع الأربعة وعشرين قسيساً ؛ مع كل الذين أكرموا ومجَّدوا الثالوث القدوس ....
 
إنني أذكره بكل الفخر لأنه أوصاني أن أقوم بتكفينه ؛ عندما حضر وداع أبينا باسيليوس إسحق ؛ لكنني لم أتمكن لغيابي في خدمة كنيستنا بشمال انجلترا عندما سافر إلى المجد ؛ لكنني أراه اليوم بعّيْن الإيمان مع الخدام الذين تكملوا بالمدينة التي لها الأساسات ؛ حيث مجد إلهنا وحيث لا تقف أمامه خليقة صامتة ..