الأقباط متحدون - الدُكْتُور بَهْجَتْ عَطَاالله
  • ٠٨:٣٢
  • السبت , ١٣ اكتوبر ٢٠١٨
English version

الدُكْتُور بَهْجَتْ عَطَاالله

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

تأملات كنسية

٤٤: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ١٣ اكتوبر ٢٠١٨

مدارس الاحد
مدارس الاحد
(من رُوَّاد مدارس أحد إسكندرية)
بقلم القمص أثناسيوس فهمي جورج
خدم مدارس الأحد واجتماعات الشباب في الأربعينيات؛ والتي انطلقت من كنيسة العذراء "محرم بك" ، ثم بدأ خدمة فروع التربية الكنسية في القرى المحيطة بالإسكندرية تحت قيادة القس يوحنا حنين ، حيث قاموا بعمل قوافل لخدمة الأحياء الشعبية - العُضوية الكنسية - اجتماعات درس الكتاب للكبار - فصول مدارس الأحد . 
 
عاش الدكتور بهجت جيلاً كاملاً ، وقد عاش ظروف شعبه بصدر واسع وإيمان عميق ، جعله يتخصص فى خدمة الكلمة وإعداد الخدام والشباب . فصار أميناً للتربية الكنسية في كنائس عديدة ، منها على سبيل المثال كنيسة العذراء محرم بك - كنيسة مارمينا فلمنج - كنيسة مارمينا المندرة ؛ والمشرف الروحي على مجلس كنيسة مارجرجس بأبي قير .؛ وغيرها من كنائس غيط العنب وأبيس والطابية ... يجُول يصنع خيراً ؛ مهتماً بدراسات الخدام والتلمذة ، مفضلاً خدمة الخروف الضال والبعيدين وافتقاد الحالات الصعبة ؛ والسعى لعمل خدمة متخصصة للفتيات الجانحات ، لجذب نفوس أولاد الكنيسة التي افتداها الرب يسوع بدمه الطاهر الكريم . 
 
تميز بالملء والهدوء الحكيم ، والوعظ والتِّجوال لصنع الخير كسيدِهِ ، كذلك تميز بالعمق الخفى والرزانة التي بها صار أيقونةً حلوةً لخادم مدارس الأحد الذي يعرف قيمة النفس البشرية وافتقادها ، وحتمية الخدمة الفردية الخاصة كمحور وكنتيجة لفصول مدارس الأحد . عندما واجهت المذاهب البروتستانتية التي جاء بها المرَسل الإسكتلندي هوج ؛ حيث طاف بالإسكندرية ليسلب حُفنةً من أبناء الكنيسة السطحيين في العقيدة والمحمولين بكل ريح تعليم ، وقد استهواهم الشكل الأجنبي والإغراءات المادية ؛ الأمر الذي جعل خدام مدارس الأحد ينتقلون إلى افتقاد ورعاية البعيدين ؛ لاحتضان الذين ضلوا من جراء التعاليم المعسولة ... لذلك سَعَى الخدام إلى رد المخطوفين ؛ وتفنيد ادِّعائتهم المخادعة ؛ بدعوى شعارات : ( اللاطائفية ) ؛ وأننا كلنا ( واحد في المسيح ) وأن ( خلاص النفوس ) لا تتعرض للعقائد .. ومن هنا ذهبت القوافل إلى القرى البعيدة ؛ لتكريس المواهب للمسيح واعظين كل نفس بالبشارة المفرحة وبمسيح الكنيسة ؛ فأتوا بالكثير من العائلات التي لم تَنَلْ العماد المقدس بالقرى المحيطة ؛ وعلموهم طريق الكنيسة .
 
