الأقباط متحدون - حياة الشكر الليتورجية فى حياة رهبان الشركة الباخومية .
  • ١٧:٠٦
  • الجمعة , ٥ اكتوبر ٢٠١٨
English version

حياة الشكر الليتورجية فى حياة رهبان الشركة الباخومية .

البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين

مساحة رأي

٢٨: ٠٤ م +02:00 EET

الجمعة ٥ اكتوبر ٢٠١٨

تعبيرية - حياة الشكر الليتورجية
تعبيرية - حياة الشكر الليتورجية

   رسالة رجاء وتقدمة حب لرهبان مصر الأصدقاء 

ينقلها من الفرنسية الأب الدكتور أثناسيوس حنين .
 
 نظرا لما يصيب الرهبنة القبطية اليوم من سهام مارقة’ لم يكتبها الله لهم ’  ’ بل هى دخيلة عليهم ’ مرة من الخارج ومرات من الداخل ’ وددنا أن نأخذ القارئ الى رحلة حجيج وسجود وخشوع وأنتعاش روحى وغنى لاهوتى ودسم ليتورجى فى محراب الرهبان الباخوميين الأوائل   (القرن الرابع ) والذين’ أى الرهبان ’  ’ وأن عاشوا لشئ ’ فقد عاشوا المسيح ’ حبا ’ حياة وصار الموت الطوعى عن العالم ربحا ’ يقتاتون على الخبز الافخارستى السماوى’ خبز الحياة ’ المائدة النازلة من السماء  ’ وأن عاشروا أحدأ ’ فقد عاشروا ’ فقط يسوع المسيح ’ ذالك الذى تغرب عن حضن الأب لكى يسكن صحارى قلوب البشر ويعمرها ويفلحها ويصلحها ’ وأن أتقنوا عملا صالحا  فقد كانت رسالتهم رسالة الحب وقوتهم الكلمة ’ وليلهم نهارهم ’ ودموعهم غذائهم ’ ونقاوتهم تاجهم ’ وعزلتهم هى ملء شركتهم ’ والكنيسة وسلامتها وصيانتها ’هاجسهم وهمهم وصلاتهم . لقد شكلوا الخلفية الاستراتيجية للكنيسة بلغة الجيوش  ’ اللابسة سلاح الروح الكامل حسب بولس . ليس من صيغ البلاغة ولا انطلاقا من كبرياء فرعونى ’ أن يقول القبطى ’ واليوم يجب أن يقولها مدوية ’ وكل قبطى راهب ’ حسب المطران جورج خضر ’  أن صحرائه بابائها وامهاتها قد قدموا للعالم الرهبنة (الطريق الملوكى ) أى طريق الحب الالهى المهاجر دوما الى قلب الله  حاملا اشواق العالم وأماله’ حديثا  ’ محققا بذلك أمال  هرميس  ألأغريقى ’ قديما . حفنة من خيرة شباب مصر قررت أن تأخذ رافعة النعمة مع أرشميدس وتقف فى نقطة ثابته وهى الصحراء المصرية وتتسلح بالكلمة ’ لكى ما ترفع العالم ’ من صحراء مصر ’من أنانيته الى حياة الشركة ’ ومن وثنيته الى ديانة التوحيد ومن تذمره وقرفه الى بركات الرضا والأفخارستية ومن انحباسه فى عقللانيته  الى افاق اللوغوس المسيح ومن عناده الفرعونى الى طراوة الطاعة .كانت نقله حضارية كبيرة وسط القلق الكونى الذى أمسك بتلابيب المسيحيين والوثنيين على حد سواء حسب تعبير العالم الكمبريدجى البريطانى دودز فى كتابه (الوثنيون والمسيحيون فى مواجهة عصر القلق الكونى).
 
E.R.DODDS (Pagans and Christians in an Age of Anxiety , Cambridge University Press , 1965.
 
من لم يقرأ ما كتبه ووثقه العلماء الكاثوليك الفرنسيون والايطاليون’ منهم ’ خاصة ’ ومنهم أساتذة لنا وأصدقاء واخوة ’ والذين كرسوا حياتهم فى سراديب مكتبات الفاتيكان وقاعات الدرس وقلالى الصلاة والتخشع وقلعوا عيونهم فحصا للمخطوطات ’ وأتقنوا اللغات قديمها وحديثها ’ وأكتفوا بالقوت الضروى’ وأخلوا ذواتهم لتحل النعمة ’ (عمرى ما شفت راهب غربى بكرش ! بس حبة لحم على شوية عظم !) ’ من أجل أن يعدوا لنا موائد شهية ’  عن مصر ومسيحها ورهبانها وروحانيتها ’ نقول ’ يكون قد فاته الكثير ولم يبق له غير الفتات ’ التقوي الصورة ’ من موائد الأرباب اللاهوتية الغنى والأفخارستية النية . وحتى لا أعثر الأخوة الاصاغر ’ احنا صحيح عندنا كل حاجة ! لازمتها  أيه الدراسة برة ! زى ما قالى كاهن مهاجر يفتخر بشهادته الدنيوية  فى المهجر ويستخسر فينا  أن نتخصص فى اللاهوت ! بس ما نعرفش نقرا الاصول فى لغاتها الاصلية ولا نملك الحنكة الاكاديمية والمهارة البحثية الغربية !!! اعتقد متفقون ! والمثل المصرى بيقول (ع الأصل دور !) ماشى ! نكمل  بقة !  لهذا ألهمنى الحب ’ وحده ’ أن أشارك أبائى أباء البرية  ! ولنا منهم أبناء وأباء وأصدقاء وشيوخ ! أباء البرية (اللى كل قبطى نفسه  يعيش عيشتهم دية! حسب الترنيمة الشعبية ) فى محنتهم العابرة! وأخوتى وأصدقائى فى المحروسة فى هذه السياحة فى واحد من أهم المراجع العلمية والابحاث الاكاديمية عن الرهبنة الباخومية وذوقها الليتورجى وجمالها الافخارستى . واسم المرجع هو :
 
       La Liturgie 
 
Dans le Cenobitisme Pachomien Au Quatrieme Siecle ,par ARMAND VEILLEUX ,O.C.S.O
 
ROMA 1986  .      
 
الرهبنة ’ يقول الأب أرماند  فى المقدمة (الكتاب يقع فى 329 صفحة من القطع الكبير بخلاف المقدمات والمراجع والاختصارات والفهارس )’ من خلال تجلياتها التاريخية ’  هى محطة كبرى فى تاريخ الخلاص ’ وهى لحظة حوار بين الله وبين شعبه . يكمن هذا الحوار  فى دعوة الهية ثالوثية واستجابة كنسية شعبية. الرهبنة هى نفحة الروح القدس ’ وهى فى ذات الوقت ’ هى الاستجابة التى يستنطقها الروح فى أولئك الذين قادهم الى البرية ’ لكى ما يسكتوا عقولهم ليتكلم الله .(هوشع 2 ’ 14 ). لهذا فالكتاب المقدس هو قانون صلاة الراهب حسب المبدأ القديم (قانون العبادة هو قانون الصلاة ) أى أنه لا يوجد مسافة (تفوت جمال مش جمل واحد!)بين الصلاة والعبادة والعقيدة واللاهوت  والمذبح والمخدع والمخدع والمكتب والكتاب المفتوح والركب المنحنية .سر بقاء ونجاح رهبنة الشركة الباخومية هو عدم خضوعها لتأثيرات أيفاغريوس الهيللينى (323 -399 ) والمتفذلك والذى أدخل نسكا غريبا الى البرية المصرية ’ اذ بالغ فى فحص ضمير الراهب مستعينا بالفلسفة ومتكلا على الطبيعة أكثر من النعمة ولقد رحب به اباء البرية المصرية ’ كعادتهم ’ ولكم ما أن أكتشفوه حتى أخذ منه موقف البطريرك ثيؤفيلوس (راجع القاموس الموسوعى للمسيحية الاولى ’ ج 1 ’ ص 932) وهذا هو حديثنا المرة القادمة .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد