الدُكْتُور بَهْجَتْ عَطَاالله
القمص. أثناسيوس فهمي جورج
٤٤:
٠٩
ص +02:00 EET
السبت ١٣ اكتوبر ٢٠١٨
(من رُوَّاد مدارس أحد إسكندرية)
بقلم القمص أثناسيوس فهمي جورج
خدم مدارس الأحد واجتماعات الشباب في الأربعينيات؛ والتي انطلقت من كنيسة العذراء "محرم بك" ، ثم بدأ خدمة فروع التربية الكنسية في القرى المحيطة بالإسكندرية تحت قيادة القس يوحنا حنين ، حيث قاموا بعمل قوافل لخدمة الأحياء الشعبية - العُضوية الكنسية - اجتماعات درس الكتاب للكبار - فصول مدارس الأحد .
عاش الدكتور بهجت جيلاً كاملاً ، وقد عاش ظروف شعبه بصدر واسع وإيمان عميق ، جعله يتخصص فى خدمة الكلمة وإعداد الخدام والشباب . فصار أميناً للتربية الكنسية في كنائس عديدة ، منها على سبيل المثال كنيسة العذراء محرم بك - كنيسة مارمينا فلمنج - كنيسة مارمينا المندرة ؛ والمشرف الروحي على مجلس كنيسة مارجرجس بأبي قير .؛ وغيرها من كنائس غيط العنب وأبيس والطابية ... يجُول يصنع خيراً ؛ مهتماً بدراسات الخدام والتلمذة ، مفضلاً خدمة الخروف الضال والبعيدين وافتقاد الحالات الصعبة ؛ والسعى لعمل خدمة متخصصة للفتيات الجانحات ، لجذب نفوس أولاد الكنيسة التي افتداها الرب يسوع بدمه الطاهر الكريم .
تميز بالملء والهدوء الحكيم ، والوعظ والتِّجوال لصنع الخير كسيدِهِ ، كذلك تميز بالعمق الخفى والرزانة التي بها صار أيقونةً حلوةً لخادم مدارس الأحد الذي يعرف قيمة النفس البشرية وافتقادها ، وحتمية الخدمة الفردية الخاصة كمحور وكنتيجة لفصول مدارس الأحد . عندما واجهت المذاهب البروتستانتية التي جاء بها المرَسل الإسكتلندي هوج ؛ حيث طاف بالإسكندرية ليسلب حُفنةً من أبناء الكنيسة السطحيين في العقيدة والمحمولين بكل ريح تعليم ، وقد استهواهم الشكل الأجنبي والإغراءات المادية ؛ الأمر الذي جعل خدام مدارس الأحد ينتقلون إلى افتقاد ورعاية البعيدين ؛ لاحتضان الذين ضلوا من جراء التعاليم المعسولة ... لذلك سَعَى الخدام إلى رد المخطوفين ؛ وتفنيد ادِّعائتهم المخادعة ؛ بدعوى شعارات : ( اللاطائفية ) ؛ وأننا كلنا ( واحد في المسيح ) وأن ( خلاص النفوس ) لا تتعرض للعقائد .. ومن هنا ذهبت القوافل إلى القرى البعيدة ؛ لتكريس المواهب للمسيح واعظين كل نفس بالبشارة المفرحة وبمسيح الكنيسة ؛ فأتوا بالكثير من العائلات التي لم تَنَلْ العماد المقدس بالقرى المحيطة ؛ وعلموهم طريق الكنيسة .
رفع دكتور بهجت عطا الله شعارات جيل خدام التربية الكنسية الأتقياء التي عاشوها وسلموها ويى : لا خدمة من دون اجتماع الصلاة ؛ وحياة التقوى بملازمة التعليم بمداومة .لاخدمة من دون مواظبة على القداسات والعبادة الليتورجية ؛ والقانون الروحي للخادم .لا خدمة من دون تلمذة وإعداد مستمر ؛ درس حبة الحنطة ؛ بالاقتداء بسيرة حياة الرسل وآباء الكنيسة .
الفلوس لا تعطل الخدمة ( عند أقدام الرسل )
الذبيحة الإلهية هى دينامو نجاح الخدمة
المحبة هي عصب الخدمة وأساسها
الله الذى نعبده ونخدمه هو يبدأ ويكمل ويعمل في الأطفال والكبار . المنهج نعيشه ونتشربه في مدارس الأحد وهو خارطة طريق ومصنع ينتج خدام جيل مدارس الأحد : ( روح الأغابي - اجتماعات الصلاة - العطاء - سلامه العقيدة - طاعة الرؤساء والمرشدين - الاهتمام باحتياجات وضرورات المحتاجين - احترام الكهنوت - خدمة الأماكن المحرومة مهما كانت أعداد المخدومين قليلة ولا تُعَدّ على أصابع اليد الواحدة - الخلوة وزيارة بركة مواضع القديسين - الصدق والمشورة الحسنة - السلوك حسب الإيمان - مظهر الخادم - التبعية للمسيح والسعي للوحدة والسلامة بالابتعاد عن التحزب والانقسام والعثرات - الالتزام بالشهادة الأرثوذكسية بلا ضجيج ولا افتعال - مدارس الأحد خدمة كرازة ).
ونظراً لأنه قائد للتربية الكنسية في جيله ، لذلك عاش ما قاله وعلَّم به عن الدعة واحترام الكهنوت والالتزام الأمين بالمواظبة . فلا أنسى أبداً اللازمة الكلامية التى كان مُكثراً في ترديدها " قدس أبونا له حق في كل ما قاله ؛ فأطيعوا مرشديكم الذين يسهرون عنكم " . وقد كان قريباً ومحبوباً عند أبينا المتنيح القمص بيشوي كامل والقمص تادرس يعقوب وأنبا باخوميوس والقس يوحنا حنين .. والكثير من الآباء والخدام الذين وجدوه مثيلهم في الهدف والقصد .
كان دكتور بهجت مدرسة في جيله ؛ لها نمطها في سلوك التوبة والجهاد الروحي ، وعمق المعرفة الاختبارية وتنفيذ الوصية عملياً ، مع سهر الليالي للصلاة والتحضير وحل المشاكل ؛ فلم تتوقف خدمة مدارس الأحد عند جيله فقط على دروس ومحاضرات ؛ لكنها قدوة ومثال وافتقاد وسهر وعطاء وحل المشاكل . فحينما نذكر سيرته بمناسبة مئوية مدارس الأحد ، إنما نخطو على خُطاه في التقوى وتمجيد الله وخدمة المَخَادع في الخفاء، وعدم الاكتفاء بخدمة الكلام ؛ لكن نعمل ببذل واحتمال وستر وغَيْرة وهدوء وعطاء نفس ؛ وتكريس وحمل للصليب . ولا يمكن أن ننسى أبداً تحركاته وكلماته وما قدمه سواء في تأسيس مدارس أحد الإسكندرية والقرى ، أو خدمة بيت طابيثا مع الجانحين والراجعين ؛ مؤكداً بخدمته أن مدارس الأحد قصة أجيال عاشها مع الرواد من سنة ١٩٤٧ وحتي يوم انتقاله إلى المجد في ٢٦ / ٢ / ١٩٩٥ ... ينقل لنا ما تسلَّمه لنقتدي به ؛ في سلوكه كصورة ابن مدارس الأحد وتلميذ مدارس الأحد ومُدرِّس مدارس الأحد .
الكلمات المتعلقة