رفع دكتور بهجت عطا الله شعارات جيل خدام التربية الكنسية الأتقياء التي عاشوها وسلموها ويى : لا خدمة من دون اجتماع الصلاة ؛ وحياة التقوى بملازمة التعليم بمداومة .لاخدمة من دون مواظبة على القداسات والعبادة الليتورجية ؛ والقانون الروحي للخادم .لا خدمة من دون تلمذة وإعداد مستمر ؛ درس حبة الحنطة ؛ بالاقتداء بسيرة حياة الرسل وآباء الكنيسة .
 
الفلوس لا تعطل الخدمة ( عند أقدام الرسل )
 
الذبيحة الإلهية هى دينامو نجاح الخدمة 
 
المحبة هي عصب الخدمة وأساسها 
 
الله الذى نعبده ونخدمه هو يبدأ ويكمل ويعمل في الأطفال والكبار . المنهج نعيشه ونتشربه في مدارس الأحد وهو خارطة طريق ومصنع ينتج خدام جيل مدارس الأحد : ( روح الأغابي - اجتماعات الصلاة - العطاء - سلامه العقيدة - طاعة الرؤساء والمرشدين - الاهتمام باحتياجات وضرورات المحتاجين - احترام الكهنوت - خدمة الأماكن المحرومة مهما كانت أعداد المخدومين قليلة ولا تُعَدّ على أصابع اليد الواحدة - الخلوة وزيارة بركة مواضع القديسين - الصدق والمشورة الحسنة - السلوك حسب الإيمان - مظهر الخادم - التبعية للمسيح والسعي للوحدة والسلامة بالابتعاد عن التحزب والانقسام والعثرات - الالتزام بالشهادة الأرثوذكسية بلا ضجيج ولا افتعال - مدارس الأحد خدمة كرازة ).
 
ونظراً لأنه قائد للتربية الكنسية في جيله ، لذلك عاش ما قاله وعلَّم به عن الدعة واحترام الكهنوت والالتزام الأمين بالمواظبة . فلا أنسى أبداً اللازمة الكلامية التى كان مُكثراً في ترديدها " قدس أبونا له حق في كل ما قاله ؛ فأطيعوا مرشديكم الذين يسهرون عنكم " . وقد كان قريباً ومحبوباً عند أبينا المتنيح القمص بيشوي كامل والقمص تادرس يعقوب وأنبا باخوميوس والقس يوحنا حنين .. والكثير من الآباء والخدام الذين وجدوه مثيلهم في الهدف والقصد .
 
كان دكتور بهجت مدرسة في جيله ؛ لها نمطها في سلوك التوبة والجهاد الروحي ، وعمق المعرفة الاختبارية وتنفيذ الوصية عملياً ، مع سهر الليالي للصلاة والتحضير وحل المشاكل ؛ فلم تتوقف خدمة مدارس الأحد عند جيله فقط على دروس ومحاضرات ؛ لكنها قدوة ومثال وافتقاد وسهر وعطاء وحل المشاكل . فحينما نذكر سيرته بمناسبة مئوية مدارس الأحد ، إنما نخطو على خُطاه في التقوى وتمجيد الله وخدمة المَخَادع في الخفاء، وعدم الاكتفاء بخدمة الكلام ؛ لكن نعمل ببذل واحتمال وستر وغَيْرة وهدوء وعطاء نفس ؛ وتكريس وحمل للصليب . ولا يمكن أن ننسى أبداً تحركاته وكلماته وما قدمه سواء في تأسيس مدارس أحد الإسكندرية والقرى ، أو خدمة بيت طابيثا مع الجانحين والراجعين ؛ مؤكداً بخدمته أن مدارس الأحد قصة أجيال عاشها مع الرواد من سنة ١٩٤٧ وحتي يوم انتقاله إلى المجد في ٢٦ / ٢ / ١٩٩٥ ... ينقل لنا ما تسلَّمه لنقتدي به ؛ في سلوكه كصورة ابن مدارس الأحد وتلميذ مدارس الأحد ومُدرِّس مدارس الأحد .
 
الكلمات المتعلقة