الخفيات والظاهرات

".. قيام الأعداء الخفيين والظاهرين ، انزعها عنا.." هكذا نقول فى صلاة الشكر وهذا يعنى وجود نوعين من الأعداء نوع خفى ونوع ظاهر ، الظاهر معروف أما الخفى فمن هو؟.. 

 

المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله عن "الخفيات والظاهرات" حدثنا عن من هم الأعداء الخفيين ، أول وأخطر عدو خفى هو الشيطان الذى قال عن نفسه إن عمله الجولان فى الأرض والتمشى فيها ، وقال عنه الكتاب المقدس "إنه الجولان فى الأرض يبحث عن فريسة لكى يبتلعها" إنه عدو خفى لا يرى ، كان الشيطان سبب فى خراب بيت أيوب الصديق ومرضه "وضرب أيوب بقرح فى باطن قدمه الى هامته" ، الشيطان يحسد الأبرار مثما حسد يوسف الصديق وحرض عليه إخواته فباعوه ، والشيطان يستطيع أن يظهر فى هيئة ملاك من نور لكى يخدع الآخرين وقد ينطق على أفواه بعض الناس والشيطان وراء كل الشكوك الإيمانية وكل أنواع الفساد ، ولكن إذا كان الشيطان يعمل فإن الله أقوى منه وأعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوات العدو .

 

ثانى عدو خفى هو النفس و القلب الذى يمتلكه شهوة معينة ، شاول الملك كانت نفسه مليئة بالحسد والحقد لدواد ولا يطيق أن ينجح ، أخاب الملك كانت شهوة قلبه فى امتلاك حقل نابوت ، أبشالوم كانت شهوة قلبه أن يملك مكان أبيه ، مشاعر القلب دفعت قايين الى قتل أخاه ، ثالث عدو خفى الأحباء والأصدقاء المحيطين بنا والذين يدفعوننا الى الخطية ويتسببون فى هلاكنا ، مثال يعقوب دفعته أمه رفقة الى خداع أباه اسحق وقالت له اذهب وافعل كذا وكذا هى التى دبرت كل شىء ، أيضا شمشون الجبار كان السبب فى هلاكه من جهة قوته وكرامته البنت التى أحبها من كل قلبه دليلة ، هؤلاء المتظاهرين بالصداقة الذين قال عنهم بولس الرسول إنهم أخوة كذبة .

 

من الأعداء الخفيين أيضا العقل الباطن الذى يخزن أشياء عن صور وافكار وشهوات ومناظر تكون سبب فى ضياع الإنسان ، لذلك يجب أن لا نخزن إلا كل شىء طاهر ونقى .

 

نجنا يا الله من الأعداء الظاهرين والخفيين ، نجنا من مكايد الشيطان ، ومن المحيطين بنا ممن يتسبب فى هلاكنا ودفعنا الى الخطية ، نجنا من شهوة القلب والنفس الى تريد الإساءة ، اغفر لنا يا الله كل الخطايا الخفية التى لا نشعر بها لكنها تتسبب فى هلاكنا ..