مصر تسعى للقضاء على "الإيدز" تمامًا بحلول 2030
أخبار مصرية | ايلاف
الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨
تحت شعار "الصحة للجميع" أعلنت وزارة الصحة المصرية عن وضع العديد من الخطط الاستراتيجية التي تهدف إلى تقليل معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة الإيدز حتى يتم القضاء عليه بحلول عام 2030.
ووفقًا لتقارير وزارة الصحة، انخفض معدل الإصابة بمرض الإيدز في مصر خلال عام 2018 لأقل من 0,02 %، مما يعتبر من أقل المعدلات بدول العالم بناءً على البيانات الرسمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة للإيدز.
وتعتمد خطة وزارة الصحة لتقليل الإصابة بفيروس الإيدز على عدة محاور، تتركز في توفير الفحص لأكبر عدد من المواطنين للكشف عن الأشخاص الذين تعرضوا لخطر العدوى ولم يقوموا بالفحص المعملي، ثم ربط المصابين بمنظومة المتابعة المعملية، وتقديم العلاج للمرضى بجانب دعم الانتظام على العلاج للتحكم وتثبيط النشاط الفيروسي.
وقال عضو لجنة مكافحة الإيدز، الدكتور محمد نصر الدين، إن الحملة تعمل على تكثيف وتعزيز استمرارية أنشطة الترصد الصحي، وتضافر جهود التوعية المجتمعية لمنع السلوكيات المؤدية للعدوى بالفيروس، بالإضافة إلى المجهودات الأساسية والمستمرة، أمثلة البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، وبرنامج وقاية الطفل من الأم المصابة، وحزمة وقاية ما بعد التعرض" للعاملين بالمجال الصحي.
توعية بالمرض
وأضاف لـ"إيلاف" أن الحملة تقدم خدمات المشورة والفحص الاختياري لفيروس نقص المناعة البشري "الإيدز" من خلال 24 مركزًا بعدد 18 محافظة على مستوى الجمهورية، ويتم توفير فحوصات المتابعة الدورية لجميع المصابين بجميع المحافظات مثل الحمل الفيروسي PCR والعد المناعي CD4 من خلال عدد 14 مركزا للرعاية الإكلينيكية والمتابعة ومركز خاص باللاجئين، وتم توفير خدمة الفحص في عدد من المرافق التي تقدم خدمات صحية ذات صلة مثل مستشفيات الحميات، ومستشفيات الصدر والدرن، ومراكز تأهيل المخدرات، وبعض مراكز الرعاية الأساسية، ورعاية الحوامل وغيرها.
وذكر أن البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة هو الجهة المنوط بها توفير العلاج بالأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشري بمعدل تغطية 100% لكل المتعايشين المسجلين من خلال 15 مركزًا متخصصًا، بالإضافة لخدمات الرعاية الطبية الإكلينيكية المتخصصة، كما يتم توفير العلاج لكل من يحتاجه من المرضى بالمجان.
ونجح البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز من توفير الوقاية للأطفال المولودين من الأمهات المصابات بنسبة 100%، ويتوسع البرنامج في توفير الفحص المعملي للفيروس للسيدات الحوامل المترددات على مراكز صحة الأم والطفل الحكومية في سرية تامة بهدف تشجيع السيدات على معرفة المعلومات الصحيحة ورفع الوعي الوقائي.
كما أعلنت المؤسسات الدينية في مصر وعلى رأسها كليات الطب بجامعة الأزهر، عن تنظيم حملات طبية يشارك فيها طلاب كليات الطب والصيدلة بالجامعة تهدف إلى التوعية بالمرض، وخطورته وكيفية الوقاية منه، وطرق العلاج، كما يشارك في الحملة رجال الدين من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر وأئمة المساجد، حيث سيتم تنظيم قوافل دعوية تجوب مراكز الشباب وتجمعاتهم، للحديث عن التوعية الأخلاقية لعدم وقوع الشباب في علاقات جنسية محرمة.
معالجة الأسباب
في الوقت نفسه، أعلنت لجنة الصحة بمجلس النواب، عن متابعة مستمرة لكافة بنوك الدم بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة لكونها أحد أهم أسباب انتشار المرض مؤخرًا، بجانب انتشار المخدرات بين الشباب، وطالبت اللجنة بضرورة توافر الرعاية الكاملة والأدوية للمرضى وحسن المعاملة الطيبة لهم، من أجل حسم المرضى على تسجيل أسمائهم وقبول تلقي العلاج والحجز بمستشفيات الحميات.
وقال عضو الجمعية الطبية لمكافحة مرض الإيدز، الدكتور محمد عبد المنعم، إن أسباب انتشار مرض الإيدز ترجع لعدة أسباب منها: نتيجة الممارسات الجنسية المحرمة من أشخاص مصابة بالمرض سواء عن طريق علاقات المثليين أو بين الرجال والنساء، وإما عن طريق المخدرات من خلال مشاركة المريض لشخص سليم عن طريق الحقن، مما يسبب سهولة في انتشار المرض وبكثافة لدى المصريين، كما أن هناك نسبة 12% من انتشار المرض عن طريق الغسيل الكلوي"، مشيرا إلى أن البعد عن العلاقات الجنسية المحرمة، وعدم المشاركة في المخدرات مع أشخاص مصابين هو أفضل الطرق للوقاية من الإصابة بالمرض.
وأضاف لـ"إيلاف" أنه لم يتم بعد التوصل لعلاج للتخلص من مرض الإيدز، ولكن تم اكتشاف علاج يعمل على محاولة ارتفاع نسبة المناعة وليس الشفاء النهائي من المرض، بحيث يتمكن المريض من العيش لسنوات بدون تداعيات، ويمارس حياته بشكل طبيعي.
ولفت إلى أن جميع أنواع الأدوية لعلاج مرض نقص المناعة الإيدز متوفرة في مصر وتصرف بالمجان للمريض من خلال 18 مركزًا طبيًا على مستوى محافظات الجمهورية.
مصابون لا تظهر عليهم أعراض المرض
وكشف عن مفاجأة كبيرة قائلًا :"إن المشكلة التي تواجه وزارة الصحة للقضاء على مرض الإيدز تتمثل في وجود مصابين منتشرين بين الناس لم تظهر عليهم أعراض المرض، ولم يسجلوا أسماءهم ولم يتوجهوا إلى المستشفيات لتلقي الفحوصات الطبية اللازمة، وهؤلاء قد يكونون سببًا كبيرًا في تزايد فرص إصابة الآخرين وانتشار المرض في البلاد، فوفقًا لبعض الإحصائيات فإن عدد هؤلاء يصل إلى نحو ألف مريض".
كانت الإدارة المركزية للشؤون الوقائية بوزارة الصحة المصرية، قد أعلنت أن مصر ذات معدل منخفض جدًا لانتشار المرض، حيث بلغ عدد المصابين التراكمي من عام 1986 حتى نوفمبر من عام 2017 نحو 10 آلاف و550 مصابًا، بنسبة 0.01% من المصابين بالفيروس عالميًا، طبقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، لافتة إلى أن عدد المتعايشين مع المرض في مصر 8 آلاف و564 مصابًا طبقًا لإحصائيات 2017، بينهم 82% من الرجال و18% من السيدات، مشيرًا إلى أن 75% من المصابين بين 15 و50 عامًا.
وأشارت إلى أن المحافظات الأعلى انتشارًا للمرض هي: محافظة القاهرة والإسكندرية والغربية، وذلك نظرًا لتوافد أعداد كبيرة من كل محافظات الجمهورية وكثرة السكان بها، مما يساعد على إقامة علاقات جنسية غير شرعية تساعد على انتشار المرض، مشيرة إلى أن المناطق الحدودية تعد أقل انتشارًا للمرض، وذلك نظرًا لتمسكهم بالعادات والتقاليد، غير أن معظم السكان بها قبائل وعلى معرفة تامة ببعضهم.