بقلم : هيام فاروق

سمعنا وقرأنا وشاهدنا فيديوهات مؤسفة عن ( موقعة الكلب ) فى الكاتدرائية .. وقد سبق وذكرت فى مقالة سابقة لى أن رأيت هذه الكلاب بنفسى من قبل .. وأدنت هذا التصرف . ما علينا .

بادئ ذى بدء .. لابد أن يخضع الجميع إلى كلمات الروح القدس المسجلة فى الكتاب المقدس .. وعلى هذا لا يجوز لشخص أيا كان أن يكسر قوانين الكتاب المقدس .. وبالتالى ما قام به المتظاهرون من أصحاب قضايا الأحوال الشخصية وراغبى الزواج المدنى ، ليس فى محله ، ولم يكن من الصواب أبدا .. ولكن نستطيع أن نعتبره نوعا من التنفيس عن الغضب المكبوت داخل نفوسهم على مدى سنوات سابقة مؤلمة وحالكة السواد بالنسبة لهم .. وأيضا تصرفات فجرتها السلبية الواضحة من المجلس الإكليريكى .
ويجب أن نذكر أيضا أن المجلس الإكليريكى ما عليه إلا أن يطبق ما ورد فى الإنجيل .. ولكن .. هل الإنجيل علمهم أن يكونوا هكذا ؟ متكبرين ومتعسفين ومتعالين إلى هذا الحد ؟
وإذا كان هؤلاء الذين يعانون من مشاكل زوجية ، وأسرية ـ وبصرف النظر عن أسباب فشلهم أيا كانت .. كانوا متعبين أو يريدون حلولا سريعة على هواهم كما يطلقون عليهم .. أليس من الأجدى أن نتعامل معهم برفق وطول أناة وصبر تخفيفا عنهم فى محنتهم ؟
المجلس الإكليريكى يا سادة عبارة عن أسقف و عدد من الكهنة .. وبالتالى فهم آباء .. فكيف يعامل الآباء أبنائهم بهذه الطريقة ؟ .. الإبن أخطأ ( لأى سبب ) هل من اللائق أن يخطئ الآباء خطأ أفدح ؟

وبالنسبة لموضوع الكلاب الشرسة هذه التى للأنبا أرميا والجميع يعلم أنها كلاب نيافته .. هل ستظل هذه الكلاب هى الحارسة للمقر البابوى ؟ ألا يكفى السلبيات الأخرى الموجودة والمعروفة للجميع .. عشان كمان يجيب كلابه فى المقر ؟ وهل نيافته أخطر قداسة البابا بأنه أحضر كلاب شرسة لحراسته ؟ ( ولا خباها دى كمان ) ؟
 

أما المجلس الإكليريكى ( كرم الله وجهه ) فنشكر قداسة البابا بوقفه .. مؤقتا .. حيث لا غنى عنه .. فوجوده بالطبع لازم وضرورى لحل مشاكل العائلات القبطية الأرثوذكسية .. رغم أن الحل لا يكمن فى وقفه وإنما يكمن فى طبيعة الأشخاص المكونة له ... فهذا العمل وهذه الخدمة تحتاج إلى أناس متواضعين يتسمون بالوداعة وسعة الصدر وحب الآخرين وطول البال و( الأخذ والعطا ) حتى يتمكنوا من لم شمل الأسر وبنائها أو حتى ترميمها ، أفضل من هدم المنزل بالكامل .

الوضع الحالى مع أعضاء المجلس الإكليريكى ليس بهذه المواصفات على الإطلاق ، واسألوا أصحاب المشكلات عن ما يقابلونه من تصرفات و سلوكيات مشينة .. ناهياك عن ما يسمعونه من الألفاظ التى تنسد الآذان عن سماعها . أما ما نراه اليوم لا يرتبط أبدا روحيا ولا تقليديا بالأسلوب الكنسى ... لا شك أن النعمة بريئة من هذا السلوك المشين وتلك التصرفات المرفوضة.


أعجبنى قرار قداسة البابا بوقف المجلس لحين النظر فى الملفات والدعاوى المقدمة . هذا جميل وربما قد بدأ قداسته يدرك أن هناك سلبيات يجب أن نتوقف عندها ونصحهها .. هذا هو ما يرجوه الشعب القبطى وخاصة الأرثوذكسى .. أن يجد من يسمعه .. من يحتويه فى كنيسته .. فإذا كنا غير قادرين على الإهتمام بأبنائنا والحفاظ عليهم فلا نغضب إذن إذا ذهبوا إلى مكان آخر .
ولا داعى من كلمات شبعنا من سماعها وترديدها أنه لابد من أخذ بركة الكاهن والأسقف فى هذا المجلس .. البركة يا سادة فى العمل المنظم و الخدمة الباذلة و الإحساس بالأعضاء المتألمين من الجسد الواحد وليست البركة فى ( إيد أبونا ورجل سيدنا ) وتظل النفوس متعبة .. وودن من طين و ودن من عجين .

يجب أن يتم تعيين أعضاء جدد للمجلس الإكليريكى مؤهلين لمواصفات خاصة و مارين باختبارات نفسية تؤهلهم لهذا العمل الشاق والمعقد . ونتمنى أن يخلو هذا المجلس تماما من الرهبان والأساقفة وإذا عُين كاهن ليكون وكيلا للمجلس فيجب أن يكون على درجة عالية من الدراسات النفسية والروحية والفلسفية طالما أن الكنيسة علمتنا أن ( أبونا عنده حل لكل المشاكل ) .
 

وقد نوهت فى مقالى السابق .. أننا كشعب قبطى وعلى وجه التحديد أرثوذكسى تعلمنا أن نحترم آبائنا ــ حتى الآن _ ولكن عندما يتحول الكهنوت إلى وظيفة .. فالشعب شبعان وظائف وفى حالة من الضعف يرثى لها .
ثم كيف يكون لنا الوجه المكشوف أن نتكلم عن بناء كنائس أمام هدم العديد من الأسر والنفوس ؟ أين الرحمة يا آبائنا ؟ أريد رحمة لا ذبيحة .

يا كنيستى .. ويا آباء كنيستى أناشدكم الاهتمام بشعبكم .. وبهؤلاء المجروحين على وجه الخصوص .. فهؤلاء لا يريدون حلولا بعيدة عن الكنيسة .. بل هم أبناء الكنيسة و لتعتبروهم ما تعتبرونه .. معادين أم مشاكسين أم مهاجمين أم أصحاب قضية جارحة .. أيا كان إعتباركم لهم فهم أبنائكم .. و الكنيسة أمهم .. فأى أم لا تسعى إلى ضم أبنائها ؟ أى أم لا تحنو على أبناءها ؟ أى أم تغلق باب بيتها فى وجه أبناءها ؟
و أخيرا أتضرع قائلة : يا ملك السلام إعطنا سلامك .. قرر لنا سلامك .. و اغفر لنا خطايانا