سفينة نوح "بكتيرية" لإنقاذ البشرية
تكنولوجيا | سكاي نيوز عربية
الاثنين ٨ اكتوبر ٢٠١٨
من أجل صالح البشرية ولخيرهم، وفي وقت بدأ التنوع البكتيري، خصوصا لتلك الأنواع المفيدة للإنسان، يتراجع في المناطق الحضرية على وجه التحديد، يتحتم على الإنسان أن يحفظ ذلك التنوع من الانقراض.
وكإجراء احتياطي، تماما على غرار قبو الدينونة للبذور في النرويج، يسعى العلماء لإيجاد ما أطلقوا عليه "فلك نوح" أو سفينة نوح للبكتيريا، بحسب ما ذكر موقع "تيك نيوز" على الإنترنت.
وفلك نوح الذي ينوي العلماء بناءه عبارة عن ثلاجة أو "مجمدة" عملاقة لحماية البكتيريا المفيدة للإنسان والحفاظ عليها بعد جمعها من مختلف أنحاء العالم.
كذلك يسعى العلماء إلى أرشفة كل أنواع البكتيريا المفيدة التي تنظم حياة الإنسان وإنقاذها ومنع انقراضها، بحسب الموضوع الأصلي الذي نشر في دورية العلوم.
وكانت دراسات علمية سابقة أثبتت الدور الذي تلعبه البكتيريا المفيدة والنافعة لصحة الإنسان وسعادته.
ويلقي العلماء باللوم على زيادة أمراض السكري والأزمة والحساسية والسمنة إلى الانخفاض في محتويات جسم الإنسان من البكتيريا المفيدة التي تعيش في جسم الإنسان.
ولمنع حدوث سيناريو كارثي بشأن اختفاء هذه البكتيريا، اقترح العلماء إنشاء "فلك نوح البكتيري" حيث سيتم جمع كل أشكال الحياة الميكروسكوبية (المجهرية) من الناس حول العالم، بما في ذلك تلك البكتيريا الموجودة في المجتمعات البدائية في مناطق نائية في أنحاء العالم.
ويقود الفريق باحثون من جامعة روتغرز-نيو برونسويك، بحسب ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ويقول العلماء إن مثل هذا "الفلك" قد يساعدنا على ضمان الحفاظ على صحتنا كبشر على المدى البعيد في وجه تراجع معدلات التنوع البكتيري العالمي، الذي، بحسب زعمهم، يشكل تهديدا يوازي التغير المناخي.
وقالت رئيسة فريق البحث، ماريا غلوريا دومنيغيز بيلو، من قسم الكيمياء الحيوية بجامعة روتغرز "نواجه أزمة صحية عالمية متنامية، الأمر الذي يتطلب أن نجمع كل أنواع البكتيريا التي تعيش في جسم الإنسان قبل أن تختفي وتنقرض".
وأضافت "نشأت هذه البكتيريا وتعايشت مع الإنسان منذ الأزل، وساعدتنا على هضم طعامنا وتقوية جهازنا المناعي وحمتنا من الفيروسات الضارة".
يشار إلى أنه بحسب الدراسات، فإن السكان الذين يعيشون في مناطق نائية في أميركا اللاتينية وأفريقيا يتمتعون بأكبر تنوع بكتيريا.
وبجمع كل أنواع البكتيريا هذه، من هذه المناطق وغيرها قبل أن تختفي بفعل عوامل التحضر فإنه من الممكن حفظها وحمايتها وإعادة إحيائها في المستقبل لمنع انتشار الأمراض والأوبئة.