الأقباط متحدون - أنغلاق الفريسى المتدين وانفتاح العشار العلمانى
  • ٠٧:٤٩
  • الجمعة , ١٢ اكتوبر ٢٠١٨
English version

أنغلاق الفريسى المتدين وانفتاح العشار العلمانى

البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين

مساحة رأي

٣٢: ٠٩ م +02:00 EET

الجمعة ١٢ اكتوبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
كتب : أعداد الأب أثناسيوس حنين 
 
بين الثقة فى النفس واحتقار الأخرين وقرع الصدر وطلب الرحمة (لوقا 18 :9 -14 )
 
The Pharisee was”standing by himself” ,but the tax collector “recognizes his needs” 
 
دفعنى الحنين الى الماضى أن أفتش فى مكتبتى العامرة عن كتبى باللغة الانجليزية لهدفين ’اولهما أن أوقظ انجليزيتى النعسانة وثانيهما أن أقدم للاصدقاء بعض من فيض نعم الرب علينا لأن اللقمة الحلوة تحب اللمة على راى أهالينا واللى يقرا وحده يزور . وقع نظرى على كتاب كنت قد أحضرته معى من رحلتى الى أمريكا . أمريكا دى شغلانة كبيرة ! مش بس دولار وهمبوربر على رأى عادل أمام ولا كاوبوى بس ! أمريكا قارة نجحت فى احتضان الناس من كل الأمم ومن كل القبائل ومن كل الشعوب ووضعتهم فى خلاط حضارى وثقافى كبير ’ وهيأت لهم مناخ الابداع والعمل والانتاج والتأليف والنشر فى حرية لم يعرف لها العالم نظير . المهم عنوان الكتاب غريب شوية وهو :
 
12 Christian Beliefs that Can Drive you CRAZY 
 
RELIEF FROM : FALSE Assumptions !
 
Drs.Henry Cloud ,John Townsend . MICHIGAN 1994
 
والترجمة : 12 مفهوم مسيحى كفيلة بأن تحولك للهذيان والجنون ! الخلاص من مفاهيم زائفة ! 
 
الكاتبان طبيبان أمراض نفسية ومبشرين وأساتذة لاهوت ’ وقد الفا هذا الكتاب لعلاج زبائنهم من المسيحيين الامريكيين الملتزمين والمتزمتين والذين أصابهم مرض (تدين الأكتئاب واكتئاب التدين ) وذلك عن طريق قرأة جديدة للانجيل وتفنيد وتصحيح المفاهيم الدينية التى تسبب الانكفاء والاكتفاء والحزن والعزلة والافتخار بالبر الذاتى واحتقار الأخرين ومن ثم الاكتئاب وربما الانتحار. وهم يرون أن الفريسى كان مريضا بهذا المرض ’ العزلة فى الواجبات الدينية المقننة والمبرجمة بالاحساس بالافضلية الدينية واحتقار الأخرين "باقى الناس الظالمين والزناة ...وهذا العشار" لوقا 18 بينما العشار كان "واقفا وحده بنفسه ولنفسه " كان مأمور الضرائب يعبر عن "حاجته ليسوع و للأخرين ويقرع صدره ويطلب الرحمة " . الواحد يمثل تدين الانغلاق والاكتفاء الانكفاء والتعالى وفتاوى القهاوى الدينية والثانى يشكل منهج الانفتاح والتواضع وبساطة الغنى وغنى البساطة ورحابة شركة الكنيسة اللاهوتية ’واذا كان التدين ومظهرياته وأمراضه غير جديدة على الفريسى فأن التواضع والامحاء لرجل فى حجم وومكانة ووظيفة مأمور الضرائب بلغة اليوم كانت سابقة جديدة على المجتمع وكلفت الرجل الكثير لهذا لم يتركه يسوع , فضل يسوع الانحياز للعلمانى المتواضع على المتدين المنتفخ ! . أتباع الاول يصيبهم فيروس الافضلية والانكفائية والانعزال والاحتقار والارهاب وترويع الاخرين ان لم يكن بالسلاح فبالفتاوى ! عن المسيحيين نتكلم ! ويصابون بالحزن و بالاكتئاب بينما تلاميذ الثانى يخرجون من أنفسهم ويفرحون بالشركة والتواصل مع الله والناس ويعطوا اموالهم للمساكين ويتوبون عن الوشاية والكذب والتلصص مع مأمور ضرائب أخر وهو زكا "لوقا 19 "ويقبلون الرحمة ولهذا يستطيعون تقديم الرحمة ويعطون ويردون ما سرقوه . تعلم الفريسى من الدين بأنه حرام أن يبدى ضعفا أو يعبر عن حاجة أو يبحث عن صديق ’ فلجأ الى الطقوس ’بينما الحياة علمت مأمور الضرائب أن يكون صريحا ويعبر عن حاجته ويبدى ندمه ’ فلجأ الى يسوع رب الطقوس . لقد أصطدم السيد المسيح بهذا التدين (الوظيفى ) حينما سأله المتدينون "لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد وعادات الشيوخ بل يأكلون خبزا بأيد غير مغسولة ) مرقس 7 :5 . ما يهمش القلب الاسود موضوعا ’ المهم الايد النظيفة شكلا! هذه بدع نفسية وعاطفية حديثة...أتية من منهج أدومى أستعلائى قديم يرفض الاعتراف بحاجته الى الأخرين ويرتفع قلبه وينعزل ويظلم أخوه وينظر الى مصيبته ويشمت ولا يمد يده الى معونته (عوبديا 1 :3 ).مشكله الفريسى ’كما كل متدين’ أنه واثق أنه ليس لديه مشكلة ! المتدين لا يفهم أنه :
 
Having no problems is a problem !
 
If nothing is broken , nothing can be fixed!
 
كبرياء المتدين يهبطه الى أسقل بينما تواضع العلمانى يمجده ويرفعه (أمثال 29 :23 ). الصراع هنا هو بين الرحمة والذبيحة ! (متى 9 :13 ) وبين االاحساس بالبر الذاتى وطلب الرحمة وعبودية العبادة والتمسك بمظهرها دون جوهرها (لماذ نصوم نحن وتلاميذك لا يصومون ) وبين المجتمع الصحيح والمتقدم والقبيلة المريضة المتخلفة وبين نفسية المواطن وعقلية الذمى .(متى 9 :13 ) وهنا يكمن الفارق الجوهرى بين المفاهم الخاطئة الكئيبة والحياة الفياضة الفرحانة وبين النوح والفرح وبين الثوب الجديد وترقيع الثوب القديم وبين الخمر الجديد والزقاق العتيق ’ بين تلاميذ يسوع و تلاميذ يوحنا (متى 9 :14 -17 ) . 
 
Jesus wants us to own our real feelings , not cover them with religious activities .(Matt .23 :25-26).

 

الكلمات المتعلقة
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع