فيتامين «دال».. كمان وكمان
مقالات مختارة | خالد منتصر
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨
تعليقاً على ما كتبته عن هوس فيتامين «دال»، وصلتنى رسالة من الأستاذ الدكتور أحمد مرتجى، أستاذ طب وصحة المسنين ومؤسس وحدة أبحاث هشاشة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس يقول فيها:
تعليقاً على ما كتبته فى 23/9 عن فيتامين «د»، أود الإشارة إلى أن التحدث عن هذا الفيتامين يحتاج إلى الكثير من الشرح، خاصة أن الكثير لا يعلم عنه إلا أشياء بسيطة، خاصة أنه من المواضيع الطبية التى ما زال يجرى عليها فى البلدان المتحضرة الكثير من الأبحاث، لعدم وضوح علاقته بالأمراض المختلفة، لذا أحب أن أوضح الآتى:
أولاً: أعتقد أننى أول من تحدث فى مصر علمياً عن هذا الفيتامين منذ عدة سنوات، أو على الأقل من الأوائل، وبالتأكيد أول من تحدث عن وضعه فى الشرق الأوسط فى مؤتمر الجمعية العالمية لهشاشة العظام فى مؤتمرها، الذى عُقد فى أبوظبى عام 2016، وكذلك فإننى ومجموعتى من الباحثين فى قسم طب المسنين، بطب عين شمس، أول من أجرى دراسات علمية منشورة فى مجلات طبية عالمية عن هذا الفيتامين فى مصر. وأشير إلى أن أول تقرير منشور فى مجلة علمية عالمية عن المسنين بطب عين شمس.
ثانياً: أول من اكتشف هذا الفيتامين هو العالم الألمانى «أولف ويندوس»، الذى حاز عن هذا الاكتشاف على جائزة نوبل فى الكيمياء عام 1928، وذلك رغم أنه كان يستخدم عن طريق غير معروف فى علاج مرض «كساح» الأطفال عن طريق استخدام «زيت كبد الحوت» الغنى بهذا الفيتامين منذ عام 1824، بواسطة الطبيب الألمانى «شيوتس»، لكن دون معرفة سبب الشفاء، حتى تم اكتشاف أن السبب يرجع إلى فيتامين «د».
ثالثاً: وجد أن الكثير من الأمراض (سواء الخاصة بالعظام والعضلات أو الأمراض الجسمانية الأخرى) يكون مصاحباً بنقص لهذا الفيتامين، لكن السؤال دائماً هو: هل نقص الفيتامين هو السبب، أم أن المرض نفسه يتسبب فى نقص هذا الفيتامين؟.. وإذا رجعنا إلى الأبحاث العلمية المنشورة فى هذا المجال سنجد أن بعضها يرجع سبب المرض إلى نقص الفيتامين، والبعض يرجع إلى أن المرض هو سبب نقص الفيتامين. ولهذا التضارب فقد بدأت الهيئة الطبية الوطنية فى الولايات المتحدة بعمل أكبر دراستين، بخصوص هذا الفيتامين، ولم يتم نشر النتائج حتى الآن.
رابعاً: للأسف، هناك قلة بسيطة من الأطباء فى مصر تعى وضع هذا الفيتامين، وأسباب نقصه وطرق علاجه السليمة، لذا نجد أن الكثير يتعامل مع نقص هذا الفيتامين بطرق غير علمية، سواء طبياً أو فى الأحاديث، مما يُسبّب بلبلة للعامة.
خامساً: هذا الفيتامين لا يوجد فى الأكل إلا بنسب بسيطة جداً ويلاحظ أنه لا يوجد فى الألبان الطبيعية، إلا إذا أضيف إليها. وأكثر المأكولات التى يوجد بها هذا الفيتامين هو سمك السالمون، لكن من النوع (الحر) الذى يتم صيده من البحار، وهو نادر، وسعره مرتفع جداً، وما يوجد بالأسواق غالباً من إنتاج المزارع، وهو يحتوى على نسبة بسيطة من الفيتامين.
سادساً: من المؤكد علمياً فى الوقت الحالى أن نسبة هذا الفيتامين بالدم يجب ألا تقل عن 30 نانوجرام/ مل حتى نتجنّب التأثير الضار على العظام والعضلات. أما بالنسبة لباقى الأمراض، فالمستوى الصحى غير معروف حتى الآن.
بالتأكيد، التحدّث عن هذا الفيتامين أعمق من ذلك كثيراً، ونحن من خلال «الجمعية المصرية للوقاية من ترقق العظام وطب المسنين»، وهى الجمعية الوحيدة فى مصر التى تضم أطباء من تخصصات مختلفة (روماتيزم - عظام - مسنين - باطنة - طب مجتمع...) نحاول دائماً أن نُلقى الضوء على المستجدات العلمية، ومنها هذا الفيتامين.
نقلا عن الوطن