الصيادلة الأقباط وخيانة المجتمع
بقلم: زكريا رمزي زكي
بقراءة فى نتائج انتخابات نقابة الصحفيين التى اجريت مؤخرا . وجاءت على غير توقعات الكثيرين بل جاءت مخيبة للامال .هذا اذا نظرنا الى نسبة الصيادلة من الأقباط سنجدها عالية جدا تتعدى 60% ممن لهم حق التصويت ومقارنتها بنتائج الانتخابات التى جاءت فى صالح الاخوان باغلبية ساحقة حيث فازوا فى 19 محافظة بينما فاز الاقباط فى ثلاثة محافظات , ومعنى اكتساح الاخوان لانتخابات هذه النقابة أن الاقباط آثروا البقاء تحت المكيفات داخل صيدلياتهم فى إنتظار زبائنهم ولم يضعوا فى اهتمامهم الانتخابات والكلام الفاضى . فلم يخونوا انفسهم او الأقباط فقط وانما خانوا المجتمع كله . لان الصدمة كبيرة وخاصة من نقابة بها نسبة تمثيل كبيرة من الاقباط.
وهذا يقودنا الى السلبية التى يعيش داخلها الأقباط والعزوف عن المشاركة السياسية ، وعندما شاركوا لأول مرة فى الاستفتاء الأخير كانت مشاركتهم ساذجة استخدمها الآخرين لشحن الجو العام ضد الإتجاه الذى يسيرون عليه ، وهذا يرجع الى سنين من انكماش الأقباط داخل أسوار الكنائس ، وأصبح رجال الدين من الكهنة والأساقفة المتحدثين الرسمين بإسم الشعب القبطى ، وكان هذا التمثيل يشكل الموقف الضعيف للأقباط فى المجتمع ، لقد إختزل النظام السابق ملايين الأقباط فى مجموعة من الاشخاص ، فرضوا علينا هذا الوضع ومن جهتنا أعجبنا به وتأقلمنا معه وسرنا خلف آباء الكنيسة فى كل كلمة يقولونها لنا . حتى جاء اليوم الذى من المفترض على الأقباط الخروج من داخل أسوار الكنيسة ، لكن هذه العملية لابد لها وأن تتم بصعوبة بالغة وتأخذ من الوقت الكثير , و فى نفس الوقت يواجه الاقباط تيارات أكثر تنظيما وتنسيقا وحضورا فى الشارع المصرى ، وبرغم النسبة العالية لافباط فى الجمعية العمومية للنقابة الا انهم لم يفوزا إلا بثلاثة مقاعد للنقابات الفرعية وجاء النقيب العام من الإخوان . من هنا يتضح أن التنظيم والتخطيط الجيد هو الأجدر للفوز فى أى إنتخابات بعيدا عن العدد ، وأنا أحترم فى الإخوان المسلمين تنظيمهم ودقتهم فى كل شىء ماعدا تصريحاتهم.
إنه درس عملى مع قسوته ولكن لكى ينبهنا عما هو قادم ، إنها بروفة لإنتخابات مجلس الشعب القادمة ومدى نجاح الإخوان فى قيادة الشارع المصرى للوصول عن طريقهم الى أغلبية تشريعية ومن ثم قيادة البلاد فى المرحلة القادمة . وأقول للصيادلة الاقباط الآن أنتم خنتم أنفسكم والأقباط والجميع بتكاسلكم وعدم اكتراثكم بما هو دائر رحاه على الأرض ، كما أقول لهم ليس بالمال وحده يحيا الإنسان ولكن هناك أشياء أخرى مهمة بل وأهم من المال ألا وهى بناء المستقبل لأولادنا الذين ينظرون وهم تائهون الى مصير مجهول ، لقد سبيتم الحلم وأوصلتم به الى بلاط من يبحثون عنه بلا عناء أو تعب منهم ، لقد صدمتمونا ونحن لانزال نضع آمال كبيرة عليكم لتوجيه رسالة الى الشارع والى الأخوان مفادها أنه يوجد هناك آخر وله كلمة قوية ومسموعة ، لقد أثبت الشباب الواعى داخل الجامعات المصرية أنه يحب هذا الوطن أكثر منكم حين عبر عن رأيه بكل وضوح فسقط الإخوان فى إنتخابات الجامعات ، لا ألوم نجاح الأخوان هنا بل أؤيده ولكن ألومكم أنتم الذين لم تذهبوا لتمارسوا حقكم فى ابداء رأيكم ، إن المجتمع فى بعض أطيافه يتطلع لبناء دولة مدنية حديثة على غرار الدول الأوربية ، وهذه الأمنيات والأحلام لا تأتى من فوق مكاتب مكيفة ، وانما تأتى من الشارع من صناديق الانتخابات ، فلماذا تفرطون فى حلمنا فى أول خطواته ، لماذا ضربتم بأنانية أملنا فى أن نرى هذا الحلم يتجسد فى نقابتكم . لو أن الجميع ساروا على نهجكم فلا تلومون الا أنفسكم
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :