الأقباط متحدون | اضطهاد الأقباط هل هو واقع معاش أم أنه خيال مريض؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٠١ | الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠١١ | ١٩ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

اضطهاد الأقباط هل هو واقع معاش أم أنه خيال مريض؟

الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : زكريا رمزى زكى

إضطهاد الأقباط مصطلح كثيرا ما يستخد فى الدوائر القبطية والسياسية فى مصر , ولا تأتى هذه التسمية من فراغ وإنما لابد وأن يكون لها دوافعها المتجسدة على الأرض كما يقول المثل الشعبى الدارج ( مفيش دخان من غير نار ) , كثيرا ما يستخدم الأقباط هذا المصطلح حين يصفون حالهم ومعيشتهم فى مصر وعلى النقيض يستنكر المسلمين استخدام الأقباط لمثل هذه المصطلحات لانه لا وجود لها على الأرض وهى موجودة فى خيال الأقباط فقط وأن الاضطهاد قادم من الأنظمة السابقة لكل أفراد المجتمع وليس لفئة بعينها , ونعود الى رد الأقباط على مثل هذا الأمر فيقولون أنكم ( أى المسلمين ) مضطهدين مرة ونحن مضطهدين مرتين بسبب ديانتنا . وتتداول الألسن مثل هذه الكلمات والقضية فى تزايد مستمر وليس لها حل . ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا هل اضطهاد الأقباط موجهة من الحكومة أم أنه إضطهاد شعبى ؟ فى الأصل الشعوب لا تضطهد بعضها ولكن يمكن أن يحدث احتقانات تصل بنا الى هذا المصير وهذه الاحتقانات تولدت بعد أعوام من العزلة مابين طوائف المجتمع العزلة فى كل شىء حتى ولو انكر هذا كثيرون الا انها الحقيقة المرة , العزلة فى العمل حين ارى صديقى المسلم يصلى اثناء العمل ويعتبرنى اننى لا اصلى فهو احسن وارقى منى , العزلة فى التواصل فكل فريق يدعو الى عدم التعامل مع الفريق الاخر فى كل المجالات . الاضطهاد الشعبى هو عبارة عن الانعزال وهو أقسى درجات الإضطهاد النفسى , فأنا أرى بعينى فى الصعيد مسلمين يقولونها صريحة أنهم لا يأكلون ( عيش ) النصارى .


الإضطهاد الشعبى ليس منظما ولكنه موجود ونابع من ثقافة الجهل بالآخر ويوجد فى الجانبيين وإن كان الأجلى فى الجانب الاسلامى قد يكون بسبب النسبة العددية . وهو نابع أيضا من تبنى بعض رجال الدين للنفخ فى النار كمن يخرج بفتوى حرمانية المعايدة على المسيحيين وهلموا جرا من أمثال هذه الفتاوى . وقد نجد نعرة متأصلة فى النفوس فى أحد الأطراف أنهم هم الأفضل والأسمى بسبب أشياء كثيرة أنهم الأكثر عددا والأحسن دينا ( من وجهة نظرهم ) فمن هذا المنطلق يتعامل هؤلاء مع الأقلية التى يعتبرونها ليس لها أى حقوق وغير مسموح للمطالبة بهذه الحقوق أو أن تقول أن هناك ضغط واقع عليها أصلا . أما عن الإضطهاد الحكومى للأقباط فهو الأقسى حيث أن الحكومات المختلفة حرمتهم من الوظائف الهامة لا لسبب الا انهم أقباط وهم الذين نجدهم من يمثلون أنجح المهنيين فى المهن الحرة كالطب والهندسة والتجارة , وتتوالى اضطهادات الحكومة للاقباط فى الاعتراف بمن يغير ديانته من المسيحية الى الاسلام وتسهيل الاجراءات له والتعنت الشديد الذى يصل الى الرفض حين يحدث العكس , حتى أن هناك اكثر من ثلاثة الاف قضية منظورة امام المحاكم للعائدين للمسيحية لها سنوات لم يبت فيها وفى المقابل من يريد تغيير ديانته الى الاسلام يسنخرج البطاقة فى يوم .

نحن مع الحرية الدينية للجميع وبنفس الإجراءات فى الحالتين . ومن ضمن الاجراءات الحكومية التى تعتبر اضطهادا ايضا هو التعنت فى بناء الكنائس وعدم اعطاء التصاريح الخاصة لبنائها او ترميمها الا بعد شق الانفس الامر الذى يتم بكل سهولة ويسر فى الجانب الآخر , فساد الاعتقاد أن بناء خمارة أسهل من بناء كنيسة ولا أعرف السبب فى عدم الرغبة فى بناء الكنائس مع العلم أن الاقباط لا يضيرهم فى شىء بناء المساجد ,بناء على كل ماسب وقع الأقباط فى حيرة من أمرهم هل هم مضطهدين أم أن ما يحدث ما هو إلا ضريبة العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد وهذا يحدث مابين المسلمين أنفسهم ، لكن ما يجعل هذه الموضوعات تاخذ النعرة الطائفية هى انضمام كل بنى دين الى ابناء دينهم عندما تحدث مثل هذه الحوادث . وشريك الوطن الثانى ( المسلمين ) يستكثرون على الأقباط المطالبة بمثل هذه الطلبات وعدم ذكر مثل أقوال نحن مضطهدين ويتجاوز البعض منهم الى تسميتهم الأقلية السعيدة ( لا أعرف على ماذا ) وجماعة الإخوان المسلمين صرحت فيما قبل أنها تريد أن تعيش فى مثل رفاهية الأقباط ، كل ذلك يعتبر تسويف للقضية وليس حلا لها ، والعاقل الواعى لابد وأن يعترف بأن الأقباط يعانون من المشاكل ولابد من حلها حلاً جذريا لأن حلها لن يضير الطرف الآخر ولن يأتى هذا الحل على حسابه ، لكن أن نردد نغمة أن الأقباط استعذبوا نغمة الإضطهاد وان هذا لا يوجد الا فى خيالهم ، فهو أمر يزيد المسائل تعقيداً لأنه لا يوجد فرد أو جماعة تستلذ بنغمة الاضطهاد.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :