القرض فى عين أمه غزال
مقالات مختارة | عبد المنعم بدوى
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
فى الأجتماع الذى تم بين السيسى ، وبين السيده لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولى ، أشادت بالتقدم المستمر فى تنفيذ برنامج قرض الصندوق ، والتزام مصر بتنفيذه ، مؤكده أن النتائج المتحققه تؤكد أن عملية الأصلاح تحرز تقدما مشهودا له ... لكن يبقى السؤال عن مدى صحة حديث تلك السيده ؟؟
للأجابه على هذا السؤال ، أشير الى أجتماع الملكه اليزابيث ملكة انجلترا ، مع علماء الأقتصاد من مدرسة لندن للأقتصاد ( أغلبهم حاصل على جائزة نوبل ) ، وكان هذا الأحتماع فى عام 2009 ، عقب الازمه الأقتصاديه ، والتى مر عليها الأن 10 سنوات ، حيث وجهت لهم الملكه سؤال فى صيغة لوم : كيف فشلتم فى توقع حدوث تلك الأزمه ؟؟
كانت الأجابه تكمن فى .... الطريقه التى تقاس بها المخاطر الأقتصاديه ، وكيفيه أدارة الدوله لتلك المخاطر !!!
أن الأمانه العلميه ، كانت تقتضى أن توضح لاجارد أننا ( مصر ) ، فى أول الأزمه لا فى أخرها ، والأيام الصعبه أمامنا لاخلفنا .... وأن قرض الصندوق ليس الحل أو شبه الحل ، بل هو فى أفضل التقديرات طوق أنقاذ من الأنهيار الأقتصادى الذى لاحت أشباحه فى الأسواق .
وكالعاده أن الذى يدفع فاتورة الأصلاح هو المواطن البسيط .. هو المطلوب منه أن يدفع الثمن ، دون أن يحصد بالمقابل ثمن لتضحياته ... لقد أرتفعت الاسعار ارتفاع جنونى ، وذادت فواتير الكهرباء ، والمياه ، والغاز ، والنقل .... وعلينا توقع المزيد .
أن برنامج الصندوق لم يفلح حتى الأن فى أصلاح حال الموازنه العامه ، ولا سعر الصرف ، ولم يسفر عن تدفق الأستثمارات ، أو رؤوس الأموال الأجنبيه على البلاد .
لكن يبقى دائما على رأى المثل الشعبى " القرد فى عين أمه غزال " حتى لوكان قرد وأيده حمره ....